تازة: انطلاقة إنجاز مشروع التنمية القروية المندمج بالمناطق الجبلية لمقدمة الريف

محمد حارص

ترأس الكاتب العام لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، رضوان عراش، يومه الخميس، إعطاء انطلاقة إنجاز مشروع التنمية القروية المندمج بالمناطق الجبلية لمقدمة الريف.

 

 

وفي عرض قدمه المدير الإقليمي للفلاحة بتازة، عبد الحميد بنعلي، فهذا المشروع يأتي في إطار استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030” باستثمار إجمالي يناهز 888 مليون درهم، لمدة 6 سنوات، مغطيا 15 جماعة ترابية تابعة لدائرتي أكنول وتايناست، ممتدا على مساحة إجمالية تقدر بحوالي 116،2 هكتار ويستهدف 11200 أسرة قروية، أي 50 بالمائة من الساكنة، مع منح اهتمام كبير لإدماج النساء والشباب بالوسط القروي.

ويسعى هذا البرنامج للفترة 2021-2026، إلى تنمية الأشجار المثمرة وتربية النحل المقاومة للتغيرات المناخية، وغرس 9800 هكتارا من أشجار اللوز و1000 هكتار من التين و800 هكتار من الزيتون، مع اقتناء 600 خلية النحل لإنتاج العسل زيادة على حماية الأراضي من الانجراف. وسيتم كذلك تهيئة 4 منصات لتسويق المنتوجات المحلية وترميم 3 وحدات لتثمين العسل، وإنجاز دراسة على 180 كلم من المسالك القروية واستصلاح 50 كلم منها.

ويهدف هذا البرنامج إلى التخفيف من حدة الفقر في المناطق القروية من خلال تنويع وتحسين مصادر الدخل المستدام لجميع شرائح الساكنة القروية مع احترام الموارد الطبيعية.

وفي تصريح للصحافة ، فقد أشار الكاتب العام لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية، رضوان عراش، أنه تم اليوم إعطاء انطلاقة مشروع تنمية المناطق الجبلية بمقدمة الريف، الممول من طرف الدولة المغربية والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، وان المشروع يعتمد على الإطار المرجعي لاستراتيجية مخطط المغرب الأخضر الذي اعطى انطلاقته جلالة الملك محمد السادس نصره الله.

وأضاف رضوان عراش، الورشة عرفت تفاعلا كبيرا للمتدخلين والفاعلين بمنطقة تازة، وهو التفاعل الذي جاء كنتيجة للنجاح الذي عرفته المشاريع السابقة التي سبق إنجازها بالمنطقة، متمنيا أن ينخرط الكل من اجل إنجاح وتنزيل هذه الاستراتيجية وهذا المشروع.

عامل إقليم تازة، مصطفى المعزة، وفي كلمة بالمناسبة، أكد على انخراط السلطة الإقليمية والسلطات المحلية، من أجل العمل إلى جانب المديرية الإقليمية للفلاحة بتازة وباقي الشركاء لإنجاح هذا البرنامج، كما دعا إلى ضرورة تعبئة جميع المتدخلين بهدف ضمان شروط نجاح البرنامج وتذليل الإكراهات التي قد يواجهها في ظل الظروف المناخية التي تعرفها بلادنا هذه السنة.

عامل تازة، أشار إلى ان مشروع التنمية القروية المندمج بالمناطق الجبلية لمقدمة الريف، يعد ثمرة شراكة بين وزارة الفلاحة والصيد البحري والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، والذي يستهدف الجماعات الترابية 15 الواقعة بالنفوذ الترابي لدائرتي أكنول وتايناست، مؤكدا على أهميته بحث سيساهم لا محالة في الدينامية التنموية التي تعرفها بلادنا تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة نصره الله.

مسجلا أن المشروع سينعكس بالإيجاب على الساكنة المستهدفة والتي تعتمد في أنشطتها على سلاسل اللوز والزيتون والعسل والتين، أنه ينسجم مع الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة عامة، ويتكامل مع برنامج تقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية الذي انطلق سنة 2017، ومتناهيا مع برنامج تنمية السلاسل الفلاحية الذي استهدف الجماعات الترابية التابعة لدوائر تازة –واد اميل وتاهلة، والذي عرف نجاحا بفضل تظافر جهود كل الفاعلين.

من جهته، أشار، نوفل تلاحيق، مدير برامج الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، المكلف ببرنامج المغرب، قسم الشرق الأوسط وشمال افريقيا، أن المشروع يأتي ليثمن علاقة التعاون المميزة بين الدولة المغربية والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، والتي يرجع تاريخها لأزيد من أربعة عقود، والتي تشمل تمويل 15 مشروعا، بقيمة مالية تناهز مليار ونصف مليار دولار، همت ستة ملايين شخصا على شكل قروض وهبات.

وأضاف تلاحيق، أن مشروع التنمية القروية المندمجة لمنطقة مقدمة جبال الريف، يندرج في إطار اتفاقية شراكة مبرمة مع وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية، على مدى خمسة عشر سنة، وهو الحلقة الثالثة ضمن مشاريع اتفاقية الإطار المبرمة، بعد المناطق الجبلية أزيلال –صفرو، ومشروع التنمية القروية لإقليم ورزازات، وهي الاتفاقية التي ترتكز على الخيارات الاستراتيجية للصندوق الدولي للتنمية الزراعية والمملكة المغربية، والتي يرتكز تنفيذها على ثلاثة محاور أساسية: تعزيز القدرات الإنتاجية للسكان بالمناطق القروية. –تنمية استفادة سكان المناطق الجبلية خصوصا الولوج إلى الأسواق. –تعزيز التنمية المستدامة مع المحافظة على البيئة وصمود الأنشطة الاقتصادية.

وأضاف أن، مشروع التنمية القروية المندمج لمقدمة جبال الريف، رصد له غلاف مالي يناهز حوالي 36 مليون دولار ممولة من الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، أي حوالي 40 بالمائة من الغلاف المالي الإجمالي للمشروع، والذي يستهدف حوالي 6 الالاف عائلة من ساكنة المنطقة الجبلية المستهدفة، وهو المشروع الذي يهدف إلى تنمية سلسلة الأشجار المثمرة والسلاسل المقاومة للتغيرات المناخية، وتثمين وتسويق المنتجات الفلاحية، وذلك بتناسق وتناغم مع جميع الاستراتيجيات الوطنية للدولة المغربية.

الورشة التي تميزت بنقاش مثمر، عرفت حضور الممثلون المركزيون والجهويون لمختلف القطاعات الوزارية والمؤسسات العمومية المعنية بالمشروع، وكذا السلطات المحلية ورؤساء الجماعات الترابية والمنظمات المهنية والمجتمع المدني.

التعليقات مغلقة.