بعد مسيرة من التألق والعطاء الأسرة الرياضية تودع الجوهرة السوداء الذي قضى بعد معاناة مع المرض

رحيل ملك الكرة العالمية بعد رحلة عطاء ابتدأت من سن 17 عاما

فارق أسطورة كرة القدم العالمية، البرازيلي بيليه، ملك الكرة المستديرة، اليوم الخميس، الحياة عن عمر يناهز 82 عاماً، وفق ما أعلنت عنه عائلته.

وهكذا فقد نعت ابنته “ييليه ناسيمنتو” عبر صفحتها على “إنستغرام” والدها الذي توفي في مستشفى “ألبرت أنشتاين” حيث كان يتلقى العلاج من مرض السرطان الذي عانى منه منذ شهر حيث قالت “نشكرك؛ نحبك بلا حدود؛ أرقد بسلام”.

“بيليه” ملك قلوب البرازيليين والمرصع بثلاث كؤوس عالمية

عاش “بيليه” مسيرة توهج وتألق في مجال مداعبة المستديرة حيث توج رفقة منتخب البرازيل بثلاث نسخ من كأس العالم تعود لأعوام (1958، 1962 و1970).

كما اختير النجم البرازيلي الساطع أفضل رياضي خلال القرن الماضي من طرف اللجنة الأولمبية الدولية، في تصنيفها الصادر عام 1999، وبعدها بعام كأفضل لاعب في القرن من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.

بدأ مشواره الكروي الحافل رفقة المنتخب البرازيلي في سن 17 عاما، حيث أحرز أوّل لقب عالمي رفقة منتخب “السامبا” خلال كأس العالم التي نظمت بالسويد عام 1958.

 

مسيرة “بيليه” الغزيرة بالتهديف والعطاء

وقع الأسطورة “بيليه” مسيرة موفقة تهديفيا ورائعة من ناحية العطاء، حيث تمكن من تسجيل 1281 هدفاً خلال 1363 مباراة خاضها، سواء بألوان ناديه الأصلي “سانتوس” الممتدة من عام 1956 وإلى غاية 1974، ومنتخب “السامبا”، إضافة إلى مسيرة مع فريق “كوزموس” الأميركي امتدت من عام 1975 وإلى غاية 1977، ليرتبط اسمه برقم 10 كرمز أبدي لعطاء امتد منذ سنوات ومن الصغر فأسعد ملايين البرازيليين وعشاق المتعة الكروية.

“بيليه” الأسطورة

شكل الملك “بيليه” أسطورة كواحد من أعظم من أنجبتهم “البرازيل” عبر مسار حافل في تاريخ الكرة العالمية، شهرة مكنته من أن يصبح نجما في عالم الملابس الرياضية وبطاقات الائتمان والساعات، التي حملت اسمه.

من هو “بيليه”؟

رأى “إدسون أرانتس دو ناسيمنتو” نور الحياة في 23 تشرين الأول/أكتوبر من عام 1940، ولج كرة القدم من بوابة فريق “سانتوس” ابتداء من عام 1956، مند سن 15 عاما، استدعي لتعزيز صفوف منتخب “السامبا” ابتداء من عام 1957، ليدخل التاريخ بهدف رائع في أول حضور له في مباراة ضد الأرجنتين.

ألحق بشكل رسمي بتشكيلة المنتخب البرازيلي خلال مونديال 1958 في السويد، قبل بلوغه عامه الثامن عشر، وهو الإلحاق الذي ووجه حينها بانتقاد كبير نظرا لصغر سنه “17 عاما”، ونحالة جسمه.

لم يتمكن “الجوهرة السوداء” من المشاركة في المباراتين الأوليتين لأنه كان لا يزال مصابا في الركبة لدى وصوله إلى السويد؛ وكان بإمكان ب”يليه” البقاء أيضا على دكة البدلاء خلال المباراة الثالثة ضد “الاتحاد السوفياتي”، لو استجاب مدرب المنتخب وقتها “فيسنتي فيولا” لنصيحة الطبيب النفسي الذي اعتبر أن اللاعب غير مؤهل للمهمة.

رغم الإصابة وقرار اللجنة الطبية إلا أن المدرب “فيولا” أقحم “بيليه” في لقاء البرازيل والاتحاد السوفياتي، حيث دفع به منذ بداية المباراة التي انتهت بفوز برازيلي بثلاثة أهداف دون رد، ليقدم “الجوهرة السوداء” عرضا كرويا رائعا خلال اللقاء.

وليوقع “بيليه” على حضوره التهديفي خلال لقاء منتخب بلاده في ربع نهائي كأس العالم من نقطة ربع النهائي ضد منتخب “ويلز”، التي فاز فيها منتخب البرازيل بهدف دون مقابل، ويتأهل لملاقاة منتخب فرنسا، حيث سجل “بيليه” خلال اللقاء ثلاثية تاريخية “هاتريك” قاد بها منتخب بلاده للفوز بنتيجة “5-2”.

لتلاقي البرازيل منتخب السويد، البلد المنظم، خلال اللقاء النهائي، بعد أن سجل اللاعب النحيف الجسم هدفين، لينتهي اللقاء بفوز البرازيل بنتيجة “5-2” ويحوز اللقاب العالمي.

لصبح بهذا التتويج أصغر لاعب، 17 عاما و249 يوما، يحرز لقب كأس العالم، وأصغر لاعب يسجّل في مباراتها النهائية. 

نفس الإنجاز حققه “بيليه” في نسخة عام 1962 المونديالية التي أقيمت في “تشيلي”، بفوز ضد “المكسيك” بهدفين؛ الأول من تمريرة حاسمة، والثاني بعد أداء فردي رائع وسلسلة من المراوغات لأربعة لاعبين.

وقد حالت الإصابات في غيابه عن مجموعة من اللقاءات الحاسمة بسبب الخشونة المتعمدة التي كان يتعرض لها خاصة في مونديال إنكلترا 1966 بعد أن تم الاعتداء عليه خارج البطولة، وكان يتلقى سيلا من الخشونات دون حماية الحكام ليقسم “بيليه” بعدم المشاركة مجددا، قائلا “لا أريد أن أنهي حياتي معوقا”.

عودة “بيليه” للعب والتألق بمونديال “المكسيك” رغم القسم 

بعد أربع سنوات من الإحباط، وفي عمر 30 عاما في مونديال المكسيك عاد “الجوهرة السوداء” ليقود منتخب بلاده للتألق.

واعترل بيليه اللعب دوليا عام 1971، حيث أقيمت مباراة وداع لأسطورة كرة القدم جرت أمام 180 ألف مشجع في ملعب “ماراكانا” الشهير بمدينة “ريو دي جانيرو”.

التعليقات مغلقة.