كلمة في التأريخ

يقولون دائما أن التاريخ يسجل، و يكررون أن مزبلة التاريخ ملئ بالذكريات، و حبلى بمن باع و اشترى و فاوض و ارتمى.
لكن نفس هذا التاريخ يعتريه التيه و الحيرة حين يصبح بؤرة للخرافة، و مصدرا للأحداث ليس إلا.

صحيح، أن هذا التاريخ، هو عنوان لمراحل زمنية، تؤرخ حسب المؤرخين و حسب ما كتبه الذين كان باستطاعتهم أن يكتبوا و يدونوا، لكنهم لم يقولوا لنا كل الحقيقية! لماذا يا ترى، و لماذا هذا النصف حقيقة في كل ما وصل إلينا؟

 

و كل ما قرأناه، و درسناه في المناهج، نكتشف في كتب أخرى، حتى هي تاريخية تنسف لنا كل ما مر امامنا.
فكثيرة هي الأحداث و الوقائع، تحتاج إلى دليل لتفنيدها أو نفيها. و نحن حيارى مابين التثبيت و النفي، نتعرض للعدى المعلوماتية، لأن أولا و أخيرا، فالتاريخ مجرد معلومات سردية رواها و دونها رواة نسميهم مؤرخين.

هل هي صحيحة، هل هي خاطئة، مغرضة أم بريئة؟ ربما، لكن ما هو أكيد، هو أن السرد يبقى لحد ما غير بريئ، و لكن الأخطر هو طريقة العرض، و كيفية استقباله من طرفنا.

 

سنجد احداثا و قعت، لكن روايتها اختلفت من راو لآخر لدرجة، يصعب معها أخذ موقف محدد منها، بلها اتخاذها كمسلمة لبناء مواقف و فرضيات معينة.
و هكذا، بين الفينة و الأخرى، نكتشف صادمين، أن كل معلوماتنا في التاريخ لا تعدو أن تكون مجرد روايات أراد لها أصحابها أن نتلقفها بأعينهم، و لو عملنا النظر فيها جيدا لكان لنا رأي آخر.

د. العمراني عثمان

التعليقات مغلقة.