في لحظة فارقة في تاريخ النزاع حول الصحراء الغربية، ألقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطابًا تاريخيًا في البرلمان المغربي، حيث أعرب فيه عن دعم فرنسا الصريح لسيادة المغرب على أراضيه. هذا الموقف الذي يعكس تحولاً كبيرًا في السياسة الفرنسية أظهر بوضوح مدى المأزق الذي تواجهه جبهة البوليساريو، وكشف عن ضغوط جديدة على مشروعها الانفصالي.
ردت جبهة البوليساريو بشكل متشنج على ما قدمه ماكرون، حيث أصدرت بيانًا يعتبر هذا الموقف “مخزٍ ومنافٍ لميثاق الأمم المتحدة”. غير أن هذا الرد لا يمكن أن يخفي التناقض في موقف الجبهة، التي تدعو إلى احترام القانون الدولي، بينما تتجاهل أو تتقاعس عن الاعتراف بتزايد دعم المجتمع الدولي لمغربية الصحراء.
تُظهر مواقف البوليساريو العدائية تجاه التحركات الداعمة للمغرب عجزها عن التعامل مع الواقع الجديد. إن تزايد الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء بات يعكس انهيار مشروعها الانفصالي أمام أعين المجتمع الدولي. بدلاً من السعي إلى تقديم حلول بناءة تنهي المعاناة الإنسانية في المخيمات، يبدو أن الجبهة تفضل اللجوء إلى لغة التهديد والتخويف، مدعيةً أن موقف ماكرون سيساهم في زيادة التوتر واللا استقرار في المنطقة.
علما أن البوليساريو لطالما حاولت تحميل فرنسا مسؤولية عدم تحقيق حل النزاع، إلا أن هذا الخطاب لم يعد مقبولاً. فالمغاربة في الصحراء يعيشون في وطنهم، ويتمتعون بالأمن والتنمية، بينما تستمر الجبهة في استغلال الوضع في مخيمات تندوف دون تقديم أي بدائل واقعية لشعوبها.
إن المواقف التصعيدية لجبهة البوليساريو تجاه الدول الداعمة لمغربية الصحراء تكشف عن إفلاسها السياسي. في ظل واقع يتغير بسرعة، باتت الجبهة تدرك أن المجتمع الدولي لم يعد يتساهل مع الأطروحات الانفصالية القديمة، مما يضعها في موقف صعب وسط حالة من الإحباط والعزلة المتزايدة
التعليقات مغلقة.