محاربة الغش المدرسي بسطات تعكسها نسبة النجاح في امتحانات البكالوريا‎‎

نور الدين هراوي

 

رغم المجهودات والاجتهادات التي أبدعوها الغشاشون في امتحانات البكالوريا بإقليم سطات من خلال طرحهم لأحدث منتوجاتهم، وتطويرها في أساليب الغش من اجل نيل الشهادة الوطنية للبكالوريا، الا ان المديرية الإقليمية للتعليم بتنسيق وتعاون مع مديرية الامن الوطني تصدت بحزم وبصرامة لكل عمليات الغش والتدليس والحيل الماكرة الالكترونية المتطورة من اجل ضمان مبدأ تكافؤ الفرص للجميع، على حد تعبير مصادر مقربة من قطاع التعليم.

وحسب معطيات حصلت عليها الجريدة، واستقتها من أوساط مقربة من تلاميذ وأساتذة بسطات، على أن بعض الممتحنات والممتحنين انخرطوا بشكل جماعي في إطار مجموعات خاصة بتطبيق “الواتساب” عن طريق خاصية الاشتراك الالزامي بعد أداء مبلغ مالي محدد في 150 درهما للمادة، أو باك متكون من جميع أنواع المواد الممتحن فيها يصل سعره التفضيلي الى 750 درهما.

كما توصل عدد من التلاميذ بعروض من أصحاب هذه المجموعات، إذ يطلب من التلميذ المترشح اقتناء جهاز هاتف محمول بمواصفات خاصة يصل سعره في بعض الأسواق الى 5000 درهم، والذي يتميز بخاصية إطلاق المحادثة الفورية مباشرة بعد التوصل بها، اذ لا يحتاج التلميذ الغشاش الى الضغط على الزر، بل يسمع على الفور الأجوبة باستعمال “خاصية البلوتوت” وسماعات خاصة لا ترى بالعين المجردة، وحسب المعطيات نفسها، فإن هذه التقنية، كادت ان تلقى إقبالا وتجاوبا كبيرا من فئة التلاميذ الكسالى والذين يريدون النجاح السهل بأي ثمن، دون ان يبذلوا أي مجهود ،لكن كل هذه التقنيات المتطورة في أساليب الغش تبخرت بفضل يقظة المؤسسة الأمنية و مصالح  الاستعلامات الاستخباراتية، و مجهودات لجن المراقبة والتفتيش التابعة لمديرية التعليم، حيث تعبأة هذه الأخيرة ومختلف مكونات  المنظومة التربوية بتنسيق مع المصالح الأمنية ذات الصلة للتصدي  الى جميع أنواع الغش والتدليس في امتحانات نيل شهادة البكالوريا من اجل ضمان جو شفاف وديمقراطي(…) لكل المترشحين، وما تحقيق نسبة حوالي %71 من النجاح في دورة يونيو العادية على صعيد الإقليم إلا دليلا على مجهودات جبارة اتخذت في شأن أنواع الغش، تقول ذات المصادر.

 

وفي اتصال ربطته الجريدة  “ببوشعيب بنذهيبة” منسق الشبكة المغربية لحقوق الانسان الذي يتابع عن كتب  قطاع التعليم بالإقليم، أكد للجريدة ان أجواء الامتحان عموما مرت بسلام، حيث لم تسجل بمراكز الامتحانات أي لغة احتقان او توثر او لغة عنف (…) بين المراقبين والتلاميذ، كما لم تتوصل الجمعية الحقوقية بأي شكاية تظلم من طرف المترشحين و  الممتحنين، او من  طرف أولياء امورهم يضيف “بنذهيبة”.

 

كما ان مديرية التعليم من خلال لجانها المكثفة في الزيارات لمراكز الامتحانات، لم تضبط حالات كثيرة من أنواع الغش، حيث سجلت بعض الحالات المتفرقة بنسبة ضئيلة، كما أوضحت للجريدة كذلك مصادر متتبعة للشأن التعليمي، وخاصة أن المرحلة الاستباقية والتي سبقت أيام الامتحان، شنت خلالها ولاية أمن سطات حملة واسعة على كل الأدوات التقنية الالكترونية المستعملة في الغش المدرسي، وراقبت عن كتب مواقع التواصل الاجتماعي وجميع أساليب المتاجرة فيها وضبطت بعض الأشخاص في إطار عصابات متفرقة، الشيء الذي حد عن نسبة مرتفعة للغش، بعيدا عن الغش البدائي في شكل الحروز الذي حذر منه لجن التفتيش تضيف مصادر الجريدة.

التعليقات مغلقة.