قراءات في المعترك الراهن” بيان الأحرار في مواجهة المواقف المؤتمرية وهالته الأعلامية

الدكتور علي محمد الزنم، عضو مجلس النواب اليمني

تابعنا بإهتمام بالغ الحملة الإعلامية في وسائل إعلام حزب “المؤتمر الشعبي العام” المركزة على مناقب وإنجازات وحكمة ورصانة وشجاعة الشيخ المناضل الشهيد الحي الوالد “صادق بن أمين أبو رأس”، رئيس المؤتمر الشعبي العام، وتصديه للمؤامرة الداخلية والخارجية على المؤتمر على حد تعبيرهم بمناسبة مرور خمسة أعوام على توليه رئاسة المؤتمر.

أولا حقيقة الأمر بأن الشيخ “صادق أبو رأس” بالنسبة لنا نعتبره شيخا مناضلا ومن أسرة سبتمبرية مناضله كريمة ولها حضورها في الماضي والحاضر، نجله ونقدره على الصعيد الشخصي، ونضعه فوق الهامات، وفي حدقات العيون، بل وصاحب فضل علينا ولا ينكر ذلك إلا جاحد عندما كان وزيرا متواضعا للجميع.

وبنفس الوقت نستسمحه عذرا إلى أن نقول رأينا في أدائه في الجانب السياسي والتنظيمي، لا سيما ونحن في تنظيم المؤتمر إن جاز لي التعبير حتى ينفذ قرار فصلي التعسفي من قبل اللجنة الدائمة للمؤتمر أن أقول رأيي وبكل أدب وأحترام وشجاعة، لا نخاف إلا الله في قول الحقيقة وإن كانت مرة.

يا أعضاء وأنصار وحلفاء المؤتمر الشعبي العام وكل أبناء الشعب اليمني الأبي 

ونحن نتابع ذلك باهتمام وذهول ماتناولته صحيفة “الميثاق” وقناة “اليمن اليوم” من تصريحات معبرة عن حكمة القائد الملهم والحكيم وعلى الفور عادت بنا الذاكرة إلى الماضي القريب وبنفس الشخوص والعبارات والمدح والتبجيل وعظمة الجنون في الإطراء وصنع الزعامات والقائد الفذ ومالنا إلا ….، وبروح بالدم نفديك يا …..، وهلم جرا من هذه الهالات الأعلامية التي تعيش الجميع في وهم وبعيدا كل البعد عن الحقيقية المره التي نعيشها ويعيشها تنظيمنا الرائد المؤتمر الشعبي العام .

وكما كان بالماضي صنعوا من الزعيم المؤسس المرحوم “علي عبد الله صالح” القائد الذي لا يشق له غبار، وأنهم به ومعه يمضون إلى نهاية الطريق، وعند ساعة الصفر تركوه وحيدا يلقى حتفه وهم أغلقوا التلفونات وكل وسائل التواصل الاجتماعي وتبرأو منه ومن أفعاله وكل أقواله.

واليوم يا شيخ “صادق” حفظك الله، نفس تلك الشخوص يطلقون تصريحاتهم ومقالاتهم وتغريداتهم بحكمتك وحنكتك القيادية في إدارة المؤتمر والحفاظ عليه وغدا على الأكثر  سيتركوك وحيدا عندما تترك المؤتمر ويفندون سلبياتك وهفواتك، وسوف تتلاشى الحكمة والتضحية عند أول اختبار عملي حقيقي، فاستفد ممن سبقك، بارك الله فيك، ولا تصدق بأنك رجل المرحلة، بل المرحلة الحالية هي من وضعتك بالواجهة لقيادة المؤتمر.

وكان الأجدر بمناسبة مرور خمسة أعوام بأن تقف قيادة المؤتمر لتقييم وضع المؤتمر بمنطقية وعقلانية، وأين أصاب الشيخ “صادق” والمؤتمر، وأين أخطأ، ووضع المعالجات اللازمة لكل نتائج التقييم، وحقيقة الأمر قدمت ما قدرت عليه للحفاظ على المؤتمر، وفي ظروف حرجة واستثنائية تشكر عليها.

لكن لنا تفاصيل كثيرة نختلف معهم ومعك والصديق من صدقك لا من صدقك، وأنت في محل الخطأ كبشر يخطئ المرء ويصيب، ولسنا في محل الكمال كما يوهمك البعض من قيادات المؤتمر، منهم من يريد الحفاظ على حقيبته الوزارية، وآخر على منصبه على حساب المؤتمر في المواقع الأخرى، وثالث الحفاظ على موقعه التنظيمي، ورابعهم يتطلع إلى عطفكم وثقتكم في منصب رسمي أو تنظيمي على حساب المؤتمر، مع أعتذاري الشديد إن تجاوزت قليلا، لكن من أجلك، ولأننا نعزك كثيرا يجب أن تسمع منا ولو قليلا من الحقيقة المرة التي حجبت عنكم.

نقول ذلك لأنهم لم يصارحوك بأن المؤتمر موقفه ضبابي تجاه العدوان وأدواته ومرتزقته، وكل ما قام به ظواهر إعلامية لا يصل صداها وتأثيرها إلى جبهات العزة والكرامة وتحسين أداء الحكومة.

لم يقولوا لك يا شيخنا بأن الارتباط مع بعض العناصر المرتبطة بالإمارات والسعودية خطأ فادح وقد يعرض مستقبل المؤتمر إلى الاستهداف ولمزيد من التصدع والانقسام لا قدر الله.

لم يقولوا لك بأن شراكة المؤتمر مع “أنصار الله” تسير في طريق غير سوي وتحاولون بأن تكونوا أذكاء في تأجيج الشارع والاستفادة من السلبيات لتقدموا المؤتمر البديل النزيه الشريف المنقذ، وأقول لك كان غيرك أشطر ولم يفلح، وعليك أن تفكر ألف مرة ومرة. 

لم يهمسون في أذنيك بأنك لم تقم بتشبيب القيادة وظليت تحتفظ بعناوين الجمود والخمول والحرس القديم الذين نجلهم ونقدر لهم كل الجهود التي بذلوها لكنهم لم يعودوا قادرين على تقديم شيء يخدم الوطن والمؤتمر ، وأضرب لك مثالا، أتدري سر نجاح حركة “أنصار الله”، وما وصلوا إليه بعد الله هو اعتمادهم على الشباب وحماسه والاستفادة من الخبرة بقدر ما يضبط الإيقاع لاندفاع الشباب في الجبهات وإدارة الدولة والتعامل مع المجتمع.

لم يقولوا لك بأن المؤتمر يندثر وجامد ولا جديد يذكر  فيه سوى التراجع على كافة المستويات.

لم يقولوا لك بأن ما تقوم به من بعثرة لأموال المؤتمر الشعبي العام غير صائب وستحاسب عليها من جهات عده والرقيب هو الله أولا وأخيرا.

لم يقولوا لك هؤلاء الذين يلهجون بذكرك بأن صالة الأفراح التي تقوم ببنائها عبث كبير، وكان من الممكن أن تنجزها بثلث التكلفة الحالية، ولكن المستشارين هم السبب الذين يزينون لك ذلك بالوجه الحسن والفعل الرصين والعكس صحيح.

لم يلوحون لك ولو مرة واحده بأن المفترض في كل لقاء يجب أن تصطحب النائبين الشيخ “يحيى الراعي” والدكتور “قاسم لبوزة” والأمين العام، أو أقل شيء إحاطتهم بكل جديد، فهناك فجوة كبيره قد لا تدركها لأن الحاشية لها دور في ذلك.

لم يقولوا لك بأن أعضاء اللجنة العامة واللجنة الدائمة تواقه للسماع منك لتقرير شفاف حول الوضع المالي للمؤتمر، وأين مصير المبالغ المستلمة كقيمة لأرض “الروضة” وغيرها، وأرض “الحديدة”، وشارع “مجاهد” الخ، أنا أنصح أن تقطع الألسن وتقوم بهذه الخطوة وتظهر ذلك للرأي العام. 

      

يا شيخنا لم يقولوا لك إلا القليل منهم بأن قرار فصل “الزنم” خطأ كبير وتجاوزت فيه كل نصوص النظام الداخلي ولائحة الجزاءات وأن ادعائكم بالالتزام بالنظام الداخلي للمؤتمر، والتمسك بلوائحه أكذوبة كبرى نضحك به على عامة الناس، لم يقولوا لك سوى عبارات بأن قرار الفصل كان قرارا حكيما، وفي محله، ولو لم تقم به لقامت الحرب العالمية الثالثة، زينوا لك الكثير من الأخطأ على أنها عين الحكمة التي كانت تنقص المؤتمر ولولاك لما كان.

وكم أنا فخور بمواقف بعض القيادات التي تستحق الشكر وكان آخرها موقف الأستاذ القدير “عبده محمد الجندي”، عضو اللجنة العامة، والناطق الرسمي للمؤتمر الذي غيبتموه من مهامه بسبب مواقفه الشجاعه، وقد قالها في قناة “اللحظة” بشأن قرار الفصل، كما غيبتم رئيس مجلس الشورى الوحدوي المناضل، محمد العيدروس.

لم ينبهوك حتى لأهمية أن تعمل أعتبارا لقيادة المؤتمر الشعبي العام في محافظة “إب” بقيادة الشيخ “عبد الواحد صلاح”، عضو اللجنة العامة، والشيخ “عقيل فاضل”، رئيس المؤتمر بالمحافظة، وكافة أعضاء قيادة الفرع وبيان الكتلة البرلمانية بالمحافظة برأسة الشيخ “أحمد النزيلي” وبيانات دوائرنا في “بعدان”، “راجح”، “المريسي”، “سهيل” و”آل قاسم” في ريف “إب”، ومن “القفر” وغيرهم، وبيانات أعضاء مجلس النواب الذين تضامنوا معنا وطالبوك بالعدول عن قرار الفصل الذي أعده وساما.

 

لأنك أقنعت الجميع بأصداره بحجة أن “علي الزنم” منسق او مدفوع من قيادة “الأنصار”، وهنا أقول لك وللجميع بالله عليك وأنت “أيش تعمل مع أنصار الله”، وقبلك تحالف الزعيم وأنتم شركاء معهم في المجلس السياسي الأعلى والحكومة والشورى والبرلمان وقيادات المحافظات وكل مفاصل الدولة؟ ماذا تسمى هذه خيانه أو ضرورة أو تقيه أو لاينطبق هذا في أجندتكم إلا على “الزنم” الحلقة الأضعف كما تظن وزملائه الأحرار مالكم كيف تحكمون.

           

لم يقولون لك بأن مقرات المؤتمر بالمحافظات والدوائر مغلقه بسبب عدم صرف إيجارات المقرات لسنوات رغم توفر السيولة الهائلة  التي يمتلكها المؤتمر وفي حوزتكم وتحت تصرفكم.

لم يقولوا لك يا شيخ “صادق” بأن ما يباع من ممتلكات المؤتمر في “صنعاء” و”الحديدة” وبعض المحافظات الأخرى هي أساسا أموال عامة، وسيأتي اليوم الذي يستعيد الشعب حقه وتورد لخزينة الدولة لدعم صرف المرتبات والتنمية والأعمال الخيرية لتكتب في ميزان حسناتكم.

لم يذكروك وأنت من المؤسسين بأن فكرة إنشاء المؤتمر الشعبي العام جاء من رحم الدولة في حينه ومن ضمن هيكليتها وليس حزبا لأن الحزبية كانت محرمة في الدستور قبل الوحدة المباركة وهذا الموضوع لنا فيه قولا ثقيلا في قادم الأيام.

لم ينبهوك بأن موظفي المؤتمر وحراسه وعمال النظافة لم تصرف مرتباتهم إلا الشيء اليسير. 

لم يقولوا لك الكثير والكثير مما يجب قوله لتصحيح المسار الذي كنت أنا وزملائي الأحرار نطالب ببعض الإصلاحات وكنا نعتقد بأن المؤتمر وفقا لميثاقه الوطني ولوائحه بأنه ديمقراطي ويقبل بالرأي والرأي الأخر ولكن هذه هي الأخرى كذبة كبرى، ولم يقولوا لك بعدم صوابية نهجك فحولت الحزب إلى حزب شمولي دكتاتوري لايقبل النقد، وبأن قولكم فقط قول الفصل، وما دونكم دون المستوى أن تسمع منهم كلمة حق حتى وإن أريد بها باطل لكن أخذ ما صح منها والباقي مردود على صاحبها.

يوهموك بأن هناك مؤامرة داخلية وخارجية على المؤتمر ولم يقولوا لك بأن التأمر الحقيقي هم من حولك فقط من يصنعون أسلاكا شائكة أمام الأخرين، وإلا بالله عليك “الزنم” أو غيره عندما يقول رأيه في الإعلام ليوصل صوته ورأيه إليك بعد أن قررت أنت المقاطعة وليس نحن، هل يعني رأينا مؤامرة داخلية ولها أجندتها الخ؟ هل يعقل هذا.

هل هذا هو المؤتمر الذي أفنينا عمرنا فيه ومن أجله وتعلمنا الديمقراطية وسقوفنا كانت عالية لنقول ما نشاء وبعهدكم الميمون أغلقت كل الحوارات والآراء، وأصبح المؤتمر حزبا منغلقا على نفسه يدار من أشخاص بعدد أصابع اليد، فكممت الأفواه، وصودرت حرية الأعضاء فيه، فأصبح الجميع أمام وضع مأساوي لايسر صديقا ولا عدوا.

أقول ذلك إشفاقا عليكم وعلى الحال الذي صارت إليه أحوال التنظيم الذي عقدت عليه الكثير من الآمال بأنكم ستنقلوه إلى مرحلة قدرته على التعامل مع معطيات الحاظر، وتستوعبون الجميع، وتسمعون لكل الأصوات بما فيها التي تتباين وتختلف معكم أنا أو غيري.

أنا يا شيخ “صادق” لم يعد لي أي طموح من خلال المؤتمر، وبالذات في ظل قيادتكم، لا سيما وأنا مفصول في قاموسكم فقط، لكن سأظل أصدح بالحقيقة مهما كان الثمن، فالوطن وهمومه أكبر من المؤتمر، وعندما يأتي الخطر على الوطن ووحدته وتماسكة الداخلي سنقول ذلك، لا نكاية فيكم وفي حزبكم ومن حولكم القلة القليلة، ولكن لا نريد بأن يكون الوطن بعد كل ذلك حقل تجارب ومسرحا للمغامرات الطائشه.

وأنصح بتقليل الهالة الإعلامية التي تصنع ردود عكسية عليكم وعلى التنظيم، وعيشوا مع فقه الواقع، فنحن في زمن كشف الحقائق، ولم تعد تنطلي أي ديكورات مصطنعه، وأنت سيد العارفين بما أقصد. 

  

نحن نريد وضوحا في الرؤية، ولاتظنون الشريك منصرف عما يدور هنا وهناك، لكن هم حاضرون حيثما وجب الحضور وكفى.

وأخيرا نمد يدنا للتصافح وطي كل التباينات إن كانت هناك نوايا صادقة شريطة فصل كل المرتزقة المرتبطين بالإمارات ودول العدوان أينما كانوا.   

نسأل الله التوفيق والسداد لنا ولكم، وللوطن الشموخ، وللشهداء الخلود، وللجرحى الشفاء، والحرية للأسرى والمفقودين.

 

عاشت اليمن حرة أبيه بعيدا عن الوصاية والإملاء الخارجي 

وعاشت الثورة والجمهورية والوحدة اليمنية الخالدة ،،،،،،     

التعليقات مغلقة.