على هامش فاجعة قارب اليونان الإنسانية الغرب هو المسؤول عن كل مآسي المهاجرين

أصوات: أخبار المهاجرين وقوارب الموت

نبهت صحيفة “أوبزيرفر”، من خلال افتتاحيتها، للكوارث الإنسانية المرتبطة بالمهاجرين وما وقع في اليونان، داعية الغرب لتحمل مسؤوليته اتجاه هاته المآسي الإنسانية التي تقع؛ حيث قالت إن “الرعب في البحر سيتواصل حتى يواجه الغرب مسؤولياته ويعترف أنه ساهم بمأزق اللاجئين”.

 

ووقفت الصحيفة حول جنسيات ضحايا القارب الذين ماتوا غرقا في البحر المتوسط، باكستانيون، مصريون، أفغان وفلسطينيون مبرزة أن ذلك سيساعد على فهم الدافع وراء محاولتهم ركوب قوارب الموت.

وللإشارة فالقارب كان على احتشد على سطحه 750 شخصا، وقد غادر ميناء طبرق في ليبيا، حيث غرق يوم الأربعاء بعيدا بحوالي 50 ميلا بحريا عن الشواطئ اليونانية.

وتبعا لجنسيات الضحايا فقد حملت الصحيفة المسؤولية للدول الغربية، واصفة إياها بأنها مؤشر ألم ومعاناة، محملة بريطانيا والاتحاد الأوروبي جزءا من المسؤولية عن هاته الكارثة الإنسانية.

وربط نفس المصدر هذا الفشل بالحرب في سوريا وبحث السوريين عن ملجأ آمن في أوروبا.

وعرجت الافتتاحية على الأفغان معتبرة أن قرار بريطانيا والدول الأوروبية الأعضاء بالناتو الانضمام إلى الولايات المتحدة والتخلي عنهم عام 2021، يقف وراء الأزمة القائمة، موردة تقريرا للأمم المتحدة قال إن نسبة 28.3% من سكان أفغانستان يحتاجون للمساعدات الإنسانية العاجلة، وزاد من تعميق الجرح وصول طالبان للسلطة وهو ما دفع الناس إلى، ما أسمته، اللجوء إلى الأساليب اليائسة للفرار.

ونفس المعاناة تعيشها دول كانت، سابقا، عبارة عن مستعمرات في كل من القرن الإفريقي ودول الساحل والصحراء وجنوب آسيا، لأن شعورهم باليأس والعجز وغياب الأمن يدفعهم لركوب قوارب الموت.

تجدر الإشارة إلى أن الكارثة الإنسانية التي وقعت، الأسبوع الماضي، والتي هزت العالم، قد أدت إلى تبادل واسع للاتهامات؛ حيث وجهت انتقادات لحرس الحدود اليونانيين لعدم تحركهم بقدر كاف وإنقاذ القارب المتهالك، كما أن الرواية الرسمية اليونانية يشوبها التلخبط حيث تتعدل بشكل يومي.

وكانت الحكومة اليونانية قد تعرضت لسيل من الانتقادات بسبب سياساتها المتشددة ضد المهاجرين والاكتفاء فقط بدفع قوارب الموت بعيدا عن مياهها.

وكل ما تعمل بريطانيا والاتحاد الأوروبي على تنفيذه هو تقديم الدعم المالي لليونان لمنع المهاجرين من الوصول إلى أراضيها، كما أنه وبعد أزمة الهجرة ما بين 2015- 2016 اتفقت مستشارة ألمانيا مع تركيا على وقف تدفق الهجرة، دون أن تقدم هاته البلدان حلولا واقعية لحل الأزمة وأنستنتها.

ما تحاول بركسيل القيام به هو دفع الأموال لمنع وصول المهاجرين إلى أوروبا، وفي هذا الباب تناقش بروكسل تقديم مال لتونس لمنع هؤلاء المهاجرين من الوصول إليها.

بريطانيا من جهتها عقدت اتفاقا مع رواندا في خرق للقانون الدولي.

إلا أن هاته الخطوات عاجزة عن إيقاف تدفق هؤلاء المهاجرين عبر البحر المتوسط والقنال الإنكليزي، والذين يعانون الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية، حيث لم تتبق أية معابر آمنة لهم، ولا وجود لتنسيق دولي لوقف هاته الجرائم في حق الإنسانية، خصوصا مع صعود دول معادية للمهاجرين في بولندا وهنغاريا وإيطاليا واليونان…..

المطلوب أكثر هو البحث عن حلول في مصدر الهجرة والمعابر، عبر توسيع التعاون وتنظيمه، من خلال منح المزيد من المساعداتمن أجل تحقيق التنمية، والاعتراف بأن غياب الأمن والمساواة والنزاع وأزمات التغير المناخي، هي العوامل الرئيسية وراء الهجرة، وهي مشاكل تقع ضمن مسؤوليات الغرب لأنه ساهم في خلقها، وليس التشبت بالمقاربات الأمنية عبر تقديم دعم مالي لدول المعابر بما تحمله من مآس كبرى.

التعليقات مغلقة.