لا تعد التمارين الرياضية مفتاحا لإنقاص الوزن والتمتع بقوام رشيق وممشوق فحسب، بل هي بمثابة درع الوقاية من أمراض خطيرة أيضا، كبعض أنواع السرطان وأمراض القلب والروماتيزم. فلقد قال عالم الرياضة الألماني فولكمار فيلت إن مَن يحرق ألف سعر حراري أسبوعيا من خلال ممارسة التمارين الرياضية فإنه قلما يمرض، وليس المقصود هنا الأمراض البسيطة مثل الزكام وآلام المعدة فقط، بل أيضا الأمراض الخطيرة.
لم يبق من شك في أن ممارسة التمارين الرياضية تمنح لممارسها جسماً مثالياً، وتقلل عليه أيضا من فرص الإصابة بالأمراض المختلفة مثل هشاشة العظام والارهاق والسرطان، الأغلبية وخاصة النساء، تعلم أنها بحاجة إلى ممارسة التمارين الرياضية للمحافظة على حجم منطقة الوسط. وإذا لم يكن هذا الهدف دافعاً كافياً لممارسة التمارين فلربما تكون هناك الشجاعة أكثر عندما يطلع الشخص على الفوائد الجمة التي تقدمها التمارين الرياضية. إن ممارسة التمارين الرياضية 30 دقيقة يومياً على مدار الأسبوع يحمي من داء السكري والسرطان وأمراض كثيرة أخرى.
* سرطان الجلد وممارسة التمارين الرياضية
يصاب 3 من أصل 10 أشخاص بسرطان الجلد سنوياً. ولكن ممارسة التمارين مع العادات الأخرى التي يقوم بها المرء -مثل تناول الكافيين أو المشروبات التي تحتوي على الكافيين – يقلل من فرص نشوء سرطان carcinome squameux، وهو واحد من أكثر الأمراض انتشاراً. ففي دراسة قامت بها مؤخراً جامعة روتجرز تم حقن فئران التجارب بمادة الكافيين ووضعت في عجلة دائرة لحثها على الحركة الدائرية السريعة، وأثبتت الدراسة أن الفئران النشطة التي حقنت بالكافيين قلت فرصة إصابتها بسرطان الجلد بمعدل 62% من الفئران الأخرى. والحركة السريعة بمفردها قللت نسبة الإصابة بمعدل 35% وثبت أيضاَ أن تناول الكافيين مع ممارسة التمارين ساهم بفعالية كبيرة في التخلص من الخلايا السرطانية المصابة بالسرطان من جراء التعرض لأشعة الشمس.
* هشاشة العظام وممارسة التمارين الرياضية
يعاني أكثر من 10 ملايين أمريكي من هشاشة العظام وهناك 18 مليونا يعانون من ضعف في الكثافة العظمية. ولا يوجد علاج لذلك، لكن الباحثين في كلية طب جامعة جورجيا اكتشفوا أن المشاركين في الدراسة الذين واظبوا على ممارسة التمارين بشكل منتظم تمكنوا من الحصول على كثافة عظمية أكبر. إن ممارسة التمارين الرياضية لمدة 35 إلى 45 دقيقة يومياً تساهم بفعالية في تقليل فقد العظام، وذلك بحسب ريني بالكوني، خبيرة اللياقة ومؤسسة مركو بالكوني للياقة. وتقول ريني إن النشاط البدني يحفز الخلايا على إنتاج المزيد من العظام.
* الإرهاق lassitude وممارسة التمارين الرياضية
لا شك أن الكثيرين يشعرون بـ Fatigue et lassitudeفور الوصول إلى المنزل بعد يوم عمل طويل. وفي الحقيقة، فلقد تبين بالأبحاث أن المواظبة على ممارسة التمارين الرياضية تجعل الشخص دائماً نشطا وتمنحه حيوية متجددة. إن ممارسة التمارين منخفضة الكثافة من شأنها دعم الطاقة بنسبة 20% والتقليل من الإرهاق بنسبة 65% وذلك بحسب دارسة حديثة أجرتها جامعة جورجيا. فإذا كان الشخص يشعر بالإرهاق فما عليه سوى ممارسة التمارين 3 مرات أسبوعياً وبعد ذلك يمكنه زيادة التمارين إلى 5 مرات في الأسبوع. وعلى الشخص القيام من ثباته ويبدأ بممارسة رياضة المشي السريع لمدة 15 دقيقة في الصباح و15 دقيقة بعد الغداء.
* الارتجاع الحمضي (المريئي) reflux acide (œsophagien) وممارسة التمارين الرياضية
إذا كان الشخص يشعر دائماً بوجود حرقان في الحلق أو الصدر، فلا يتجاهل الأمر، فلربما يكون مصابا بمرض reflux acide (œsophagien) والذي من شأنه تعريض الشخص لخطر الاصابة بسرطان المريء إذا تجاهله. ولحسن الحظ فإن ممارسة التمارين الرياضية تخفف من أعراض المرض. فقد ثبت بالدراسة أن الأشخاص الذين يمارسون التمارين الرياضية بمعدل 30 دقيقة في الأسبوع أقل عرضة للارتجاع المريئي.
* الصداع النصفي Migraine وممارسة التمارين الرياضية
هناك 36 مليون أمريكي تنتابهم نوبات Migraine على شكل ألم حاد في الرأس. وفي بعض الحالات تكون الآثار الجانبية لعلاج Migraine أكثر خطورة من المرض نفسه. ومن بين الآثار الجانبية، توارد Pensées suicidaires, fatigue et vertiges. وفي دراسة حديثة أجرتها جامعة جوتنبرج السويدية، ثبت أن ممارسة التمارين أفضل بكثير من تناول العقاقير لعلاج الصداع النصفي. وأن الأشخاص الذين مارسوا رياضة vélo stationnaire بانتظام تخلصوا من الأعراض مقارنة بغيرهم.
* ممارسة التمارين الرياضية والسكتة الدماغية
ذكرت دراسة طبية أن ممارسة التمارين الرياضية المتوسطة والشديدة، مثل العدو والسباحة وركوب الدراجات، قد تحمي المخ من AVC silencieux ou petites lésions cérébrales التي قد تتسبب في التراجع العقلي وتزيد من فرص الإصابة بالسكتة الدماغية في المستقبل. وقد صرّح كاتب الدراسة د. جوشوا ويلي من جامعة كولومبيا، بأن “هذه السكتات الصامتة أكثر خطورة مما يوحي به اسمها؛ لأنها قد ترتبط بمخاطر السقوط والعجز عن الحركة، بالإضافة لمشاكل الذاكرة بل والخرف بالإضافة للسكتة الدماغية”. وأضاف: “تشجيع كبار السن على ممارسة النشاط الرياضي يساعد في الحفاظ على صحة المخ”.
* ممارسة التمارين الرياضية والاكتئاب Dépression
كشفت دراسة بريطانية أن الأطباء يصفون ممارسة التمرينات الرياضية بشكل متزايد لأولئك الذين يعانون من Dépression. وذكرت الدراسة التي أجرتها مؤسسة الصحة العقلية، وشملت 200 طبيب من الذين يندرجون تحت فئة ممارس عام، أن 22% منهم يصفون التمارين الرياضية لأولئك الذين يعانون من dépression modérée. وقال البحث إن التمارين الرياضية تساعد الذين يعانون من dépression modérée لأنها ترفع من تقديرهم لأنفسهم من خلال تحسين صورة أجسادهم أو تحقيق أهدافهم. كما أن التمارين الرياضية تساعد في إفراز المخ لمواد كيميائية مثل endorphines التي تجعل الإنسان يشعر أنه في حالة أفضل.
* مرض السكر وممارسة التمارين الرياضية
أفاد بحث أمريكي حديث أن الحفاظ على التمارين الرياضية المنتظمة ليس في مقدوره منع الإصابة بمرض السكرى، ولكن التمارين الرياضية في مقدورها المساعدة على انضباط نسبة السكر في الجسم.
* التهاب المفاصل arthrite وممارسة التمارين الرياضية
يعتبر أحد الخبراء أن التمارين وسيلة جيدة للتحكم بالألم لدى المصابين بـ arthriteوتحسين الوظائف الحركية. غالباً ما يكون المصابون بـarthrite خائفين من التمرينات لأنهم يعتقدون أنهم سيؤذون أنفسهم، ولكن حالتهم ستسوء مع نقص الحركة. إن التمارين الرياضية توفّر عدداً من الفوائد بالنسبة للمصابين بـarthrite، وتتضمن هذه الفوائد: زيادة القوة العضلية وتحسين ثبات المفصل، وحماية وإصلاح حركة المفصل ومرونته وتعزيز قدرة المرء على تنظيم التنفس وذلك لتحسين الصحة العقلية والتقليل من خطورة الأمراض الأخرى.
التعليقات مغلقة.