الصحافة هي الوحش الأسود الدائم “للسياسيين الفاسدين” !!

مراكش: السعيد الزوزي

 

لا ينبغي على المراسل أن يكون متعاليا او تافها، وأن يتجول في التصفيق”للقادة السياسيين”، بل أن يكون ناقدا وحاسما وأن يقلق مما يؤثر على المواطنين.

غرقت الصحافة في السنوات الأخيرة، أزمة شاملة، أزمة في الهوية والأعمال والأسلوب والقيم.

كم هو مرير، بالنسبة لأولئك الذين نشاؤا وهم يقرأون الصحف المطبوعة، أن نراهم يتحولون إلى بوابات إخبارية، على الرغم من أن هذا بالتأكيد هو الخيار الأكثر وعدا وعقلانية، أو يتم تقليله إلى الحد الأدنى من التعبير المادي تقريبا، مثل أولئك الذين يتمتعون بالحرية والعقلانية.

الصحف الصغيرة التي انتشرت مع بداية القرن، أصبحت أوراق الأمس، والتي يمكن ان يختفي المرء خلفها لساعات في محاولة للحصول على المعلومات والترفيه، كتيبات تحتوي على قصاصات صغيرة وغير جذابة من الملاحظات.

وندرة المساحة تخنق أفضل الصحافة: تقرير الخلفية، والتاريخ المتعلق، والمقابلة الحادة والواسعة، يبدو الكثير مما تقرأه الآن على تلك الصفحات القصيرة….، وكأنه تغريدات مطولة، على الرغم من أنه ربما ليس بطريقة جذرية كما حدث مع الصحافة.

وضعت الضغوط السياسية والاقتصادية رحلة أخرى إلى كواحل الصحافة، سوف يجادل شخص ما بأنهم كانوا موجودين دائما، وهم بالطبع يفعلون ذلك، الآن فقط يتغذون على وسائل الإعلام الضعيفة والمتعطشة للدخل.

اختارت بعض وسائل الإعلام أن تصبح من مناضلي الحكومات التي يمكنها تمويلها، آخرون يقاومون، لكن الأمواج ترتفع ويتصدع الكثير.

من الضروري، كمواطنين، دعم العمل الذي تقوم به بعض وسائل الإعلام، والدفاع عنه من قبل العديد من المراسلين والمحررين، هنا وهناك، على حساب الجهود الفردية في كثير من الأحيان والعديد من المخاطر.

 

الصحافة هي الوحش الأسود الدائم “للسياسيين الفاسدين”، وغير الفعالين والكاذبين،…… والاشخاص الاقوياء.

لا يوجد سياسي يقدر الإعلام الذي لا يناسبه، ولهذا السبب بالتحديد، فإن صحته الجيدة وحريته ضرورية.

لا ينبغي للصحافة أن تكون متعالية او تافهة، أو أن تتجول إلى التصفيق “للقادة”، بل يجب ان تكون ناقدة وحاسمة وتقلق بشأن ما يؤثر على المواطنين، بدلا من أن تكون بمثابة لوحة أصوات بسيطة للمسؤولين، الأمر يستحق عدم النسيان. 

التعليقات مغلقة.