غموض ووضوح حزب الله الاستراتيجي وإجرام الصهاينة الدلالات والمفاتيح وأثرها على طوفان الأقصى

أصوات: هيئة التحرير

خلال كلمة انتظرها الكيان الصهيوني والعالم ارتباطا بأحداث غزة وما صاحبها من إجرام مورس ضد الشعب الفلسطيني وما أكدت عليه الأحداث من دعم غربي وأمريكي لإسرائيل وسط صمت عربي على الإجرام الممارس وما خطته الكلمة من توجيه الصراع نحو وجهته الرئيسية ألا وهي الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها مركز دعم النازية الجديدة الممارسة ضد فلسطين وشعبها وطرح معادلة المدني مقابل المدني في تحول استراتيجي لدائرة الحرب الوحشية القائمة التي استهدفت الأطفال والنساء والشيوخ وما رسمته من انهيار لكل القيم الإنسانية المتبجح بها وما أعقبه من استهداف صهيوني للمدنيين ورد سريع بقصف المستعمرات الصهيونية، في تحول تهدف من ورائه إسرائيل أمام عجزها عن حسم الحرب لجر الولايات المتحدة لأثونها، فما هي دلالات هذا التحول الاستراتيجي؟ وما خلفيات العدو الصهيوني من وراء قصف المدنيين في لبنان وإزهاق أرواح أطفال أبرياء في الجنوب اللبناني؟.

خلال كلمته التي حملت عنواني الوضوح والغموض الاستراتيجيين وهو ما اربك حسابات العدو الذي كان ينتظر إعلان الحرب من قبل حزب الله، وهو ما عمق مأزق إسرائيل في الحرب أمام عجزها العسكري والسياسي وتصدر مشاهد جرائم الحرب المرتكبة الصورة العالمية.

غموض ووضوح حزب الله الاستراتيجي وإجرام الصهاينة الدلالات والمفاتيح وأثرها على طوفان الأقصى (1)
من كلمة حسن نصر الله

 

ولعل الدلالات التي حملها الخطاب التاريخي وامصر الله هو أنه أكد أن معركة طوفان الأقصى تجاوزت حدود غزة وأصبحت مفتوحة على أكثر من جبهة، وعن شرعية القتال ضد الصهاينة، وما حملته من تحذير لإسرائيل والجديد الأقوى لأمريكا، مؤكدا أن هناك خياران لا ثالث لهما وهما وقف إطلاق النار وانتصار فلسطين وحماس في المعركة. 

فتأكيد حسن نصر الله أن المعركة أصبحت شاملة معتبرا أن طوفان الأقصى فتح الصراع على حدث كبير يهز العدو وداعميه ويفتح الملفات الانسانية المهملة كونيا ويطرح ملف فلسطين كقضية اولى في العالم، كقرار وتنفيذ فلسطيني 100 في المائة أخفاها المقاومون عن الجميع وهو ما ضمن نجاحها من خلال عامل المفاجئة المذهلة.

واعتبر الأمين العام لحزب الله أن الحدث بتداعياته خلق زلزالا على مستوى الصهاينة سياسيا وعسكريا ونفسيا ومعنويا ستؤثر على حاضره ومستقبله، مبرزا أنه ومهما فعل الصهاينة فلن يستطيعوا لملمة آثار طوفان الأقصى والحقيقة التي حملها وهي حالة الوهن والهزال التي تعيشها دولة الاحتلال وكونها أوهن من بيت العنكبوت، وهي القناعة التي تكرست داخل الكيان الصهيوني نفسه والدليل الذي يؤكد هاته الوضعية هو مسارعة الولايات المتحدة والغرب منذ اللحظة الأولى لدعم الكيان وإنقاذه من الغرق سياسا وعسكريا وماليا عله يستعيد توازنه ويمتص الصدمة التي فجرها الطوفان.

كان رهان إسرائيل الأسمى هو إعلان حزب الله الحرب على إسرائيل ودخول الولايات المتحدة المعركة مما سيمكنها من تحقيق النصر والأدهى من ذلك تصفية القضية الفلسطينية نهائيا وتوسيع المشروع ليستبيح كل عمق مكافح ضد الإمبريالية والصهيونية.

غموض ووضوح حزب الله الاستراتيجي وإجرام الصهاينة الدلالات والمفاتيح وأثرها على طوفان الأقصى (2)
مشاهد من قصف إسرائيل لسيارة مدنية لبنانية وقتل 3 أطفال

الرغبة الإسرائيلية تكسرت بعد أن ووجهت بوضوح وغموض استراتيجي أرعب الصهيوني وأسقط كل مخططاته، وهو ما جعل إسرائيل توجه طائراتها المسيرة لاستهداف الأطقم الصحية اللبنانية، وأيضا استهداف سيارة مدنية وقتل 3 أطفال وجدتهم بدم بارد.

حسابات إسرائيل عبرت عن شلل في القراءات والحسابات لأنها حققت إجماعا مؤسساتيا لبنانيا على إدانة المجزرة وأعطى للمقاومة اللبنانية والفلسطينية في لبنان الشرعية لضرب مستوطنات العدو الصهيوني، في تحول استراتيجي يجعل لبنان حاضرا بقوة في طوفان الأقصى ليس من موقع ضرب قلاع العدو بل وضرب مستعمراته خالقا نوعا من الدوخة الاستراتيجية أمام قوة مشاهد تربك الولايات المتحدة وتعجزها عن المبادرة في الدفاع عن الكيان، خاصة وأن الأمين العام لحزب الله كشف تعرض الحزب وإيران والمقاومة بشكل عام وإيران بتهديد مباشر من الولايات المتحدة بأن محور المقاومة سيواجه أمريكا وليس الكيان الصهيوني في حالة توسيع دائرة الحرب.

عجز إسرائيلي عن تسجيل نقطة إيجابية في الحرب المعلنة والإجرامية ضد غزة ومقاومتها وتلخبط أمريكي فقد كل مصداقية يمكن أن يختبئ وراءها أمام قوة الإجرام الذي تجاوز حدود ممارسات النازية والذي هدد من خلال بعض قادته بضرب غزة بالسلاح النووي وهو ما خلق نوعا من العزلة شعبيا والمحاكمة للكيان النازي الصهيوني وداعمية الملطخة أياديهم بالدم الفبسطيني من الأطفال والنساء والشيوخ والمؤسسات الصحية والأممية التي لم تسلم من همجية الكيان الغاصب للأرض والحياة.

فأي افق ستسير على هديه التطورات، خاصة وأن طوفان الأقصى ليست معركة حربية فقط بل مسألة وجود وحياة للقضية الفلسطينية أو قتل لها بشكل مطلق وهو ما تعيه المقاومة الفلسطينية وحلفاؤها، وهو ما عبر عنه نصر الله صراحة، مركدا أن الأهم هو انتصار فلسطين وغزة وتحديدا حماس خلال هاته المعركة ولا شيء يمكن أن يقبل سواه وهو الواقع الذي لن تقبل به إسرائيل والولايات المتحدة والغرب الداعم للصهاينة في إجرامهم الكوني المركتب ضد الإنسانية والقوانين الكونية خلال شهر من الإجرام الذي لا حدود له والذي طال البشر والحجر والإنسانية.

التعليقات مغلقة.