أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

مخاطر نقص الكالسيوم في الدم

إعداد مبارك أجروض

ينجم انخفاض مستوى الكالسيوم في الدم، أو نقص كالسيوم الدم Hypocalcémie، عن نقص في معدن الكالسيوم في الدم. والكالسيوم هو عنصر كيميائي أساسي وحيوي للجسم. ويشكل المستوى الطبيعي منه في الدم شرطا حيويا لعمل مختلف خلايا الجسم، وخاصة الدماغ، العضلات والقلب.

من المعروف أن الجسم يحصل على الكالسيوم من المواد الغذائية التي يتناولها الإنسان، فيتم امتصاصه من الجهاز الهضمي إلى الدم. وفي الدم، يدخل جزء من الكالسيوم إلى داخل الخلايا، والجزء الأكبر من الكالسيوم في الجسم موجود في العظام وفي الأسنان، بينما توجد كمية ضئيلة منه في الدم وفي سوائل الجسم الأخرى.

الكالسيوم هو عنصر ضروري لصحة الجسم، حيث يلعب دورا هاما في بناء ونمو العظام والأسنان وأداء القلب والعضلات والجهاز العصبي لوظائفها، وفي حال عدم حصول الجسم على كفايته من الكالسيوم فإنه يصبح عرضة للإصابة بنقص الكالسيوم. وعلى الرغم من سهولة علاج نقص الكالسيوم وذلك عبر تناول الأطعمة أو المكملات التي تحتوي على الكالسيوم، فإنه في حال عدم علاجه قد تكون له مضاعفات خطيرة للغاية.

* مرض نقص الكالسيوم  carence en calcium

يحدث مرض نقص الكالسيوم عندما تكون مستويات عنصر الكالسيوم في الدم منخفضة عن المتوسط الطبيعي (8.8-10.4 ملغ/دل لدى البالغين و8.8 ملغ/دل لدى الأطفال)، لذا فإنه يعرف أيضا بنقص كالسيوم الدم.

ويحدث هذا المرض، كما أسلفنا، نتيجة لعدم حصول الجسم على حاجاته اليومية من عنصر الكالسيوم عبر الغذاء بشكل عام. كما أنه قد يرتبط بشكل كبير بأمراض أخرى، مثل قصور الدريقات، ونقص كل من المغنيسيوم وفيتامين D، وبعض أمراض الكلى والجهاز الهضمي. وفي بعض الأحيان قد يكون نقص الكالسيوم ناجما عن تناول بعض الأدوية، مثل الفينيتوين والفينوباربيتال وريفامبين.

* المشاكل الناتجة عن أعراض نقص الكالسيوم

ـ مشاكل على مستوى العضلات

قد يكون الشعور بآلام العضلات والشد العضلي والتقلصات العضلية من العلامات المبكرة لنقص الكالسيوم، خاصة بالفخذين والذراعين عند الحركة. وفي حالات نقص الكالسيوم الشديد قد يحدث شعور بالتنميل والوخز في اليدين والذراعين والقدمين والساقين وحول الفم.

ـ مشكل على مستوى التعب والإرهاق الشديدان

قد تتسبب مستويات الكالسيوم المنخفضة في الشعور بالتعب والإرهاق ونقص الطاقة والنشاط بجانب الخمول والرغبة في النوم. كما قد تتسبب أيضا في عدم القدرة على التركيز والنسيان والشعور بالالتباس والحيرة.

ـ مشاكل على مستوى الجلد والأظافر

يؤثر نقص الكالسيوم المزمن على الجلد والأظافر. حيث يجعل الجلد جافا ومثيرا للحكة، كما يؤدي إلى جفاف وتقصف الأظافر، وفي بعض الأحيان قد يساهم في تساقط الشعر.

ـ مشكل على مستوى قلة العظم وهشاشة العظم

يؤدي نقص الكالسيوم إلى قلة مثانة العظم، حيث تقل الكثافة المعدنية للعظام، الأمر الذي يؤدي إلى هشاشة العظام لتصبح مثانة العظم هشة وأكثر عرضة للكسور.

ـ مشاكل على مستوى الأسنان

يتسبب نقص الكالسيوم في استعادته من أماكن تخزينه بالجسم، ومن بينها الأسنان، الأمر الذي يتسبب في حدوث مشاكل على مستوى الأسنان، مثل ضعف الجذور والتهاب اللثة وهشاشة الأسنان وتسوس الأسنان.

* أعراض نقص الكالسيوم لدى الحامل والمرضع

يعتبر الكالسيوم عنصرا غذائيا في غاية الأهمية أثناء الحمل والرضاعة، حيث إنه يلعب دورا محوريا في تكوين وبناء عظام الجنين أثناء الحمل، كما أنه مكون ضروري للحليب في الثدي. وتتشابه أعراض نقص الكالسيوم لدى الحامل والمرضع مع أعراض نقص الكالسيوم بالجسم المذكورة سابقا. وتكمن خطورة نقص الكالسيوم أثناء الحمل والرضاعة في أنه قد يتسبب في عواقب صحية وخيمة لدى الأم والطفل على السواء، حيث قد يتسبب في ارتفاع ضغط الدم وزيادة خطورة حدوث تسمم الحمل ومشاكل النمو لدى الطفل.

* أعراض نقص الكالسيوم لدى الرضع

أحيانا يحدث نقص الكالسيوم لدى الرضع بعد الولادة بوقت قصير. حيث يحدث عادة خلال أول يومين من الولادة، وفي بعض الأحيان بعد ثلاثة أيام من الولادة. وتكمن خطورة نقص الكالسيوم لدى الرضع في صغر سنهم وعدم قدرتهم على مجابهة المرض، وتشمل أعراض نقص الكالسيوم لدى الرضع التالي:

ـ التقلقل والعصبية.

ـ عدم الرغبة في الرضاعة.

ـ بطء التنفس أو انقطاع النفس.

ـ زيادة سرعة نبض القلب عن المعدل الطبيعي.

* مضاعفات نقص الكالسيوم

في حال عدم علاج نقص الكالسيوم، فإنه قد يتسبب في حدوث مضاعفات مرضية خطيرة وصولا إلى الوفاة، وتضم هذه المضاعفات لنقص الكالسيوم:

ـ هشاشة العظام.

ـ كسور العظام.

ـ صعوبات في المشي قد تصل للإعاقة.

ـ مشاكل في الأسنان.

ـ آلاماً مزمنة في المفاصل والعضلات.

ـ عدم انتظام ضربات القلب.

ـ إصابات العين.

ـ أمراض جلدية.

ـ حدوث تشنجات.

ـ الاكتئاب.

* علاج نقص الكالسيوم

يعد علاج مرض نقص الكالسيوم سهلا بشكل كبير. حيث يتضمن تزويد الجسم بما يكفيه من عنصر الكالسيوم وذلك عبر تناول الأطعمة أو الحصول على المكملات الغذائية التي تحتوي على الكالسيوم.. غير أنه من أهم ما يجب الانتباه إليه عند تناول هذه الأطعمة والمكملات كعلاج نقص الكالسيوم بشكل ذاتي؛ حيث إن حصول الجسم على كميات زائدة من الكالسيوم قد تكون له عواقب صحية غير حميدة.

ويجب التنبيه أيضا إلى أن مكملات الكالسيوم حين تناولها قد تتعارض مع العديد من الأدوية الأخرى، مثل أدوية ارتفاع ضغط الدم وبعض أدوية القلب التي تحوي الديجوكسين ومدرات البول وغيرها؛ وبالتالي فعلى المريض اللجوء للطبيب لتشخيص مستويات نقص الكالسيوم ووصف العلاج المناسب للحالة إما عبر اتباع نظام غذائي غني بالكالسيوم أو تناول المكملات الغذائية أو كليهما ولكن بشكل سليم وتحت المراقبة الطبية.

التعليقات مغلقة.