البحر الأحمر جمرة النار التي قد تشعل العالم

محمد حميمداني

تفاعلا مع الأحداث المشتعلة بمنطقتي البحر الأحمر وبحر العرب وباب المندب من خلال إعلان القوات المسلحة اليمنية أن هاته المناطق محظورة على الصهاينة وعلى السفن المتعاملة معهم ردا على العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، وهو ما دفع شركات شحن عملاقة إلى تعليق رحلاتها، وأشعل غرف العمليات في واشنطن وتل أبيب وباريس ولندن وبرلين..، وسط مخاوف من اشتعال حرب إقليمية في حالة ارتكاب أي خطوة غير مدروسة ضد اليمن وشعبه.

في سياق الآثار التي خلقها الموقف اليمني الشجاع باستهداف سفن العدوان الصهيوني والمتعاملة معه، أعلن رئيس هيئة قناة السويس أن 55 سفينة غيرت مسار رحلاتها نحو رأس الرجاء الصالح منذ 19 نوفمبر الماضي.

تيهان غربي في طرق التعامل مع اليمن

فجر الدعم اليمني الشجاع للشعب الفلسطيني ومقاومته وإغلاق البحر الاحمر وباب المندب في وجه السفن ذات الصلة المباشرة أو غير المباشرة مع الكيان الصهيوني حالة من الغضب الغربي والعجز عن الحد من هجمات الجيش اليمني على السفن العابرة للمنطقة على الرغم من تحريك عدة دول سفنها الحربية إلى المنطقة.

تلويح بضرب اليمن مع استمرار الهجوم على سفن الصهاينة والمتعاملين معهم

في سياق تفاعلات المعطيات المتفجرة على الأرض بمنطقة البحر الاحمر وباب المندب نقل موقع “سيمافور” الأميركي عن مسؤولين أميركيين قولهم إن البنتاغون بدأ مناقشة إمكانية شن ضربات مباشرة على أهداف عسكرية يمنية.

 

 

فرنسا أيضا وعبر وزيرة خارجيتها، كاترين كولونا، قالت إن الهجمات في البحر الأحمر لا يمكنها أن تبقى من دون رد.

ونقل موقع “أكسيوس” عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إدارة بايدن بعثت، مؤخرا، رسائل تحذيرية إلى الحوثيين عبر عدة قنوات.

 

 

ازدياد حدة التوثر في الخليج العربي والخوف من تفجر صراع إقليمي

 

 

في ظل أجواء التوثر التي تعرفها المنطقة نتيجة المواقف اليمبية الداعمة للشعب الفلسطيني من خلال استهداف السفن الصهيونية أو المتعاملين معها، تزداد المخاوف من انفجار الوضع الإقليمي بشكل لا يمكن السيطرة عليه.

 

الخبراء يرون أن الوضع في المنطقة معقد جدا بالنسبة للمجتمع الدولي، وهناك عجز عن عزل الحوثيين في ظل استمرار العدوان الصهيوني على غزة وما يخلفه من آثار إجرامية أيقضت الضمير العالمي الذي سئم من ازدواجية المعايير لدى الغرب في التعاطي مع الإجرام الصهيوني، مع تنامي حالة الغضب الشعبي ليس في اليمن وحده بل في العالم العربي والإسلامي والدولي ضد هاته السياسات القاتلة للأطفال والنساء والمذمرة للحياة.

ويبقى الوجود الإيراني حاضرا وبقوة في المعادلة، والذي لا يمكن استبعاده أبدا في ظل الأجواء السائدة في غزة ومسلسل المجازر المرتكبة التي لا تتوقف، علما أن اليمن يشترط لإيقاف الهجمات على السفن الصهيونية إيقاف الحرب على غزة ودخول المساعدات الدولية للشعب الفلسطيني المنكوب، علما ان الدول المجاورة تتحاشى الدخول في مواجهة مباشرة مع اليمن، وهو ما يخلق اضطرابا في المواقف لدى واشنطن وحلفائها في التعامل مع الوضع.   

 

 

تجدر الإشارة إلى أن سلطنة عمان تقود حملة وساطة بين اليمن والغرب، وهي الوساطة التي تلاقي تشددا من طرف اليمنيين الذين يربطون أي موقف يمني بإيقاف العدوان على الشعب الفلسطيني وإدخال المساعدات لغزة.

تضارب في المواقف عكسته تباين في وجهات النظر الدولية، ففي الوقن الذي تحذر إيران، وفق ما جاء على لسان وزير خارجيتها من استمرار عدوان الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة، تقف الولايات المتحدة متفرجة وداعمة لمشاهد العدوان على الشعب الفلسطيني ومسلسل الجرائم الصهيونية المرتكبة، إذ لم تتخذ أي إجراء لإيقاف العدوان وجرائم الكيان الصهيوني.

 

 

طوفان الأقصى والوضع العالمي الجديد

 

 

فرض العدوان والإجرام الصهيوني على غزة ودعم واشنطن وباريس ولندن وبرلين والغرب عامة لهذا العدوان وبشكل صريح لا يحمل اللبس أو الغموض، تحولا في منطق الصراع الذي نحى نحو خلق حلف داعم لفلسطين وللقضية الفلسطينية تقوده إيران وتعبر عنه صراحة.

 

 

كما أن الأحداث المسجلة قلبت موازين القوى وغيرتها نحو نمط من التوزان في العلاقات الدولية ارتباطا بما تشهده المنطقة، وهو وضع جديد يفرض على العالم أن يعترف به ويتعامل معه كحقيقة والمدخل لتحقيق الاستقرار يكون من فلسطين وعبرها بإيجاد حل عادل يضمن حقه في إقامة دولته المستقلة وعودة اللاجئين.

التعليقات مغلقة.