وصال..

على مقربة من الليل سار بعبث يرسم على الرمال ملامح سرابية..

خط بعد لحظات حروف اسم مبعثرة..”وصال”
ردده عاليا في الفراغ..

و ذكراها تنحدر من عل..تباغته في لحظة نسيان..
عبثا حاول طرد الطيف..فسرعان ما تملكه الحنين  سحبه إلى مواطن العشق البائدة..
فاستسلم للعياء..مستلقيا على الرمال..
و راح معاتبا قلبه الهش سريع الإنزلاق..

كان ينعي حضورها الذي سرعان ما غيابا استحال..
ينعي سذاجة العشق الأولى..و مفاهيم تبددت بعد تراكم الخيبات..
كان مثقلا بالحب حد الهوان..
رباه لكم سار في الدروب بحثا عن لحظة وصال..
بحثا عن صورة تكمل حقيقة وهمه الجميل..

إنه مدمن عشق لا أكثر..
صادفها عند منعرج هناك..
بابتسامة تمزج بين براءة و كبرياء..
كانت تسير بهدوء عبثي مجنون..و شعر يتطابر بغرور..
أكملت السير بلا مبالاة قبل أن يباغتها بالسؤال..
ساحرة كانت لكن اسمها الأرضي أراد..
فجاء صوتها العذب كاسرا الصمت..”وصال”

كان اسمها وصال..
رمقته بنظرات ريبة و حنان..
كان منزويا هناك غارقا في أحلامه..مشدوها حد الصمت..
فأكملت المسير في لحظة ضجر..
بينما بقي غارقا في شروده يردد حروف اسمها الأربع…
و هكذا تلاشى الوصال..

خيال و أحلام  فجنون..تناثر الحلم من بين يديه في لحظة شرود..
ذاب الحضور في الغياب فاضحت بقايا إسم لا أكثر..
أدمن التواجد حيث كان اللقاء..بدموع صامتة يستجدي ملامحا الظهور..

“آه كيف تحسن الهجر من كانت وصالا..

كيف تخلف وعدا صامتا قطعته في لحظة عبور..
و كيف تماهى صوتها و نبضه القلق..فاستحال عزفا تتراقص على إثره الأحزان..

وصال
موت أصاب الروح في لحظة تطرف عشقي..
باحثا عنك كنت أنا لولا الهيام..
أخرسني الهوى فتوراى الحلم خلف الضباب..
ليتها تعود فيعاودني النبض..
أو فلأختر أنا الغياب..”

كمن ادمن الألم اكمل سيره نحو المجهول..باحثا عن اسم و ملامح لربما تلاشت و الايام…
يتوارى خلف الوهم باحثا عن عابرة..حد إدمانه الضياع..

بقي وحيدا هناك ملقى عند الشاطئ بعد نوبة حنين..
و ما هي إلا لحظات حتى ألقى بأوراقه و كل الاوهام..
قبل أن تباغته صورتها مجدد في الزحام..

بقلم…….هاجر زغلول

التعليقات مغلقة.