“كابرانات” الجزائر و إعلام الارتزاق وتغدية التعصب الرياضي

الرياضة في أصلها قيم وتربية وأخلاق وتنمية للبدن والفكر في إطار قيم التنافس الرياضي الشريف، لكن مجموعة من الأنظمة الاستبدادية جعلتها وسيلة من وسائل إلهاء المجتمع، وضمان التفاف وهمي حول هاته الأنظمة من خلال الرياضة عموما، وكرة القدم خصوصا، ومن هنا فالمنطلق الأساسي لتحقيق تلك الأهداف هو تربية المجتمع على قيم التعصب والكراهية لخلق وحدة تلهيهم عن مشاكلهم الأصلية، وهو ما سعى النظام العسكري الجزائري لترسيخه من خلال استغلال كرة القدم لصرف أنظار الشعب الجزائري عن مشاكله الداخلية وتأليبه ضد عدو خارجي ضربا لكل حراك شعبي معارض.

 

وهو ما تلمسناه من أحداث رافقت فوز المنتخب الجزائري بالبطولة العربية، وكيف تم اللعب بهذا الفوز وتسخيره في اتجاهين الأول تحقيق إجماع وهمي على الفوز، إبعادا للمواطن عن تساؤلاته الأصلية المتعلقة بالشغل والتطبيب و التعليم …، والثاني بشحن الحدث بشحنة عداء للمغرب و المغاربة، في أفق خلق إجماع رافض للمغرب وداعم لكل المخططات التي تستهدفه، لدرجة أن قائد الاركان الجزائري تسلم شخصيا كأس البطولة العربية، في سابقة لم يعرفها العالم، وتابعها العالم الذي وقف على حقيقة تدبير العسكر لكل شيء في الجزائر.

 

بل أن وسائل الإعلام الرسمية و الممولة من طرف نظام “الكابرانات” غدت شحن الحقد و الكراهية ضد شيء اسمه المغرب و المغاربة، وسقط في أثون هاته الحملة التحريضية منشطون رياضيون تناسوا مهماتهم الأصلية وما تقتضيه قواعد العمل الصحافي من الموضوعية والحيادية في نقل الأحداث والوقائع الرياضية، ليسقط إعلاميوا الجزائر المخدومون وضمنهم “حفيظ دراجي” المعلق بقناة “بين سبورت” القطرية، في فخ التحامل على المغرب والمغاربة من خلال تعليقات لا صلة لها بالرياضة و الأخلاق الرياضية و الإعلامية.

 

إن الواقع الذي غرسه النظام العسكري الجزائري من خلال تسييس الرياضة وجعلها خادمة للسلطة الحاكمة في الجزائر، وخروج هذا الحقد عن المألوف يقتضي من الاتحاد الإفريقي التصدي لهاته النزعات العنصرية بالقوة المطلوبة و لتبقى الرياضة و جبل “أولمب” شاهدان على النبل، وليس السقوط الذي هوت فيه القيم الرياضية والإعلامية مع “كابرانات الجزائر”.

التعليقات مغلقة.