الانتخابات التركية تنطلق اليوم واستطلاعات الرأي تتحدث عن هزيمة محتملة ل”أردوغان” أمام “أوغلو”

محمد حميمداني

توجه الناخبون الأتراك، اليوم الأحد، إلى صناديق الاقتراع للحسم في الرئيس المقبل لتركيا خلفا للرئيس “رجب طيب إردوغان”، ذا التوجه الإسلامي المحافظ، الذي يتحكم في زمام السلطة مند عشرين عاما.

وعلى عكس الانتخابات السابقة فقد تميزت هاته الانتخابات بقوة السباق وشراسة التنافس، خاصة بين “رجب طيب إردوغان”، 69 عاما، وحزبه “العدالة والتنمية، ومنافسه القوي، “كمال كيليتشدار أوغلو”، 74 عاما، وحزبه الديموقراطي الاجتماعي العلماني.

وقد فتحت مراكز الاقتراع أبوابها على الساعة الثامنة (05,00 ت غ) في اسطنبول وأنقرة، وفق ما نقلته وسائل الإعلام التركية، وستغلق عند الساعة 17,00 (14,00 ت غ).

 

رجب طيب أردوغان: تمنى أن تخدم هاته الرآسيات مستقبل البلاد دون الحديث عن احتمالية فوزه

متابعة لأطوار هاته الانتخابات، أمل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، 69 عاما، ذا التوجه الإسلامي المحافظ، المنتهية فترة حكمه الرآسية، اليوم الأحد، في أن تكون نتيجة الانتخابات الرئاسية “جيدة لمستقبل البلاد”، دون أن يتحدث عن مستقبله السياسي ضمن هاته الرآسيات وعن إمكانية فوزه خلالها.

وحث اردوغان الناخبين على الإدلاء بأصواتهم حيث قال إنه “من المهم أن يدلي جميع الناخبين بأصواتهم، بدون قلق، حتى الساعة 17,00 (14,00 ت غ)، لإظهار قوة الديموقراطية التركية”.

 

كمال كيليتشدار أوغلو: “اشتقنا جميعا للديموقراطية، ونفتقد وقوفنا معا ومعانقتنا لبعضنا البعض”

 

في الجهة المقابلة، صرح “كمال كيليتشدار أوغلو”، 74 عاما، ذا التوجه الديمقراطي الاجتماعي العلماني، عقب إدلائه بصوته خلال  الانتخابات في أنقرة، بأن “تركيا اشتاقت للديموقراطية” حيث قال: “اشتقنا جميعا للديموقراطية، ونفتقد وقوفنا معا ومعانقتنا لبعضنا البعض”، مضيفا “سترون الربيع يعود إلى هذا البلد إن شاء الله، وسيستمر إلى الأبد”.

في السياق ذاته تجري بعموم تركيا انتخبات برلمانية حيث سيختار 64 مليون ناخب ممثليهم بمجلس الشعب التركي.

استطلاعات الرأي تعطي التقدم ل “كمال كيليتشدار أوغلو” على حساب “رجب طيب أردوغان”

وفيما يتعلق بهاته الانتخابات ووفق استطلاعات الرأي المقدمة، فإن التنافس بين المرشحين قوي، مع تسجيل تقدم طفيف لزعيم المعارضة، ممثل الجبهة الموحدة؛ كما يحقق المرشح “سنان أوغان” بعض التقدم.

تجدر الإشارة إلى أن “كيليتشدار أوغلو”، زعيم حزب الشعب الجمهوري، الذي أنشأه مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة، يقود ائتلافا حزبيا مكونا من ستة أحزاب موزعة ما بين اليمين القومي ويسار الوسط الليبرالي؛ إضافة إلى حصوله على دعم “حزب الشعوب الديموقراطي” المؤيد للأكراد، والذي يعد القوة السياسية الثالثة في البلاد.

وكان “اردوغان” قد اكتسح الانتخابات السابقة من الدور الأول بعد حصوله على أزيد من 52,5 في المائة من الأصوات، ويعتبر المراقبون أن مروره للدور الثاني في 28 ماي، يعد انكاسة كبيرة له ولحزبه.

 

تجدر الإشارة إلى أنه وخلال هاته الانتخابات تعيش تركيا على واقع أزمة اقتصادية أنهكت البلاد، مع تسجيل انخفاض كبير في قيمة العملة المحلية التي هوت إلى النصف تقريبا، خلال عامين، كما أن نسبة التضخم فاقت 85 في المائة، في الخريف.

 

كما أن الزلزال الذي ضرب تركيا بما خلفه من خسائر بشرية واقتصادية، قد أحدث رجة داخل المجتمع وأفقد المواطنين الثقة في قدرة الرئيس الذي يمتلك كل الصلاحيات في التدبير، علما أن “أردوغان” كان يعتبر قطاع البناء أساس قوة مشروعه التنموي، ليعري الزلزال الفساد الذي يعتري هذا المجال.

“أوغلو” يعد بإقامة دولة القانون واحترام المؤسسات التي تضررت في عهد “أردوغان”

في المقابل وعد “كيليتشدار أوغلو” بإقامة دولة القانون واحترام المؤسسات، التي تضررت، خلال السنوات العشر الماضية، ب”ميول إردوغان الاستبدادية”، حسب قوله.

وفي هذا الباب، قال “كيليتشدار أوغلو”، مساء أمس السبت، في رسالة أخيرة بالفيديو، إن “مشروعي الأكثر جنونا هو إعادة الديموقراطية إلى هذا البلد، وهذه العودة ستثير حماس العالم بأسره”، فيما اختار الرئيس التركي “أردوغان” اختتام حملته بالصلاة في “آيا صوفيا”، الكنيسة السابقة، التي تحولت مسجدا في “اسطنبول”.

التعليقات مغلقة.