دخول معتقلين سياسيين تونسيين معركة “الأمعاء الخاوية” احتجاجا على سجنهم غير المبرر

أصوات

أصوات: دخل فاعلون سياسيون تونسيون في إضراب مفتوح عن الطعام اعتبارا من اليوم احتجاجا على حبسهم لمدة عام دون محاكمة ودون ارتكابهم لأي فعل جرمي.

 

 

وهكذا فقد أعلن ستة موقوفين ينتمون للمعارضة التونسية كان قد تم توقيفهم في قضية “التآمر على أمن الدولة”، وفق السلطات التونسية، إضرابا مفتوحا عن الطعام، اليوم الاثنين، احتجاجا على استمرار حبسهم منذ نحو عام، دون اتهامات رسمية أو محاكمة.

 

 

دخول المعتقلين السياسيين الستة هاته المعركة جاء الإعلان عنه من خلال بيان مشترك صادر عنهم، مبرزين أن خوضهم لمعركة “الأمعاء الخاوية” يأتي تنديدا بما أسموه تعرضهم للظلم من قبل السلطات التونسية التي اتخدت قرار سجنهم، مطالبين بإطلاق سراحهم و”الكف عن الملاحقات الأمنية والقضائية في حقهم وفي حق كل السياسيين ونشطاء المجتمع المدني الذين طالهم الظلم والتعسف”.

 

 

وشدد المضربون على ضرورة احترام السلطات التونسية العدالة، مؤكدين على ضرورة ضمان استقلالية سلطة العدالة، ووضع حد للمضايقات التي تطال المحامين من أعضاء هيئات الدفاع عن المعتقلين السياسيين.

 

 

تجدر الإشارة إلى أنه قد مر على اعتقال هؤلاء الناشطين السياسيين من قبل السلطات التونسية، عام كامل، دون الكشف عن صك الاتهام الموجه وتقديم أدلة تبرر الاعتقال.

 

 

هذا الموقف عكسته هيئة الدفاع عن المعتقلين السياسيين التي أكدت أن ملفات الاعتقال فارغة، وأنه لم يتم تقديم أي دليل جدي حتى الآن ضد هؤلاء المتهمين.

 

 

وكانت السلطات التونسية قد وجهت لهؤلاء الموقوفين على ذمة هذه القضية، التي يعود تاريخها إلى فبراير 2023، تهمة “تكوين جمعية إجرامية بهدف التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي”، وفق صك الاتهام المقدم دون تقديم أي دليل مادي يثبت هاته الاتهامات.

 

 

يشار إلى أن هاته الاعتقالات طالت عدة شخصيات معارضة لنظام الرئيس قيس سعيد، منتسبة لأحزاب سياسية معارضة للسلطات الحاكمة في تونس، كما استتهدفت نشطاء من المجتمع المدني، إعلاميين ونقابيين، وهي القرارات التي ووجهت بموجة من الرفض والشجب من قبل العديد من المنظمات غير الحكومية المهتمة بمجال حقوق الإنسان، التي أدرجتها ضمن خانة تصفية الحسابات مع المعارضين للرئيس قيس سعيد.

 

 

ويطالب المعتقلون، في بيانهم، بالإفراج عنهم “والكف عن الملاحقات الأمنية والقضائية في حق كل السياسيين ونشطاء المجتمع المدني الذين طالهم الظلم والتعسف”، و“رفع اليد عن القضاء والتوقف عن تهديد القضاة وترهيب المحامين المدافعين عن سجناء الرأي”.

 

 

ودعا البيان “كل القوى الحية، وكل نفس حر إلى توحيد جهودها ورفع أصواتها عاليا، لوضع حد لسياسة الترهيب وغلق الملفات المفبركة وإطلاق سراح جميع معتقلي الرأي وتنقية المناخ السياسي بشكل عام”.

 

 

تجدر الإشارة إلى أن العتقلين الذين يخوضون هذا الإضراب المفتوح عن الطعام هم: جوهر بن مبارك، عضو جبهة الخلاص الوطني، عصام الشابي، أمين عام الحزب الجمهوري، عبد الحميد الجلاصي، قيادي سابق في حركة النهضة، غازي الشّوّاشي، وزير سابق، خيّام التّركي، قيادي سابق في حزب التكتل ورضا بلحاج، رئيس الديوان الرئاسي السابق.

 

 

وارتباطا بهاته الاعتقالات التي طالت هؤلاء المعتقلين السياسيين، قالت شقيقة بن مبارك، المحامية دليلة مصدق بن مبارك، عضو هيئة الدفاع عن الموقوفين، اليوم “يعتبر الموقوفون أنفسهم أسرى ورهائن في سجن المرناقية بعد مرور 356 يوما من الإيقاف بدون جريمة، لم يثبت حتى اليوم ارتكاب أي موقوف لجريمة”.

 

 

هيأة الدفاع: متاعب صحية وحالة إحباط شديدة

 

 

أوضحت المحامية أن الموقوفين يعانون من “متاعب صحية وحالة إحباط شديدة، لم يبق لهم خيار آخر”.

 

 

وتوجه المعارضة الاتهام للرئيس التونسي، قيس سعيد، الذي تعتبره قد انقلب عن الدستور مطيحا بذلك بالنظام السياسي عام 2021 بدعوى تصحيح مسار الثورة ومكافحة الفساد، لكنه على العكس من ذلك كرس الهيمنة على الحكم ولفق تهما للسياسيين المعارضين كما مارس ضغوط على القضاء.

 

 

معارضون من خارج السجن يخوضون معارك إضراب تضامنية مع المضربين عن الطعام

 

قالت حركة النهضة التونسية إن 20 شخصية سياسية تخوض إضرابا عن الطعام تضامنا مع المعتقلين في السجون، فيما قرر قاضي التحقيق الإفراج عن القيادي بحركة النهضة نور الدين البحيري في قضية “التآمر”، ومع ذلك تم إبقاؤه رهن الاعتقال على ذمة قضية أخرى، وفق إفادة السلطات.

 

 

ومن بين الشخصيات التي أعلنت خوضها “معركة الأمعاء الخاوية” الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي ووزير الخارجية الأسبق رفيق عبد السلام والمعارض المصري أيمن نور.

 

 

وفي هذا الباب قال رفيق عبد السلام، وزير الخارجية السابق، في حسابه على منصة “إكس” إنه “سيبدأ اليوم إضرابا عن الطعام لـ3 أيام متتالية، تضامنا مع معتقلي الرأي في تونس، مضيفا أن الإضراب عن الطعام يأتي أيضا “احتجاجا على استخدام القضاء لأغراض شخصية، وللمطالبة باستعادة النظام الدستوري والديمقراطي الذي تم تحقيقه بشق الأنفس في بلادنا وتخفيف الصعوبات التي يواجهها شعبنا”.

 

تجدر الإشارة إلى أن كلا من عصام الشابي، عبد الحميد الجلاصي، غازي الشواشي، خيام التركي ورضا بلحاج كانوا قد أعلنوا دخولهم في إضراب عن الطعام، معتبرين أن معركتهم هاته تأتي احتجاجا على تواصل ما وصفها البيان بـ”المهزلة القضائية التي تتذرع بها السلطة لحرمانهم من حريتهم طيلة أشهر عديدة دون تقديم أي دليل على الاتهامات التي وُجهت لهم”.

 

 

وسبق لرئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي الذي أعلن بدء إضراب عن الطعام الجمعة الماضي “تضامنا مع عضو جبهة الخلاص الوطني جوهر بن مبارك الذي دخل في إضراب عن الطعام منذ 4 أيام دفاعا عن مطلب كل المعتقلين السياسيين بإطلاق سراحهم”، وفق بيان لحركة النهضة أصدرته الجمعة الماضي.

 

التعليقات مغلقة.