من المعتقدات الشعبية الأمازيغية تازناخت ورزازات المغرب نموذجا

الباحث الحسن اعبا

أول ما يعترض الباحث في مجال المعتقدات الشعبية هو التحديد الدلالي للمفهم نفسه، فما المعتقدات الشعبية؟

 

ما المقصود بالمعتقدات الشعبية؟

 

يقصد بالمعتقدات الشعبية، تلك التصورات المجتمعية التي تربط بين متغيرين أو شيئين ليس بينهما أي رابطة علمية أو منطقية، مثل اعتقادك أن أحدا تكلم فيك بخير إذا رف حاجبك الأيمن، أو تكلم فيك بشر إذا طنت أذنك، وتعديل الحذاء المنقلب اعتقادا بارتباطه بقداسة السماء؛ وهذه الظاهرة الاجتماعية ليس لها مصطلح متفق عليه، ولم تحظ بالدراسة على الرغم من أن عمرها يقاس بآلاف السنوات، وأنها معروفة عند الامازيغ منذ القدم حتى الآن، كما أنها ترد في كثير من تراث الشعوب الأوروبية والآسيوية.

 

وهي من أشهر الظواهر الاجتماعية المتخفية في ممارسات الحياة اليومية، ويلحظ وجود اختلافات بين المعتقدات الشعبية الحضرية عن الريفية والبدوية، إذ إن العوام يستلهمون معتقداتهم الشعبية من بيئاتهم.

 

ما المعتقد؟

 

يعرف المعتقد بأنه أول أشكال التعبيرات الجمعية التي خرجت من حيز الانفعال العاطفي إلى حيز التأمل الذهني، ويبدو أن توصل الخبرة الدينية إلى تكوين معتقد هو حاجة سيكولوجية ماسة، لأن المعتقد هو الذي يعطي للخبرة الدينية شكلها المعقول، الذي يعمل على ضبط وتقنين أحوالها” وتحدث هناك فترة صراع بين ما يراه الفرد غيبيًا صعب التفسير، فيصنفه في عقله على أنه قدسي، خارج حدود السيطرة وبين ما يثيره هذا المقدس من انفعالاتُ تحاولُ التأمل والتفسير والكشف والتوصل إلى حقائق معينة، إلى حين يتولد عن هذا المخاض ما يدعى بالمعتقد الذي تشترك الجماعة في صياغته، وهو محاولة دمج أو تصالح الداخل الإنسانية مع الخارج المقدس بالإحساسات والانفعالات، وهنا يتم فرز موضوعات معينة، أو خلق شخصيات وقوى معنوية، تستقطب الإحساس بالمقدس، وتجتذبه إلى خارج النفس وبذلك تتكون الصيغ الأولية للمعتقدات، وتدلف إلى ذلك الهيكل السامق الذي ندعوه الدين والمعتقد الديني شأن جمعي بالضرورة، وهو يوضح العلاقة والصلة بين عالم المقدسات، وعالم الإنسان الدنيوي المادي، ويرسم صورًا ذهنية لعالم المقدسات والذهنيات والأفكار التي غالبًا ما تصاغ في شكل من الأشكال.

 

المعتقد الشعبي الامازيغي

 

يمكن القول أن المعتقد الشعبي الامازيغي هو فكر جماعي اتفقت عليه الجماعة حتى كاد يكون مقدسا..

 

نماذج من المعتقدات الشعبية الامازيغية

إن نظرة الناس وهم يعتقدون بأن المولود الأول والذي نطلق عليه نحن بالأمازيغية السائدة هنا.. ءيفخدي.. هذا بالنسبة للذكر، أما الأنثى فيطلق عليها.. تيفخديت..، وفي نظر المعتقد فإن هذه الاخيرة تكون فأل خير على هذه الأسرة وعلى العائلة بأكملها، وهم يحترمون كثيرا هذا المولود حتى وإن كبر، بالإضافة إلى ذلك فكل ما تملكه الجدة من جواهر وحلي من فضة إلى غير ذلك يقدم مباشرة الى هذه الاخيرة وحتى في الاملاك، ويعتقد الأمازيغ بأن ..تيفخديت ..، هي حورية خرجت لهم من الجنة، هذا ما يعتقده سكان قبائل ايتواوزكيت.

 

المرأة في المعتقد الشعبي الامازيغي

 

إن المرأة في المعتقد الشعبي الامازيغي تكاد تكون مقدسة، بل قل إنها مقدسة بالفعل..، ويتجلى ذلك أيضا في جميع الأصناف الأدبية الأخرى القديمة في الأسطورة والقصة والشعر ولا سيما شعر العرس التقليدي الموروث.

 

حيث نجد أن جل هذه الأشعار تمدح المرأة أكثر من الرجل، ويظهر لنا ذلك أيضا في الاساطير الشعبية الامازيغية والتي نجد أن اغلب بطلاتها هن من النساء سواء تعلق ذلك بالأساطير المجسدة أو الشفهية التقليدية التي تروى.

 

إن موضوع المرأة في المعتقد الشعبي لم يكن نتيجة صدفة أو عشوائية بل هو موضوع يستمد مقوماته من الواقع الذي نعيش فيه..

 

– كل هذه المعتقدات التي تهم المرأة أخذت من طرف النساء أنفسهن ولا زالت سائدة بنواحي تازناخت الكبرى، ومن بين هؤلاء النساء …، آيت سالم فاظمة.. تازناخت القصبة.. عائشة افقير تالوست تازناخت.. فاظمة عيشي ادرك.. رقية اعبا.. تازناخت ن ءيزدار…

 

المعتقد الشعبي وعلاقته ببعض الطيور

 

 

لم يقتصر المعتقد الشعبي على الإنسان فقط بل ارتكز أيضا على الحيوان والطير وحتى على الحشرات الزاحفة وغير الزاحفة..، ومن بين الطيور التي دخلت قاموس المعتقد الشعبي الامازيغي بآيت واوزكيت هناك.. تيبيبط، هذا الطير الصغير الحجم والمعروف ب ..تيبيط.. والذي يوجد في كل مكان في القرية، وحتى في وسط المنازل وفي المساجد، له مكانه في المعتقد الشعبي..، فكل سكان تازناخت يعتقدون بأن هذا الطائر الصغير ليس طيرا عاديا بل كان في
بداية خلقه بشرا وهي أي ..تيبيبط.. من الأولياء الصالحين فهي في نظرهم.. تعلم الغيب وتنبأ بمستقبل الناس وتجلب الغائب وتحضره، فإذا استيقظ الإنسان مبكرا ووجدها فإنه يعتقد بأن يومه سيكون مباركا عليه أو ربما بزقزقتها ستجلب له الغائب حتى وإن كان من مكان بعيد..تيبيبط.. والتي يطلقون عليها أحيانا.. تاكرامت.. تكاد تكون مقدسة عند أمازيغ تازناخت فهم لا يصطادونها كباقي الطيور ولا يأكلون لحمها لأنها في اعتقادهم الشعبي امراة صالحة.

 

أجل لقد قيلت عنها قصص وأساطير وروايات كثيرة… معتقد متفق عليه في جميع نواحي تازناخت الكبرى، وقد قيل من طرف ايت سالم فاضمة.. احمد بن براهيم واعبا جميلة… وبوستة فاطمة والنهاجي الحسين…، كلهم من تازناخت القصبة…


الغراب في المعتقد الشعبي الامازيغي

 

الغراب بالامازيغية السائدة بتازناخت هو.. اباقار.. أو اعاقاي..، وهناك من يطلق عليه.. اهاقار.. وهو طائر اسود.. وعلى عكس..تيبيبط.، فان هدا الاخير وحسب المعتقد الشعبي السائد فانه يشير الى النحس ومن استيقظ صباحا ووجد
هدا الطائر فانه وحسب هدا المعتقد سيكون يومه اسودا.. لكن عندما نعود الى هدا الاحتقار الشديد تجاه هذا الطائر وهذا فهو يعود اساسا إلى مدى الهلاك والفساد الدي يسببه في الحقول، وخاصة في فصل القمح.

 

هذا هو السبب الحقيقي الذي جعل الناس في هذه المنطقة يكرهون هدا الطائر.

 

الغراب إذا يرمز الى النحس والظلام، كما يرمز للشر، وعن هذا الغراب يقول احد الشعراء بايت واوزكيت..

اكي ايكان لمندور م ءيتنسر تايوت
اكولو ءيباقارن دارك اس ءيوين لفرح

 

الحمام في المعتقد الشعبي الامازيغي

 

ودائما مع الطير في المعتقد الشعبي الامازيغي السائد بتازناخت الكبرى فإن الحمام له مكانته ومنزلته في المعتقد الشعبي الامازيغي في المنطقة، فايت واوزكيت يحترمون هدا الطائر كثيرا حيث نجد ان جل الشعراء قد نظموا جل
قصائدهم حول هدا الطائر الجميل، فايت واوزكيت يعتقدون بان الحمام هو حورية خرجت من الجنة الى الانسان، ولهذا يعتقدون بان الحمام اذا سكن مع البشر في دار أو في منزل واحد فإن هذا المسكن سوف يتعرض الى الهدم والخراب.

 

ولكي نحترم هدا الطائر الدي يعني بالأمازيغية… اتبير.. إذا يجب علينا ان نعزل له مسكنا خاصا، ولكن بالمقابل هناك معتقد آخر وهو سائد في المنطقة يقول عكس المعتقد الأول، أي أن الحمام إذا وجد مع الانسان في نفس المسكن فإنه
يبعد الامراض عن الاطفال.

 

البومة في المعتقد الشعبي الامازيغي 

 

البومة.. بالامازيغية تعني… تاووكت..، وهي من الطيور الكبيرة التي تعيش في الخلاء، فهي حسب المعتقد الشعبي السائد..  طائر يرمز للشر، وهي في اعتقادهم شيطان مجسد في جسم الطائر..، وقيلت حولها أمثال شعبية كثيرة ومنها..تنا تاووكت… ؤكرن واضان ءيزاليون.. اكرنت تمغارين ءيركازن.. هذا المثل الشعبي الذي قيل بلسان هذا الطائر هو رمز للشؤم والنحس حسب المعتقد الشعبي السائد هنا في المنطقة.

 

الهدهد في المعتقد الشعبي الامازيغي السائد

 

الهدهد كذلك له منزلة كبرى في المعتقد الشعبي الامازيغي بنواحي ايت واوزكيت..وحسب هذا المعتقد فإن الصبي الذي اكل قلب هدا الطائر دون طبخه سيكون خارق الذكاء.

 

إن الهدهد ذاك الطائر الجميل الملون الذي رويت حوله حكايات وحكايات مع النبي سليمان وبلقيس أصبحت له مكانة خاصة في المعتقد الشعبي السائد بمنطقة ايت واوزكيت تازناخت الكبرى..

الخفاش..فرططو..في المعتقد الشعبي 

 

إن فرططو أو الخفاش كما يؤكد الفقيه ابراهيم ايت قاسي له دور بارزا في المعتقد الشعبي الامازيغي السائد في المنطقة..، هذا الطائر عندما يفارق الحياة يدك دكا ويمزج بالحناء والزيت ويطلى به رأس الصبي المصاب بالشيب قبل وقته، فإنه يتعافى ويزيل الشيب من راس هذا الأخير.

 

هذا إذا فيما يخص الطيور، فإن المعتقد الشعبي الامازيغي السائد هو فكر قديم وجماعي تبدعه الجماعة وتتفق عليه حتى يكاد يصل الى درجة من التقديس.

 

وهو يدخل ضمن الطقوس في أي مجتمع من المجتمعات، إنه إذا فكر وممارسة، ويظهر لنا ذلك خاصة في المجتمعات البدائية التي يمتزج فيها التفكيرالسحري بالاسطوري.

 

الحيوان في المعتقد الشعبي الامازيغي

 

نعم لقد تحدث المعتقد الشعبي عن الحيوان كذلك، وإن دل هذا فإنما يدل على أن هذا المعتقد يشجعنا على الرفق بالحيوان.. ومن بين هذه الحيوانات الاليفة خاصة نجد..

 

– البقرة…تافوناست

 

يعتقد جل سكان المنطقة قديما أن البقرة هي تلك الفتاة المطيعة بل يعتبرونها كواحدة من العائلة، والغريب وحسب الروايات السائدة الى اليوم فإن سكان تازناخت في القديم، أي عندما تضع البقرة أول مولود لها تقام على شرفها مأذبة.. تاكلا.. تاروايت..، أي العصيد ويأكلون مع البقرة في صحن واحد…، وتوضع لهاته البقرة تميمة على عنقها مثل تميمة المراة عندما تضع مولدها هي الاخرى..، ويكون في داخل هذه التميمة.. شيئا من الملح والشيح، وحسب هذا المعتقد الشعبي السائد فهم يقومون بذلك لمطاردة العيون والنحس والشؤم عن البقرة..

 

إن البقرة هي الأخرى في المعتقد الشعبي تأتي في الدرجة الاولى من حيث الأهمية، كيف لا والبقرة تمد الانسان بالحليب واللبن، فلا بد إذا أن تحضى بالاعجاب والتقدير من طرف سكان ايت واوزكيت، أضافة إلى ذلك فالمراة لا يهدأ لها بال حتى تطمئن على البقرة وتمدها كل يوم بالاكل والشرب، بل أن هناك من الناس من يطلق تسميات بشرية على هذا الحيوان الاليف.

 

إن البقرة في اعتقاد ايت واوزكيت بمثابة الفتاة المدللة في العائلة.

 

القط ..موش..في المعتقد الشعبي الامازيغي 

 

يعتقد أغلب الناس بقبائل ايت واوزكيت بأن القط هو حيوان في النهار وفي الليل فإنه جن مجسد على هيئة قط، ولهذا وحسب المعتقد الشعبي السائد فإن ضرب القط او الإساءة إليه يتنافى مع الأخلاق والمعتقد التي اتفقت عليه الجماعة.

 

إن الرفق بالحيوان في الاعتقاد الشعبي لم يأت صدفة أو بشكل عشوائي، فالحيوانات الأليفة التي تعيش مع الانسان وتربت معه تقدم خدمات للانسان ولهذا جاء المعتقد الشعبي ليدافع وبكل قوة عن الحيوان.

 

وهناك من الناس من يعتقد بأن القط كان في بداية خلقه جنا ونظرا لقربه من الإنسان طلب هذا الحيوان من الرب أن يحوله إلى صورة أخرى، فتحول هذا الحيوان الى قط يعيش مع الانسان.

 

وهناك قصص وحكايات مختلفة تروى حول هذا الحيوان الأليف، وقد ضربت عنه أمثال شعبية كثيرة، من بينها.. ءينا موش.. غير سوف هان ربي ايتماغن…، ومثل آخر يقول… ءيغ ؤرت يوفي موش ءيناياك تجا..


وعلى كل حال فالقط له مكانة لا تقل أهمية في المعتقد الشعبي الأمازيغي بايت واوزكيت.


– …كل هده المعتقدات قيلت من طرف بعض النساء ومنهن فاضمة ايت سالم… تازناخت ن ءيزدار ..اعبا رقية…. ايت عتو بتازناخت.. اهاضيض وردية تاللوست ..ايت سالم ءيجة …اساراك ن تزناخت.

 

الكلب في المعتقد الشعبي الامازيغي بايت واوزكيت

 

كيف ينظر المعتقد الشعبي السائد الى الكلب؟ فإلى جانب القط.. هناك معتقد شعبي يقول بأن القط والكلب يختلفان في الرأي تجاه البشر أو الانسان..، وحسب المعتقد فإن الكلب دائما ما يقول عن البشر…، اللهم اشبع بطونهم حتى يبقى لهم شيئا آكله..، لكن القط حسب المعتقد يقول عكس ذلك،  ونظرته للبشر، حسب المعتقد الشعبي، تختلف حيث يقول مثلا.. اللهم اعميهم واجعلهم لايبصرون حتى أسرق ما لديهم من طعام…، هذه رواية شفوية قيلت من طرف السيدة… ايت سالم فاظمة بتازناخت ن ءيزدار…

 

وإذا كان المعتقد الشعبي قد أنصف هذا الحيوان ومعه القصص والحكاية الشعبية، فإن الأمثال الشعبية لم تنصفه، ومن بين الأمثلة الشعبية الامازيغية التي قيلت عن هذا الحيوان…، هان ايدي مقار ءينكر س ؤكفاي ن تيغاطن ءيقاند
ايتوغ اشكو لاصل نس اس ايتازال…، ومن الامثال الأخرى… اهاو ن ويدي ورايت كاكل امدلو..

 

ويقول عنه احد الشعراء القدماء
– مشي ايايدي نزاها فل اوال ءيداداك
– مشي س ؤكرور اتيد ءيخلو ربي فلاك

 

الحمار في المعتقد الشعبي السائد

 

لم ينصف المعتقد الشعبي هذا الحيوان.. ولم يدافع عنه كباقي الحيوانات الأليفة التي تربت مع الانسان.

 

إن جميع الاصناف الادبية الامازيغية من معتقدات وحكايات وامثال واشعار قد جعلت من هذا المخلوق الحيواني الذي
يستفيد منه الانسان ابلها واحمقا الى غير دلك من النعوث والاوصاف التي ترافق ذكر هذا الحيوان أينما حل وارتحل، وحسب المعتقد الشعبي الامازيغي فإن نهيق الحمار مثلا معناه أن الشيطان قد حضر..، ولهذا فإن نهق الحمار
أمام إنسان او جماعة من البشر يرد على نهيق الحمار هذا..ب..اعود بالله ءيمين الشيطان الرجيم… ويعتقدون ب،ن نهيق الحمار هذا يرافقه الشيطان..، نعم وكما قلت فإن هذا الحيوان لم ينصف من طرف المعتقد السائد بايت واوزكيت…. كل هذه المعتقدات قيلت من طرف نفس الاسماء السابقة ولا زالت هذه المعتقدات سائدة الى اليوم..

 

القرد في المعتقد الشعبي الامازيغي السائد 

 

القرد.. أوبالامازيغية السائدة هنا في منطقة ايت واوزكيت.. زاضوض.. ضربت عدة اساطير شعبية حول هذا الحيوان، وقد ذهب المعتقد الشعبي إلى أن هذا الحيوان كان في بداية خلقه بشرا لكنه مسخ من طرف الرب نتيجة افعاله السيئة ومن بين هذه الافعال الدنيئة مثلا، هو ان هذا البشر الذي تحول إلى حيوان كان يرمي بالطعام .. الكسكس على الارض فتحول بقدرة الرب حسب هذه المعتقدات الى قرد..

 

أما الرواية الثانية فتقول بأن هذا الحيوان كان يوما انسانا لكن امه كانت تمسح فضلاته بالخبز ومسخ ليتحول الى قرد.. أضف الى ذلك ان المعتقد الشعبي السائد هنا هو ان المراة الحامل لا يجب عليها أبدا ان تنظر الى قرد إذا مر امامها والا فسوف يتحول جنينها الى مخلوق يشبه القرد. وقيلت عدة حكايات وقصص حول هدا الحيوان وامثال شعبية كثيرة منها… زاضوض ن تمازيرت ؤر اي سادصا.. ومعناه بالعربي.. مطرب الحي لا يطرب..

 

معتقد لا زال سائدا ومتفق عليه بتازناخت الكبرى وروي بلسان السيدة ايت سالم فاضمة واعبا تودة وبوستة فاطمة والزانبي ربيعة وايت موش فاظمة.

الجمل ..او الغم…في المعتقد الشعبي الامازيغي 

 

الجمل أو الغم أو ارام حسب بعض الامازيغيين، له مكانته الخاصة في المعتقد الشعبي السائد هنا بايت واوزكيت..، فالجمل يرمز الى القوة والى الصبر ولهذا نجد المرأة تستعمله كثيرا في الزربية الواوزكيتية بنواحي تازناخت..

 

وفي المعتقد الشعبي السائد فإن الجمل هو فأل خير وهو كذلك يدل على الجلد والصبر، وبايت واوزكيت بتازناخت الكبرى فإن الطفل الصغير الذي يصوم يومه الاول تقدم له وجبة جميلة.. البركوكس الممزوج بفضلات الجمل.. تالوراين ويضاف اليه العسل الحر وتقدم للطفل ليأكلها ولكي يشبه الجمل في الصبر، فالجمل حسب المعتقد الشعبي يرمز الى التصدي للمصاعب، وقد قيلت حول هذا الحيوان امثال شعبية منها.. يوكر الغم ن ؤكشوض غ ؤزيضر.. أي أفضل من الجمل في الصبر..، معتقد مازال سائدا، وروي بلسان نفس النساء السابق دكرهن بتازناخت ن ءيزدار.

ماهي نظرة المعتقد الشعبي تجاه الضب..او..اكجيم..

 

الضب..هو..اكجيم بالامازيغية السائدة هنا وفي نواحي الاطلس المتوسط يطلق عليه..باحردا..وهو حيوان صحراوي وحسب المعتقد الشعبي فان هذ الحيوان التقى يوما بالنبي وامد له هذا الحيوان سلهاما فدعى النبي ربه وقال له حسب المعتقد الشعبي السائد بالامازيغية..زايد اك ءيك ربي د تيرمت ن ؤمكسا..اي ليجعلك الرب كطعام للراعي..

 

ولهذا يضيف هدا المعتقد الشعبي بان الجلد الاسود الذي يكون في بطن الضب ما هو الا دلك السلهام الدي قدمه هذا الحيوان للنبي.. ان مزج الخيال بالمعتقد الشعبي يبين لنا اهمية هدا الحيوان عند الانسان الامازيغي القاطن بايت واوزكيت.

 

معتقد قديم لا زال سائدا وروي بلسان نفس النساء بتازناخت ن ءيزدار .

 

الحية او الافعى في المعتقد الشعبي الامازيغي 

الحية او الافعى بالامازيغية..اكجضاض..ابنكال…الكماض.. وكلها مصطلحات تطلق على هذا الحيوان السام..يعتقد سكان ايت واوزكيت بان الافعى..ماهي الا شر مجسد بجلد الحيوان، وحسب المعتقد فمن راى هذا الحيوان فيجب عليه ان يفتله فورا..ويعتقد ايت واوزكيت كذلك بانه من راى افعى في نومه فانه حساد اي ان الافعى في الحلم عند هؤلاء ترمز الى الحسد، اذا هو شر من جهة ومن جهة اخرى حسد..لاشك ان سم الافعى هو الذي دفع بالمعتقد الشعبي السائد الى النيل من هذا الحيوان الشرس السام الذي يمكن ان يقتل الانسان في رمشة عين.

 

هو معتقد مازال سائدا الى اليوم..وروي بلسان نفس النساء السابق دكرهن.

 

السفر..او..امودو ..في المعتقد الشعبي الامازيغي

السفر بالامازيغية هو امودوا فالمعتقد الشعبي الامازيغي السائد بمنطقة تازناخت تحدث كذلك عن السفر واهميته..كما تحدث عنه اغلب الشعراء الامازيغيين القدماء وحسب المعتقد الشعبي السائد هنا فان الشخص إذا ازال حذاءه بحيث تمطي الواحدة على الاخرى بدون ان يدري فانه وحسب المعتقد سوف يسافر الى مكان ما.

 

وهذا المعتقد متفق عليه عند سكان المنطقة باكملهم وحتى في سوس وفي الاطلس المتوسط. فالحذاء إذا تدل على السفر..

 

معتقد مازال سائدا..قيل من طرف السيدة ايت سالم فاظمة وابنته رقية بنت احمد والسيدة بوستة فاطمة بتازناخت ن ءيزدار.

 

المعتقد الشعبي وجلب الخير..ما علاقة الكف بالمال

 

لقد تحدث المعتقد الشعبي الذي هو فكر جماعي عن كل شيء وحسب هذا المعتقد فإن الشخص الذي يفرك باصابعه كفه فانه وبدون شك سيحصل على مال او خير وفير..ان علاقة اليد بالمال علاقة جدلية فباليد تاخذ الاموال وتعطى، وهذا المعتقد سائد عند امازيغ الجنوب الشرقي كافة وحسب تفسير الاحلام بالامازيغية فان الشخص الدي يحلم بالاموال مباشرة فان ذلك ليس مالا وانما هو في حقيقة الامر هو الطمع والجشع، وأن يحلم بالخبز الساخن معناه الذي يكتسب رزقه بعرق جبينه وعل العكس من ذلك من يحلم بالخبز البارد فيدل على الشخص الدي ينتهز الفرص والذي يكسب الاموال بطرق غير شرعية، أي انه يستولي على اموال ليست له اصلا.. ان علاقة الكف بالمال في المعتقد الشعبي الامازيغي السائد هي علاقة جدلية، علاقة اخد وعطاء.

 

معتقد روي بلسان نفس النساء السابق ذكرهن.

 

المعتقد الشعبي والعمر

 

لقد تحدث المعتقد الشعبي الامازيغي السائد هنا عن عمر الانسان..وحسب هذا المعتقد مثلا.. إذا كان هناك شخصان او اكثر يتحدثون عن شخص معين ويتحدثون عن اعماله الخيرية وفجاة ظهر امامهم وحسب الاعتقاد الشعبي السائد فإن هذا الشخص سيكون له عمر طويل.. وبالامازيغية يقولون له…ءيغزيفاك لامر..؛ وعلى العكس من ذلك فاذا كانت هناك جماعة من الناس يتحدثون على شخص معين وعن افعاله السيئة الدنيئة فان المعتقد الشعبي وحتى في المثل الشعبي فانه في رأيهم مثل الكلب، وبالمثل الشعبي السائد يقولون…بدر ايدي تاسيت اكوراي..، وحسب تفسير الاحلام بالامازيغية وحسب العارفين بمثل هده الامور فإن الشخص الذي يحلم بموت شخص آخر فاعلم وحسب هذه المعتقدات بأن ذلك الشخص سيطول عمره، وعلى العكس من ذلك فاذا حلم شخص ماء بشخص اخر وهو يتعرض للخطر في الحلم ولم يمت ذلك الانسان فإن عمره حسب المعتقد سيكون قصيرا..

 

هو معتقد شعبي سائد وروي عن طرق نفس النساء السابق ذكرهن ومتفق عليه من جميع سكان المنطقة.

 

الكون..دونيت..في المعتقد الشعبي الامازيغي السائد

 

كيف اذا ينظر هذا المعتقد الشعبي الى الدنيا او الى الكون…، أجل فالاعتقاد الشعبي لم يترك اي شيء الا وتحدث عنه فنظرته الى الكون قديمة جدا.. إن الاعتقاد السائد هنا يقول بأن الدنيا عبارة عن كوكب والشيء الذي اخذ بزمامها وجعلها لا تنقلب هو الثور، فهو الذي حمل هذه الدنيا بقرن واحدة، فإذا حدث أي تحرك ارضي فاعلم بأن هذا الثور هو الدي استبدل قرنه فقط بقرن اخر.

 

هذا ما يؤكده المعتقد السائد بتازناخت ونواحيها، ونحن نتحدث عن الكون، هناك اسطورة امازيغية منتشرة بالجنوب المغربي باكمله تقول.. بان الدنيا ما هي الا امراة فائقة الجمال واستطاعت هذه المراة بجمالها ان تغري جميع
اصحاب الديانات المختلفة وباغراءها زاغوا عن الطريق فلا العبراني ولا المسيحي ولا حتى المسلم يستطيعون الإفلات من هذا الاغراء، فنشب خصام حاد من اجلها وتعاركوا فيما بينهم؛ الكل يريد هذه المرأة..، الدنيا.. الكل
يتهافت من اجلها.. لقد قيل الكثير والكثير حول هذه الدنيا وحتى الشعر الصوفي الامازيغي تحدث بشكل أو بآخر عن الدنيا وباحوالها واغراءاتها ويقولون عنها:

 

ادونيت اتار لامان اياسكني ءيلان غ لبور
ادونيت اتار لامان اياساراك ندنوبي
وعنها يقول المثل الشعبي الامازيغي
….دونيت ؤر تعودي د ءيمي ؤرتات ؤفيغ..


….معتقد متفق عليه قيل من طرف النساء السابق دكرهن.

 

– المراجع
– محمد حافظ دياب “الدين الشعبى.. الذاكرة والمعاش”، سطور عدد 30, مايو 1999 ، ص 16 ـ 18.

– (7) ما يتمثله دياب من مدخل متجه نحو الخطاب هو فى الأغلب عمل باحث واحد.

– عصام فوزى: “آليات الهيمنة والمقاومة فى الخطاب الشعبى”، قضايا المجتمع المدنى العربى فى ضوء أطروحات غرامشى، القاهرة، مؤسسة عيبال للدراسات والنشر، 1992 ، ص 122 ـ 135.

– عصام فوزى: “أنماط التدين فى مصر، مدخل لفهم التفكير الشعبى حول الدين”، إشكاليات التكوين الاجتماعى والفكريات الشعبية فى مصر، نيقوسيا،
– مؤسسة عيبال للدراسات والنشر، 1992 ، ص 214 ـ 248.

– من الغريب قلة البحث الكمى فى الموضوع. فالأرقام الوحيدة المتاحة لى تتعلق بأعضاء طريقتين صوفيتين فى القاهرة. راجع: عمار على حسن: الصوفية والسياسة فى مصر، القاهرة: مركز المحروسة، 1997 ، ص54، 157، 233.
– نمادج من المعتقدات الشعبية الامازيغية بمنطقة تازناخت بورزازات

التعليقات مغلقة.