أعراض مرض الرئة الانسدادي المزمن.

إعداد د. مبارك أجروض

يعتبر مرض الرئة الانسدادي المزمن Maladie pulmonaire obstructive chronique مرض رئوي يهدّد حياة من يتعرّض له وذلك بعرقلة عملية التنفس (في البداية عند الإجهاد) ويتفاقم بعد ذلك إلى أن يصبح مرضا خطيرا. ويصيب هذا المرض الرئة حيث يتميز بانخفاض مستمر في تدفق الهواء.

وتتفاقم أعراض الإصابة بهذا المرض بمرور الوقت، وتتمثَّل في ضيق التنفس عند الإجهاد لتصل في المراحل المتقدمة من المرض إلى ضيق التنفس أثناء الراحة. وتنخفض معدلات تشخيص الإصابة بهذا المرض، الذي قد يودي بحياة المصابين به. وكثيراً ما استُخدِم مصطلحا «التهاب الشعب الهوائية/القصبات المزمن» و«الانتفاخ الرئوي»، وهما مصطلحان أكثر شيوعاً، لوصف الإصابة بالمرض.

* عوامل مسببة لمرض الرئة الانسدادي المزمن

مرض الرئة الانسدادي المزمن من الأمراض التي يمكن توقيها. ويُعد التعرّض لدخان التبغ (بما في ذلك التعرّض اللاإرادي أو غير المباشر) السبب الأوّل لظهور هذا المرض. ومن العوامل المسببة الأخرى ما يلي:

ـ التعرّض لتلوّث الهواء داخل المباني (الناجم عن استخدام الوقود الصلب لأغراض الطهي أو التدفئة).

ـ التعرّض لتلوّث الهواء الخارجي.

ـ التعرّض للغبار والمواد الكيميائية في مكان العمل (التعرّض للأبخرة والمواد المهيّجة والأدخنة).

ـ التعرّض، باستمرار أثناء مرحلة الطفولة، لأنواع العدوى التي تصيب الجهاز التنفسي السفلي.

* الأكثر عرضة للإصابة بمرض الرئة الانسدادي المزمن

وفي السابق، كان مرض الانسداد الرئوي المزمن أكثر انتشاراً في أوساط الرجال، غير أن هذا المرض بات يصيب الرجال والنساء على حدٍّ سواء تقريباً نظراً لارتفاع معدلات تدخين التبع بين النساء في البلدان ذات الدخل المرتفع إلى معدلات تضاهي تلك السائدة بين الرجال، وخطر تعرُّض النساء في البلدان ذات الدخل المنخفض لتلوث الهواء داخل المباني (الناجم عن استخدام الوقود الصلب في الطهي والتدفئة) الذي ارتفع عن ذي قبل.

وتحدث أكثر من 90% من الوفيات الناجمة عن الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، حيث لا تُنفَّذ في جميع الأوقات استراتيجيات فعالة للوقاية من هذا المرض ومكافحته، أو يتعذَّر الوصول إليها.

* أعراض مرض الرئة الانسدادي المزمن

ويتطور مرض الانسداد الرئوي المزمن ببطء، وعادة ما تظهر أعراضه بعد بلوغ المريض 40 أو 50 سنة. وأكثر الأعراض شيوعاً ضيق التنفس (أو الحاجة إلى استنشاق الهواء)، والسعال المزمن، وإفراز البلغم (الممتزج بالمخاط). وقد تصبح ممارسة الأنشطة اليومية، مثل ارتقاء عدد قليل من درجات السلم أو حمل حقيبة وحتى القيام بالأعمال اليومية الروتينية، أمراً صعباً للغاية مع تفاقم المرض تدريجياً.

كما يعاني المصابون بمرض الانسداد الرئوي المزمن من اشتداد حالة المرض من حين لآخر، إذ يتعرَّضون لنوبات خطيرة من ضيق التنفس المستمر والسعال وإفراز البلغم لفترات تستمر لبضعة أيام أو حتى أسابيع قليلة. ومن الممكن أن تُفضِي هذه النوبات إلى إعاقة خطيرة، الأمر الذي يدعو إلى الحصول على الرعاية الطبية العاجلة (بما في ذلك البقاء في المستشفى)، ويودي بحياة المريض في بعض الأحيان.

* تشخيص مرض الرئة الانسدادي المزمن

عادة ما يُشتَبه في إصابة الأشخاص الذين يعانون من الأعراض المُبيَّنة سلفاً بمرض الانسداد الرئوي المزمن، ويمكن تأكيد إصابتهم من عدمها عن طريق اختبار للتنفس يُعرَف باسم «قياس التنفس» يقيس كمية وسرعة الهواء الذي يستطيع الشخص زفره قسراً.

ومرض الانسداد الرئوي المزمن لا يمكن الشفاء منه. بَيْدَ أن العلاجات الطبية والبدنية المتاحة تساعد في تخفيف حدة الأعراض، وتعزيز القدرة على ممارسة الأنشطة وتحسين نوعية حياة المصابين به، وتقليل خطر الوفاة بسببه.

والإقلاع عن التدخين هو العلاج المتاح الأكثر نجاعة وفعالية من حيث التكلفة لعلاج المصابين بمرض الانسداد الرئوي المزمن ممن لا يزالون يدخنون. إذ يُبطئ الإقلاع عن التدخين أن تطور المرض لدى المدخنين ويُقلِّل الوفيات المرتبطة به.

ويفيد العلاج بأدوية الكورتيكوستيرويدات «الكورتيزون» المُستَنشَقَة بعض، وليس، كل المصابين بالانسداد الرئوي المزمن.

وتتفاوت الخيارات المتاحة لتشخيص الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن وعلاجه باختلاف المواقع التي تتوفر بها الموارد اللازمة لذلك. وقد أصدرت منظمة الصحة العالمية مبدأً توجيهياً وتوصيات محددة بشأن التدبير العلاجي لمرض الانسداد الرئوي المزمن في إطار تقديم الرعاية الصحية الأولية في المواقع التي تكون فيها الموارد محدودة.

التعليقات مغلقة.