محمد حميمداني
نبهنا إخواننا الجزائريون لتغريدة صادرة عن الرئيس الجزائري “تبون” ، مفادها أن المنتخب الوطني الجزائري هزم المغرب .
بالفعل حين تعمي السياسة عيون المستفيدين من أوزار الحرب ، تصبح الرقع الخضراء و الزرقاء و الحمراء ملجأ لتصريف الأحقاد ، و تفجير النعرات السياسوية ضد الأخوة و الجوار و القوانين الدولية و الإنسانية المنظمة للعلاقات بين الأمم و الشعوب .
المفروض ، أن الرياضة أداة لغرس قيم المحبة و الأخوة الصافية بين الافراد و المجتمعات ، و هو المنطق الذي من أجله وجدت الألعاب الأولمبية .
لكن في سوق النخاسة السياسي الذي يهيم فيه عساكر الجزائر تصبح وسيلة للتنفيس عن الهزائم الداخلية و الخارجية ، و نقل أمراض هاته المؤسسات ضد كل ما هو جميل و أجمل من الممكن أن يؤثث طعم سعادة بين الأشقاء إلى ملاعب أخرى مليئة بالأحقاد و خلق كل أسباب التوثر لعلها تنفس عن هزائمهم المتتالية .
سنوات مضت قبل أن يغلق العسكر الجزائري الحدود ، و يشرد مغاربة أبرياء ، و يلقي بهم في الحدود عازلا إياهم عن أهلهم و أرزاقهم ، و يفتخر بذلك .
جمعتنا وجدة الإباء بإخوان لنا من الشقيقة الجزائرية ، و بالضبط من “اسعيدة” تشاركنا كل شيء ، و تبادلنا كل الأحاديث وقتها فيما يعوق التنمية في بلداننا ، و الشكل التكاملي لنهضة اقتصادية و مجتمعية تقود إلى الرفاه الفردي و الجماعي في البلدين لفائدة الشعبين ، مع الوقت تحولت تلك الأحلام الوردية إلى أحقاد غرسها العسكر الجزائري لتوثير الصفو و خلق كل مقومات التشتت الذي يخدم مصالح العسكر الجزائري المستفيد الأول و الأخير من هاته الأوضاع .
فكيف لعسكر يستفيدون من خيرات الجزائر الشقيقة ، الساعين لمزيد من تركيم الرساميل و تضخيم الحسابات أن يسعوا لإخماد مصدر رزق للثروات الخاصة و الحسابات البنكية .
و في المقابل يعيش الشعب الجزائري ، الذي وهب مليون شهيد من أجل الحرية و التحرر ، في بؤس ، على الرغم من كل الخيرات التي تحتويها ارض الجزائر الفيحاء ، و يتحول الرفاه الذي عاصر مراحل من تاريخ الجزائر إلى أزمات ، يتكبد المواطن الجزائري أوزارها خدمة لمصالح الجيش و العسكر .
ما يقع اليوم ، ليس للشعب الجزائري حساب فيه ، فأنا أتواصل مع إخوة من الجزائر يجمعنا الحب و الصدق و قوة المشاعر ، و من هذا المنبر أنقل لهم كل التحايا الصادقة من القلب الجريح المليئ حبا و تقديرا لهم ، لم أحسس في لحظة أنهم أغراب عن جلدتنا ، بل وجدتهم جزء لا يتجزأ من كيان المغرب أينما كان ، في وجدة أو تازة أو بركان أو الناظور أو الحسيمة أو خنيفرة أو الرباط أو العيون …. ، كيان يربطه كل شيء إلا هوس العسكر بالحرب و تدمير كل قيم الجمال خدمة لمصالح الجنرالات الذين خلفوا حكم الدايات و المقيمين العسكريين ، فأشعلوا المنطقة و مارسوا سياسة الأرض المحروقة على الكل ، و أولهم الشعب الجزائري ، و قيم السلم و المحبة التي صاحبت العلاقات بين الشعبين .
التعليقات مغلقة.