لقاء خاص في موضوع خطورة مرض الروماتويد على هامش الملتقى الذي نظمته الجمعية المغربية لمرضى الروماتويد والصدفية بالدار البيضاء + فيديو بمناسبة اليوم الوطني لمرض الروماتويد

تقرير رشيد شجاع

في إطار التعريف بأحد أهم الأمراض التي تصيب نسبة كبيرة من الأشخاص وخاصة النساء، ولإحاطة المواطنين علما بهذا النوع من المرض، وتزامنا مع الحملة التحسيسية التي تقوم بها الجمعية المغربية لمحاربة الروماتويد والصدفية، وللتعريف بالمرض وأهم العوائق التي تعوق أداء الجمعية لمهامها في التحسيس بخطورة المرض والوعي به وأشكال الوقاية والعلاج منه، كان لجريدة ّأصوت” و لمجلة “أصوات” لقاء مع الدكتورة نعيمة مرحوم، الأخصائية في الطب الباطني، التي أطرت فعاليات الحملة التحسيسية.

التحسيس خطوة أساسية في التصدي لمرض الروماتويد

ترى الدكتورة نعيمة مرحوم، الأخصائية في الطب الباطني، أن المطلوب، اليوم، أكثر هو القيام بحملات التحسيس حول مرض الروماتويد، وأشكال الوقاية منه، لأن التغطية الصحية والدواء موجودان، وما ينقص أكثر هو التحسيس عبر وسائل الإعلام المختلفة لأن هاته الوسائط “لا تتحدث عن مرض الروماتويد، على الرغم من أن عدد المصابين به يصل إلى 1.5 في المائة، أي 350 ألف شخص، وهي أرقام تعود لسنة 2007، ولم تأخد بعين الاعتبار القرى والمناطق النائية، وقد تفاقم مرض الروماتويد بحدة”.

ارتفاع ثمن الدواء فاقم المشكلة والمطلوب أن يكون بالمجان مثل حقن الأنسولين

وأضافت الدكتورة أن غياب التحسيس وارتفاع نسب الإصابة، يضاف إليها ارتفاع ثمن الأدوية البسيطة المستعملة والتي كان ثمنها لا يتجاوز 50 درهما للشهر، لكنها أصبحت الآن 400 درهم للشهر، وهو مرض مزمن، كما أن هذا الدواء أساسي مهما كانت أنواع التدحلات الطبية مثل البيولوجي أو الكورتيزول أو المضادات الالتهابية، فوجود  هذا الدواء يبقى أساسيا، ويجب أن يكون متوفرا في المستشفيات، بدون مقابل كإبرة الأنسولين، لأن حدة هذا المرض توازي مرض السرطان والسكري والقصور الكلوي، لذلك فمبتغى المرضى هو الولوج للعلاج الصحيح، مع تسجيل غياب الدعم النفسي لهذا المرض كما هو الشأن في الأمراض الأخرى، وهذا الغياب يؤدي لحدوث إحباطات نفسانية وعصبية، يضاف إليها مضاعفات اجتماعية مثل الطلاق.

وزادت الدكتورة قائلة “لو كنا نقوم بدورات تحسيسية بمساعدة المجتمع المدني والصحافة وذوي القرار فسيكون هؤلاء المرضى في قمة السعادة، وحينها سنكون قد وصلنا إلى رقم خيالي بالنسبة للدول الأخرى، ونحن كجمعية مغربية حققنا نتائج هامة في هذا المجال نتقاسمها مع دول أخرى عربية، دون أن ننسى أننا في سنة 2017 و 2018 نظمنا مؤتمرات إفريقية حضرتها جميع الدول، والذين وجدوا أن تجربة الجمعية المغربية لمحاربة الروماتويد والصدفية وما وصلت إليه رائدة، كل ذلك بفضل مجهودات أعضاءها، وهذا شيء مفرح”.

قريبا سنقوم بحملات تحسيسية من طنجة للكويرة على الرغم من الصعوبات 

على مستوى الحضور الجغرافي أكدت الدكتورة أن الجمعية متواجدة بالدار البيضاء والرباط، والطموح يحدو أعضاءها لتوسع دائرة الحضور على صعيد كل الجهات، إلا أن عوائق عديدة و متنوعة تعوق تحقيق الأهداف، وهي تتوزع بين الصحي لكون الأعضاء من المرضى، إضافة إلى ظروف الأعضاء الأسرية والعملية، “ولا تنسوا أن الأمر يتعلق بعمل جمعوي يؤدى بدون مقابل، هدفه مساعدة الآخرين بدون مقابل” تقول نفس المتحدثة، وسنحاول القيام بالأهم وقد وضعنا برنامج عمل يقوم على إقامة دورات تحسيسية بمختلف ربوع المملكة من طنجة للكويرة.

وللإشارة فمرض الروماتويد يعد نوعا من أنواع التهابات الروماتيزم المزمنة، التي تستهدف مفاصل الجسم، لتصل إلى الرئتين فأوعية القلب والكلى وأجهزة الجسم المختلفة، كما أنه يتسبب في تضخم وتشوهات شكل المفاصل، وصعوبة تحريكها.

وهو واحد من الأمراض المزمنة الصعبة التي لا بد من التعرف على طرق الوقاية منها، للحفاظ على الصحة من مخاطرها.

ومن أهم أعراض هذا المرض، نجد الصعوبة في التحرك مع شدة الألم أثناءه، وبالأخص في فترة الصباح، فضلًا عن ارتفاع درجة الحرارة، وهو ما يسمى بحمى الروماتويد، إضافة إلى معاناة المصاب من الانتفاخات في المفاصل الصغيرة بالجسم، وهو ما يمتد إلى جميع المفاصل، الإحساس بالتهابات في أربطة العضلات بالجسم، والذي قد يصل إلى التآكل التدريجي، فضلا عن تدمير السطح الخارجي للمفصل، وبالتالي فقدان القدرة على الحركة، كما ينجم عن الإصابة به ظهور أمراض مختلفة مثل الأنيميا، والنقص الحاد في نسبة الحديد بالجسم، والارتفاع في ضغط الدم، واعتلال الأعصاب الطرفية، وحصول التهابات وجفاف بالعين، مع تسجيل الإصابة بارتفاع في نسبة إنزيمات الكبد، وهشاشة بالعظام، والإحساس بالضعف العام والإعياء الشديد في العضلات، دون أن ننسى التهاب الكلى المزمن، والأورام في الغدد الليمفاوية، وتسجيل انخفاض في الوزن، ومن الممكن أن يتطور الوضع إلى حد السكتات الدماغية، والجلطات القلبية، والأمراض المختلفة.

وتعود أسباب الإصابة بهذا النوع من الأمراض إلى عدة عوامل، ضمنها الخلل في الجهاز المناعي، وهو يحدث لدى الإناث أكثر من الذكور، ويمكن أن يحدث في أي عمر، ولكن النسبة الأكبر تحدث في المرحلة العمرية الممتدة بين الأربعين والستين عاماً، دون أن ننسى العوامل الوراثية، والتدخين، والسمنة المفرطة و الإصابة بالعدوى البكتيرية أو الفيروسية، فضلا عن الإصابة بالبرودة أو الرطوبة.

 

التعليقات مغلقة.