سطات: تنظيم موسم سيد الغليمي في ظل غرق الجماعة في الديون والتخلف التنموي وسخط الساكنة

أصوات: أخبار سطات

بعد نبأ تنظيم موسم سطات تعالت أصوات الساكنة وجمعيات المجتمع المدني متسائلة حول أسباب تنظيم هذا الموسم والمدينة غارقة في الديون، إضافة إلى ما تعيشه من مشاكل متمثلة في غياب البنية التحتية بشهادة الساكنة.

 

فيما لم تجد جماعة سطات من عبقرية تتفتق بها قريحتها سوى تنظيم الموسم، على حد قول المثل الشعبي “شنو خصك العريان، قال الخواتم أمولاي”، ففي ظل الغرق التنموي والغرق في الديون وبدل التفكير في حلول لهاته الأوضاع الصعبة المستفحلة آثرا الجماعة تحريك البندير و”النشاط ها هو شاط” في ضحك على دقون الساكنة المكوية بالوضعية المأساوية التي أضحت عليها المدينة. 

 

والأغرب في الأمر أنه سبق لبعض أعضاء مجلس الجماعة ان صرحوا بأن ميزانية الجماعة لا تسمح بتنظيم الموسم كما اعتادت على تنظيمه، إلا أنها ومع هذا الغرق في الميزانية قررت تنظيمه والبدأ في الإعداد لمراسيمه عبر تثبيت أعمدة الكهرباء، دون إعطاء أي اعتبار للساكنة التي تعاني من غياب تام للبنية التحتية من طرقات وشوارع كلها حفر ومتاهات وفي ظل انعدام الإنارة بالشوارع الرئيسية، اما المناطق الخضراء فالعناية بها غائبة نتيجة تفويت الصفقة إلى شركة تشغل أسماء غير مختصة في المجال مقابل مبلغ تجاوز 120 مليون، لكن دون نتيجة، وعدم التزامها بالمنصوص عليه في دفتر التحملات مع تسجيل غياب اللجنة التقنية المكلفة بالمناطق الخضراء، وغياب الرقابة في مجال احترام المقتضيات التي من أجلها تتحصل الشركة هذا المبلغ السمين. 

 

وفي السياق ذاته أكدت نفس المصادر أن فرقا موسيقية محلية عبرت عن غضبها نتيجة إقصائها من الحضور على الرغم من تقديمها طلبا للمشاركة، إلا أن طلباتها رفضت بحجة أن الجماعة ستستضيف فرقا أخرى وطنية كبيرة.

وضع يعكي غياب أي تفكير تدبيري محلي في أجندات وقاموس المجلس الجماعي ورآسة المجلس، وهو ما فجر موجة غضب كبيرة لكون الثقافة والموروث المحلي مغيب قسرا من أجندات المجلس كما هو الشأن نفسه بالنسبة للساكنة ولجمعيات المجتمع المدني بسطات التي لا تستفيد من أي حضور.

وطالب أغلب المهتمين بأن يتم تفويض أمر تدبير هاته الملتقيات لجمعيات نشيطة بالمدينة والتي يجب أن تكون محايدة ولا علاقة لها بعملية الانتقاء السياسوية أو ذات صلة بنفعية المنتخبين لشراء أصوات انتخابية.

إن الهاجس المفروض أن يحصل هو الاهتمام بالإقلاع التنموي للمدينة  اقتصاديا و اجتماعيا وثقافيا ورياضيا وهو المغيب في برامج المجلس وفي ظل غرقه في ديون متراكمة لا يقوى على تسديها ومع ذلك يتم التفكير في مهرجان تبدر من خلاله أموال لن تعود بأي نفع على الساكنة المهمشة والمغيبة في برامج المجلس.

كما أن استدعاء فرق موسيقية وطنية لحضور موسم سطات ما هو إلا تبدير للمال العام فيما يتم إقصاء فرق محلية من الحضور والتي لن تكلف المجلس مبالغ ضخمة لأن أعضاءها هم من أبناء المدينة ومستعدون للتضحية من اجلها، لأنهم أدرى بشعابها كما يقال.

 

وأفادت مصادر لجريدة أصوات أن الساكنة وبعض جمعيات المجتمع المدني تعتزم تنظيم وقفات احتجاجية ضد تنظيم موسم “سيدي لغليمي” ولم تتأكد منها الجريدة، وكل ما يمكن لإقراره هو وجود حالة من السخط والاحتقان على عملية التسيير الانفرادي والعشوائية التي يدار بها عمل مجلس جماعة سطات.

يشار إلى  أن موسم “سيدي لغليمي” كان يضرب به المثل على الصعيد الوطني، أيام سطات وما أدراك ما سطات، إلا أن اليوم ليس كالبارحة، والجماعة ومعها الساكنة تغني إغنية المرحوم عبد الحليم حافظ “إني أغلاق أغلاق” وفي كل النواحي.

 

وفي عمل ميداني من قبل جريدة أصوات فقد عبر محاورو الجريدة من ساكنة سطات فقد أجمعوا على رفض تنظيم موسم “سيدي الغليمي”، مطالبين بصرف ميزانية الموسم على على الطرق والانارة وعلامات التشوير وصيانة الحدائق العمومية وخلق مشاريع تنموية قد تساهم في رفع الدخل اليومي للمواطن الدي يعاني البطالة بمدينة سطات عاصمة الشاوية صاحبة أكبر منطقة صناعية التي تحولت إلى مقبرة مصيرها مجهول.

كما أنه ومن مستملحات الواقع الأليم الذي تعيشه المدينة فقد تحول بعض المنتخبين بين عشية وضحاها وقدرة قادر إلى رجال أعمال منذ ولوجهم لعالم السياسة.

المطلوب من جماعة سطات، اليوم، تقديم جواب شافي للمهتمين والمواطنين عوض تقاذف اللوم ، لأن الكل معني ولا يمكن الفرار من الجواب على تساؤلات المواطن السطاتي الذي وضع ثقته في الناخب الذي أصبح مستتمرا بقدرة قادر.

وللحديث بقية.

التعليقات مغلقة.