بعد الفيتو الأمريكي بمجلس الأمن من يوقف الإبادة الجماعية في غزة؟

اليمن / حميد الطاهري 

استخدمت الادارة الأمريكية، أمس، حق”الفيتو” مرة أخرى لإسقاط مشروع قرار جزائري بمجلس الأمن الدولي دعى لإيقاف مجازر العدو الصهيوني في غزة.

 

 

فقد فشل المجلس مرة أخرى في اتخاذ قرار صارم يلزم الكيان الصهيوني بوقف عدوانه على الشعب الفلسطيني. 

وضع يعرقل المطالب الدولية بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة الصمود، وذلك لأسباب إنسانية.

وقد حظي القرار بتأييد 13 دولة عضوا في المجلس مع امتناع بريطانيا عن التصويت.

الأغرب أن الفيتو الامريكي المستخدم هو الثالث من نوعه الذي تعطل من خلاله أمريكا أي محاولة لوقف الابادة الجماعية في غزة.

وقد بررت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، استخدام الفيتو بكون الوقت ليس مناسبا لطرح القرار.

حيث قالت: “إن طرح هذا القرار في هذا الوقت ليس مناسبا لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار؛ نعمل على اتفاق لإطلاق سراح الرهائن”.

موقف نقل ضلوع الولايات المتحدة في المجازر المرتكبة في غزة وتعطيلها لأي وقف فوري لإطلاق النار.

فيتو يعكس قناعة أمريكا وسيرها في خط العدو الصهيوني ضمن أهداف حملة الابادة التي تشناها ضد أبناء غزة.

وتعمل أمريكا والكيان الغاصب على ضرب المقاومة الفلسطينية وضمنها حركة حماس وتهجير الفلسطينيين من غزة.

فقد رفض القرار الجزائري التهجير القسري للفلسطينيين وطالب بوضع حد لانتهاك القانون الدولي في غزة، وإطلاق سراح جميع الأسرى.

وطالب بالتنفيذ الكامل لقراري مجلس الأمن المؤكدين على حماية الأطفال والشيوخ والنساء في النزاعات المسلحة وزيادة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.

تبريرات أمريكا بكون المصادقة على القرار “ستفشل المفاوضات الجارية”، لم تقنع حتى حلفاء امريكا.

فالعالم أصبح على يقين بأن أمريكا تمنح الكيان الصهيوني المزيد من الوقت من أجل ممارسة التقتيل والتهجير.

كما تهدف أمريكا من وراء هاته الخطوة حماية زعماء الكيان الصهيوني من المحاسبة، التي تعني محاسبة الإدارة الأمريكية أيضا.

فدور أمريكا في المجازر التي يشهدها قطاع غزة واضح والتي تجاوزت في وحشيتها ما وقع خلال الحرب العالمية الثانية.

فأمريكا تقف ضد الإرادة الدولية، حيث حولت مجلس الامن والمنظمة الدولية الى” ألعُوبة”، باستخدامها حق” الفيتو “للمرة الثالثة.

وكانت أمريكا قد منعت في ديسمبر الماضي مشروع قرار إماراتي طالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة لاسباب انسانية.

كما منعت في اكتوبر الماضي مشروع قرار برازيلي دعى الاحتلال الصهيوني لسحب أمر ترحيل سكان غزة لجنوب القطاع.

فأمريكا الداعمة بشكل مباشر للكيان الصهيوني عسكريا وسياسيا عرت وجهها الحقيقي أمام الرأي العام العالمي.

 

 

كما كشفت صورتها المستهينة بالمنظمات الدولية والقانون الدولي والراي العام العالمي والقيم الانسانية والاخلاقية.

فقد عرى عدوان غزة الوجه الحقيقي لأمريكا، التي تدعي زعامتها “للعالم الحر” و”نشر الديمقراطية في العالم” وحماية حقوق الانسان.

إلا أن عدوان غزة أوضح سقوط هاته الادعاءات، وهي المزاعم التي سبق أن سوقتها لغزو مجموعة من الدول وممارستها للقتل.

وضع دفع المندوب الفرنسي لدى الامم المتحدة، نيكولاس دي ريفيير، حليفة أمريكا لرفض القرار الأمريكي.

حيث قال ردا على استخدام “الفيتو” إن “الخسائر البشرية والوضع الإنساني في غزة لا تطاق ويجب أن تنتهي العمليات الإسرائيلية”.

مواقف أمريكا أبرزت أنها طرف أساسي في العدوان على الشعب الفلسطيني وأن “نتانياهو” ليس سوى أداة أمريكية.

وأوضح هذا الموقف أن قرار اليمن والمقاومة في لبنان والعراق، في استهداف أمريكا ومصالحها كان قرارا صائبا.

وإن الله وحده الناصر لأبطال المقاومة الفلسطينية على الصهاينة وحلفائهم وكل من تحالف معهم كونه على كل شيء قدير.

التعليقات مغلقة.