فيروس كورونا..الغرب في طريقه لاستئناف الحياة الطبيعية بينما تغرق الهند في المأساة
فُتحت الباحات الخارجية للمطاعم والمقاهي في أثينا بعد 6 أشهر من الإغلاق، في حين شارك 5 آلاف شخص بدون أقنعة في مهرجان رقص وغناء في ليفربول بالمملكة المتحدة
في مقابل ذلك، دعا زعيم المعارضة الهندية راهول غاندي إلى العزل العام والإغلاق مع تخطي إجمالي عدد الإصابات بفيروس كورونا في البلاد حاجز العشرين مليونا اليوم الثلاثاء، في حين انتقلت السلاة الهندية من الفيروس إلى 17 بلدا.
وبدأت السلطات في الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي التراجع عن التدابير الاحترازية، في مؤشر على التحكم في تفشي فيروس كورونا المستجد، كما أصدر البيت الأبيض بيانا بشأن لقاح فايزر (Pfizer).
وقد رفع حاكم ولاية فلوريدا الأميركية رون ديسانتيس جميع قيود “كوفيد-19” المعمول بها، مشيرا إلى فعالية اللقاحات وتوافرها في الولاية.
وقال الحاكم الجمهوري في مؤتمر صحفي “هذا هو الأمر البديهي الذي يتوجب فعله”، في إشارة إلى تراجع أعداد الإصابات والوفيات مع استمرار حملة التحصين.
ويبلغ عدد سكان فلوريدا 23 مليون نسمة، وتلقى نحو 9 ملايين منهم جرعة لقاح واحدة على الأقل، وفقا لوزارة الصحة الأميركية.
وأضاف الحاكم الجمهوري أنه “في هذه المرحلة هناك أشخاص لم يتم تلقيحهم، لكن بالتأكيد ليس بسبب نقص الإمدادات أو عدم توافر اللقاح”.
وانتقد ديسانتيس القيود الصارمة التي لا تزال سارية في دول أخرى، قائلا إن أولئك الذين لا يزالون ينادون بضرورة مراقبة السكان إنما يقولون بشكل آخر إنهم “لا يؤمنون باللقاحات”.
وفي نيويورك، أعلن حاكم الولاية أندرو كومو أمس الاثنين، عن رفع العديد من القيود التي فرضت للحد من انتشار فيروس كورونا، بما في ذلك استئناف عمل المترو في المدينة على مدار 24 ساعة.
وكانت نيويورك بؤرة لتفشي الفيروس في الولايات المتحدة، ويشير هذا القرار إلى أنها وصلت مرحلة السيطرة على الفيروس.
وقال كومو إنه اعتبارا من 19 ماي الجاري سيتم إلغاء نسب الإشغال المحددة في العديد من المنشآت التجارية والثقافية في المدينة، بما في ذلك المتاجر والمطاعم ودور السينما والمتاحف.
وأضاف أن كل الأمور ذاهبة في “الاتجاه الصحيح”، مشيرا إلى تراجع معدلات فحوص “كوفيد-19” الإيجابية ودخول المستشفيات التي سجلت أدنى مستوياتها منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إضافة إلى ارتفاع معدل التطعيم.
وستتم مضاعفة عدد الذين يسمح لهم بالتجمع في الهواء الطلق من 250 إلى 500 شخص، في حين سيكون بإمكان 250 شخصا التجمع في الأماكن المغلقة بعد أن كان العدد محددا بـ100، أما التجمعات الكبيرة فهي مسموحة لمن تلقوا اللقاح.
ويمهد هذا الإعلان أيضا الطريق أمام مسارح نيويورك الشهيرة لفتح أبوابها.
في سياق متصل، تعتزم إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن دعم تحرك شركة الأدوية الأميركية “فايزر” (Pfizer) نحو تصدير جرعات لقاحها المضاد لفيروس كورونا المستجد.
ونقلت وكالة بلومبيرغ عن جيف زينتس منسق التعامل مع كورونا في إدارة بايدن القول “يسعدنا أن نراها (شركة فايزر) تعمل مع الدول الأخرى لمساعدتها في تلبية احتياجاتها”، مضيفا أن الشركة تورد كميات اللقاح للولايات المتحدة بأسرع من الجدول الزمني المتفق عليه.
وكانت المكسيك وكندا قد ذكرتا في الأسبوع الماضي أنهما تتوقعان بدء الحصول على جرعات من لقاح فايزر المنتج في الولايات المتحدة، وذلك للمرة الأولى التي تصدر فيها “فايزر” إنتاجها إلى دول أخرى.
ومع تطعيم نحو 40% من إجمالي البالغين في الولايات المتحدة -بحسب بيانات مركز مكافحة الأمراض الأميركي- بدأت الصيدليات تعلن عن توافر جرعات اللقاح لديها.
وفي أوروبا، بدأت الحكومات تخفيف القيود مع تحصين المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة.
وتمكن جمهور ضم 5 آلاف شخص من الغناء والرقص أول أمس الأحد بدون أقنعة وبدون تباعد خلال مهرجان موسيقي في ليفربول نظم لاختبار الإجراءات المخطط تنفيذها اعتبارا من 21 يونيو المقبل حين سيتم رفع معظم القيود الصحية بالمملكة المتحدة.
أما فرنسا فقد بدأت أمس تخفيف تدابيرها في أول مرحلة من 4 مراحل أعلن عنها الرئيس إيمانويل ماكرون مع إنهاء القيود على التنقلات والعودة الجزئية لتلاميذ الصفوف المتوسطة والثانوية إلى المدارس، على خلفية تراجع بطيء في عدد الحالات التي تستدعي الدخول إلى المستشفى.
وفي اليونان، ومع بدء الموسم السياحي فُتحت الباحات الخارجية للمطاعم والمقاهي أمس بعد 6 أشهر من الإغلاق.
وسرّعت أثينا حملة التلقيح خلال الأيام الأخيرة، واعدة بأن يحل قريبا موعد البالغين 30 عاما لتلقي اللقاح، وتلقى أكثر من 3 ملايين شخص اللقاح في البلد الذي يبلغ عدد سكانه 11 مليونا.
في المقابل، لا تزال الأوضاع في الهند تتدهور بشكل سريع، فقد ارتفع العدد الإجمالي للإصابات في البلاد ليقارب 20 مليونا أمس الاثنين، بعد تسجيل أكثر من 300 ألف إصابة جديدة لليوم الـ12 على التوالي.
وامتلأت المستشفيات عن آخرها، وقد تضاءل مخزون الأكسجين، وتجاوز الوضع الطاقة الاستيعابية للمشارح ومحارق الجثث.
وفي كثير من الأماكن بدأت مجموعات من المتطوعين تقديم المساعدة والإنقاذ.
ورغم أنها أكبر منتج للقاحات في العالم فإن الهند ليس لديها ما يكفي لتحصين سكانها، مما يقوض خطة لتكثيف وتوسيع برنامج التطعيم اعتبارا من السبت، وحصل نحو 9% من السكان فقط على جرعة واحدة من لقاح كورونا.
ووصلت السلالة الهندية المتحورة إلى 17 دولة على الأقل، من بينها بريطانيا وسويسرا وإيران، مما دفع العديد من الحكومات إلى إغلاق حدودها أمام المسافرين القادمين من الهند.
التعليقات مغلقة.