أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

ملتقى فاس للترافع عن القضايا الوطنية إذا عرف السبب بطل العجب!!!

الإعلامي المتخصص " م - ع" 

سنبدأ مقالنا هذا انطلاقا من تصريح القائم بأعمال مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، ديفيد كوفرين، حول توقيع رئيس الحكومة المغربي، سعد الدين العثماني، اتفاق التطبيع مع “إسرائيل”، والذي اعتبره خطوة “شجاعة” تعبر عن “براغماتية” التنظيم الإسلامي، وفق تصريحه، لنعمل على مقاربة هذا التصريح بالبيان الصادر عن فرع نفس الحزب بمدينة فاس وكذلك جناحه الدعوي “التوحيد والإصلاح” ونربط كل ذلك بموقف “الشروق نيوز” الجزائرية، لتنكشف خيوط اللعبة التمويهية المضللة للشعب المغربي عبر إرسال رسائل حمولتها شحنة من الكذب، واستهداف لشرفاء هذا الوطن.

 

فحين يشيد كوفرين بما اعتبره “شجاعة” العثماني، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب “العدالة والتنمية” حينها، من خلال قوله في تصريح مع “هسبريس” إن توقيع العثماني على الاتفاق الثلاثي بين المغرب وإسرائيل وأمريكا يعبر عن الجهة “البراغماتية” داخل قادة التنظيم الإسلامي.

وقد كان العثماني في السابق قد برر قرار المملكة بالتطبيع بأن ذلك لن يمس ثوابت المملكة المغربية اتجاه القضية الفلسطينية و الشعب الفلسطيني، مؤكدا على أن المغرب الموحد أقدر على دعم الفلسطينيين في إشارة إلى الاعتراف بمغربية الصحراء مقابل الاتفاق مع “إسرائيل”، وقد حاول العثماني تبرير موقفه برفضه السابق للتطبيع مع الاحتلال “الإسرائيلي” في تناقض صارخ بين مواقف تؤكد ما ذهب إليه القائم بأعمال الممثلية “الإسرائيلية” بالرباط حول براغماتية ونفعية الحزب في التعاطي مع التطبيع.

 

وهكذا فبالرجوع إلى الماضي، وفي مقال نشر سنة 1996 في مجلة “الفرقان”، بعنوان: “التطبيع إبادة حضارية”، خلص سعد الدين العثماني إلى أن “التطبيع يأتي كأفضل أداة تفتق عنها المكر الصهيوني، فهو شرط يضعه في المقدمة لكل اتفاقية سلام، فلا سلام عندهم بدون تطبيع سياسي وثقافي واقتصادي، وإلا فالحرب”، لكن سبحان مبدل المصالح تحول العثماني إلى موقع للاتفاق مع “إسرائيل” وحاول آنذاك خلال رآسته للحكومة إقناع أعضاء حزبه بأن التوقيع يتجاوزه، وأنه لم يكن مخيرا في اتخاذ هذا القرار، لدرجة أنه استعان بفتوى لأحمد بن تيمية تتعلق بفصل تعارض الحسنات والسيئات، وهي الفتوى التي تعد من أكبر فتاوى القتل، والتي تلجأ من خلالها التنظيمات المتطرفة لتبرير الفعل الإرهابي، مما جعل أعضاء حزب “المصباح” يستغربون استعانته بهاته الفتوى العنيفة لتبرير قرار يهم الدولة المغربية في مضمار العلاقات الدولية.

 

إته قمة السخافة والانحطاط السياسي، حينما نجد المواقف تتبدل انطلاقا من براغماتية، وصلت حد التهديد بالاستقالة في حالة مخالفة الأعضاء لهذا التوجه.

وفي الجهة المقابلة التي تعكس سقوط الحزب السياسي الذي انعكس على مستوى السقوط في الهوية الحزبية، من خلال الرجوع إلى العزف على وثر القضية الفلسطينية ورفض التطبيع الذي كان حزب العدالة و التننمية عرابه.

بعد أن أقدم فرع الحزب بفاس مواكبة منه للملتقى الوطني الأول للصحافة والإعلام والمجتمع المدني للترافع عن القضايا الوطنية، الذي نظم بفاس، حيث عبر فريق العدالة والتنمية بالمجلس الجماعي لفاس، عما أسماه استنكاره الشديد واستهجانه ل “حالة الهرولة إلى التطبيع التي أصابت رئيس المجلس وبعض أعضاء مكتبه، في إساءة واضحة للعاصمة الروحية للمملكة”.

 

سبحان الله يسري على هاته المواقف ما عبر عنه شعبيا من خلال المثل القائل “يقتل الميت ويمشي في جنازته”، وهو ما وقع فيه ّمصباحيو” فاس، وفي ارتباط عضوي بموقع “الشروق نيوز” الجزائرية، المعادية لوحدتنا الترابية والمتخصصة في تتبع ملفات كبار المسؤولين في الدولة المغربية، وبعض المواقع الإلكترونية المغربية سنعريها هي أيضا لاحقا.

إن ما حمله البيان يعكس نوعا من السقوط الأخلاقي والانحطاط السياسي من خلال تقديم خطاب تضليل للشعب المغربي في حلم استرجاع العرش المفقود والذي أعطى الشعب بالقطع فيه حكما بالقذف إلى مزابل النسيان لما عاناه من ويلات تذبيرهم لكافة الملفات وطنيا وجهويا وإقليميا ومحليا.

 

 

 

التعليقات مغلقة.