ما سر حمى الهجوم الغربية على قطر وعلى مونديال قطر؟

حملت الأيام الأخيرة المصاحبة للمونديال القطري 2022، عن حملة ضد المونديال ودولة قطر، فما السر وراء هاته الهجمة المستعرة القائمة؟، وما دلالات تصريفها في هاته الآونة بالذات؟

بالفعل فمع قرب إعلان انطلاقة المونديال القطري، بدأت طاحونة الانتقادات والهجوم الكاسح تشتد، واشتعلت بقوة من عدة أركان، خاصة الألمانية منها، وفي هذا السياق ينذرج التصريح الناري لوزير الداخلية الألمانية، المسؤولة عن الشؤون الرياضية، المنتقد لتصريح آخر للاعب كرة قدم قطري، وأحد سفراء مونديال 2022.

هذا الهجوم الشرس ضد مونديال قطر 2022 قاسمت الألمان فيه، مجلة “لوكار إنشينيه» الفرنسية، التي نشرت كاريكاتورا يظهر لاعبي منتخب قطر كإرهابيين.

الحملة بدت ممنهجة، وابتدأت من الهرم الأعلى للرياضة، حيث خرج، الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم، “جوزيف بلاتر” بخرجة إعلامية لامسؤولة اعتبر من خلالها أن منح قطر حق استضافة كأس العالم “كان خطأ”.

والغريب في الأمر هو أن السيد “بلاتر” يعتبر القرار “خطأ” هو من كان يرأس اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي التي صوّتت لصالح قطر بغالبية 14 صوتا في مقابل 8، على الرغم من إنكاره التصويت لصالح تنظيم قطر للمونديال، محملا المسؤولية لرئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، “ميشال بلاتيني”.

الاتهامات التي وجهت لقطر، وفق بلاتر، ومجموعة المنتقدين وصلت حد القول إن “كرة القدم وكأس العالم أكبر من قطر”، لكن السؤال المرجعي المطروع من حول عقارب الدعم إلى نقد لاذع وخطأ استراتيجي، ألأم يكنمن الأجدى تعلم تلك الدروس الأخلاقية في لحظتها بدل الغوص في المياه العكرة الآن، وهو الأمر الذي تلقفه الرئيس الحالي للاتحاد الدولي لكرة القدم، الذ ناشد الجميع بالابتعاد عن التجاذبات والتركيز على المونديال.

الحقيقة الراسخة أن “بلاتر” لو بقي رئيسا للفيفا، ما كان سيخرج بهاته الشطحات، ولكنه إبعاده عن الفيفا جعله يخبط في اتجاه خلق أزمات وإدخال عنصر الشك في آليات وأجهزة الاتحاد، خاصة وأنه قذف بالمسؤولية اتجاه “ميشال بلاتيني”، على الرغم من مسؤوليته الأولى والأخيرة عن إدارة الاتحاد حينها، علما أن اتهامات بالاحتيال المالي كانت تلاحقه، وأن استفاقته الآن ليست بريئة بل تعبير عن صدمة لا ندري أبعادها، أم أن هناك حسابات لم تصف فجرت الوضع لدى “بلاتر” وحركت أمواج الغضب فيه لمأثرة نفعية محضة لا علاقة لها بالرياضة التي تبقى قنطرة محبة وعبور نحو الإنسانية.

الحملات الأخيرة الموجه سهامها لقطر لا تقنع أحدا، فهل كان ملف حقوق الإنسان والفساد أفضل حالا حينما منحت قطر تنظيم كأس العالم أم فكرة التعالي تحضر عالم الكرة كما السياسة والتي تصل حد ممارسة العنصريةكما هو الحال الآن مع المواقف العدائية لقطر ولملمونديال القطري.

التعليقات مغلقة.