شرعت شعبة القضاء الشامل والإلغاء بالمحكمة الإدارية الابتدائية بمراكش، يومه الخميس سادس عشر فبراير الجاري، النظر في الملف المسجل بنفس المحكمة تحت عدد 181/7115/2023، حيث قضت بتأخير البث في طلب العزل الذي تقدم به والي جهة مراكش آسفي في مواجهة، “عبد الرزاق أحلوش”، رئيس الجماعة الترابية “السويهلة” وثلاثة من نوابه، بناء على المادة 64 من القانون التنظيمي 113.14 المتعلق بالجماعات الترابية،الى الثالث والعشرين فبراير الجاري، “للمداولة”، قصد النطق بالحكم.
وكان والي جهة مراكش آسفي، قد أحال الأسابيع المنصرمة ملف “عبد الرزاق أحلوش”، رئيس الجماعة الترابية “السويهلة”، المنتمي لحزب الاستقلال، على أنظار المحكمة الإدارية قصد عزله بمعية نائبه الأول “ساعد أبو الريال”، ونائبه الثاني “عبد اللطيف الحامض”، ونائبه الخامس “سميه بوجمعة”، وذلك بسبب تورطهم في مجموعة من الاختلالات التدبيرية.
وتأتي مباشرة مسطرة العزل بحق رئيس جماعة “السويهلة” ونوابه، بعد توقيفهم عن مهامهم من طرف وزارة الداخلية على إثر تقرير أنجزته لجنة مركزية حول تورطهم في مجموعة من الخروقات المتعلقة بتدبير شؤون الجماعة المذكورة.
وبحسب المعطيات التي توصلت بها جريدة “أصوات”، فإن اللجنة التابعة للمفتشية العامة لوزارة الداخلية، والتي حلّت بجماعة “السويهلة” بناء على مجموعة من المراسلات والتقارير، وقفت على مجموعة من الاختلالات والخروقات التدبيرية التي تورط فيها الرئيس ونوابه الثلاثة.
ومن بين أبرز هاته الاختلالات التي وقف عليها أعضاء اللجنة المركزية، تلك المتعلقة بتفويت أراضي سلالية حيث اكتشفت اللجنة أزيد من أربعمائة عقد عرفي تم التصديق عليه بجماعة “السويهلة” تتعلق بتفويت أراضي سلالية للأغيار، في وقت تتحدث فيه مصادر عن سبعمائة عقد، علما أن هناك مجموعة من الدوريات موجهة لجميع الجماعات الترابية تمنع من المصادقة على مثل هذه العقود لكونها مجرمة قانونا.
وتضيف ذات المعطيات، أن اللجنة وقفت على تورط الرئيس نفسه في اقتناء أرض سلالية بواسطة عقد عرفي تمت المصادقة عليه بالجماعة التي يرأسها، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل إن الرئيس عمد إلى تقسيم وتجزيء تلك الأرض قبل أن يعمد إلى بيعها على شكل بقع، مما يكشف عن تورطه في التجزيء السري، يضاف إلى هذه الخروقات تسليم الجماعة للمئات من رخص الربط غير القانونية بالماء والكهرباء.
و أكدت بعض المصادر، أنه من المرجح جدا إحالة ملف رئيس جماعة “السويهلة” ونوابه على محكمة جرائم الأموال، نظرا لخطورة الاختلالات التي تم الوقوف عليها من طرف لجنة التفتيش التابعة لوزارة الداخلية.
ويشار إلى أن عددا من الأعضاء بالمجلس الجماعي للسويهلة كانوا قد تقدموا بشكاية إلى رئاسة النيابة العامة بالرباط، يطالبون من خلالها بالتحقيق في مجموعة من الخروقات التدبيرية التي تعرفها الجماعة، ومن ضمنها تعبيد مئات الكيلومترات من الطرق بتراب الجماعة دون احترام المعايير الفنية والتقنية، وعدم طلب مواكبة مديرية التجهيز والنقل رغم وجود اتفاقية تنص على ذلك، وهي الشكاية التي فتحت في شأنها النيابة العامة تحقيقا.
يذكر أن، “أحلوش”، كان قد تولى رئاسة جماعة “السويهلة” بألوان حزب “العدالة والتنمية” عقب فوزه في الانتخابات المحلية لعام 2015، قبل أن يعيد انتخابه رئيسا للجماعة المذكورة في الثامن من شتنبر 2021 بألوان حزب الاستقلال، كما انتخب برلمانيا باسمه عن دائرة المنارة.
التعليقات مغلقة.