كتابات في زمن كورونا Corona: رسالة من يساري إلى رئيس حكومته “لا تغضب”

فاس / عبد الإله شفيشو

 

بتصرف عن “محمود درويش”: (لا تكتب التاريخ خيانة، فالصدق هو المؤرّخ والمؤرّخ لا يُصَابُ برعشة الحُمّى إذا سَمّى ضحاياه).

 

&السيد الرئيس :

& نعم أنا يساري، ارحل أو لا ترحل…! ليس عندي هذا هو أهم مطلب ولا حتى سؤال،

& نعم أنا يساري، ارحل أولا ترحل…! أعلم أنك لست من يحكم، وأنه كذلك ليس هو الحل،

&نعم أنا يساري، لا فرق عندي بينك وبين أسلافك من تجار الدين في التفاهة وبيع الأوهام،

&نعم أنا يساري، أطالب بتوزيع عادل للثروة، لينال منها كل مواطن حقه حسب حاجته،

&نعم أنا يساري، أنا ضامن أجل تحقيق أحلام الصبايا الوردية وإلى طموح شبابنا الهادر وتوقهم إلى الشغل والكرامة،

&نعم أنا يساري، لن أصافح يدا تقطر من بين أصابعها الفساد، وأرفض أن أتبادل الضحكات الصفراء مع أفواه يسيل من أنيابها السم الزعاف،

&نعم أنا يساري، لم أخن يوما وطني، ولم أتاجر بأحراره و حرائره، في سوق النخاسة، ولم أمنع عطر زهوره، أو أدوس على وردة من ورود بساتينه،

&نعم أنا يساري، لي الشرف أني منحاز إلى الفقراء والمحرومين والمهمشين، أحس بجوعهم وأرتعد لبردهم، وأنام معهم على أحلام الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية،

&نعم أنا يساري، أنتمي إلى سهول الوطن وجباله وشواطئه وصحرائه، أذود عنها وأبذل دمائي حتى لا تطأها قدم غريب، أو تمتهن كرامة أبنائها إرادة فاسد،

&نعم أنا يساري، أعشق النور والمعرفة والرقي، أبني من جلمود إرادتي أسوارا تقيها جحافل الغربان الناعقة التي باضت وفرخت في نخلتك حتى تركتها خاوية على عروشها،

&نعم أنا يساري، رضعت عشق هذا الوطن من ثدي أمي، فسرى في مجرى عروقي، وعشش في قلبي والقلوب لو تدري مكمنها اليسار، فهل رأيت يوما قلبا هجر موقعه واستوطن اليمين؟،

&نعم، هكذا أنا دوما يساري في عشقي في حلمي في صدقي في…،

&السيد الرئيس: فهل أنت غاضب !!!؟؟؟،

التعليقات مغلقة.