أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

أزمة الماء بتازة.. العطش يطرد السكان من قراهم

جريدة أصوات

في عمق إقليم تازة، وتحديدا في جماعات كزناية الجنوبية، اجبارنة، تيزي وسلي، والعديد من دواوير دائرة أكنول، يعيش السكان على وقع أزمة عطش خانقة حولت حياتهم اليومية إلى معاناة متواصلة. صنابير المياه جفت منذ وقت، وتحولت من مصدر للأمل إلى أنابيب بلا روح، لا تروي ظمأً ولا تحفظ كرامة.

هذه الأزمة المتفاقمة تهدد الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة، بعدما اضطرت العديد من الأسر إلى النزوح نحو مناطق أخرى بحثًا عن ماء، فيما يكابد من تبقى ظروفا صعبة تحت حرارة الصيف وجفافٍ يستشري عامًا بعد آخر، في غياب حلول ملموسة من الجهات المسؤولة.

“الوعود لا تشرب”… هكذا تختصر الساكنة إحساسها بخيبة الأمل، بعد أن سئمت من الخطابات الرسمية والتصريحات المتكررة التي لا تسمن ولا تغني من عطش. المواطنين يطالبون بتدخل فوري وجدي يراعي الكرامة الإنسانية ويواكب التغيرات المناخية القاسية التي تعصف بالمنطقة.

وفي البرلمان، بدأ الملف يطفو على السطح من جديد، بعدما أعلن عدد من النواب نيتهم مساءلة وزير الماء حول التدابير العاجلة التي تنوي الحكومة اتخاذها. لكن يبقى السؤال الحاسم: هل ستترجم هذه المبادرات إلى أفعال حقيقية أم ستبقى حبيسة الكلام؟

تازة اليوم لا تحتاج إلى شعارات رنانة، بل إلى حلول عملية وطارئة: صهاريج متنقلة، شبكات توزيع فعالة، ومخططات تنموية تعيد الحياة إلى القرى التي تواجه خطر الإفراغ والنسيان، قبل أن تضاف بصمت إلى خارطة المناطق المنكوبة في هذا الوطن.

التعليقات مغلقة.