البرلمان الإسباني يناقش إلزام حكومة مدريد بالتراجع عن دعم الحكم الذاتي في الصحراء فهل سينجح؟

موعد البرلمانيين الإسبان، يوم الأربعاء المقبل، مع مناقشة طرح “الحزب الشعبي” المعارض، المطالب بتراجع حكومة بيدرو سانتيش، عن دعم مقترح الحكم الذاتي لحل النزاع في الصحراء، فهل تفلح المعارضة في قلب الحساب السياسي وتعهدات مدريد أمام الرباط؟.

الخبر أوردته مجموعة من وسائل الإعلام الإسبانية وضمنها “وكالة أوروبا برس” والتي أفادت أن “الحزب الشعبي” المعارض قد تقدم بورقة تتضمن مناقشة للسياسة الخارجية لمدريد، والتي تحضر فيها الحرب الروسية-الأوكرانية، والموقف من الصحراء المغربية من خلال طرحين، الأول يطالب حكومة مدريد بالتراجع عن دعم مقترح الحكم الذاتي المقدم من طرف المغرب كحل لنزاع الصحراء، والثاني المطالب بفرض التأشيرة على الراغبين في زيارة مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين من قبل الإسبان.

ففي الملف الأول يضع “الحزب الشعبي” الحكومة موضع مساءله فيما يخص تغيير موقفها 180 درجة اتجاه قضية الصحراء المغربية، والذي جاء في الرسالة التي بعث بها رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانتيش، إلى العاهل المغربي محمد السادس نصره الله في شهر مارس/آذار الماضي، والتي عبر من خلالها عن دعمه لمقترح الحكم الذاتي المقترح من طرف المغرب، معتبرا إياه الإطار الواقعي المقبول لحل الأزمة.

ويهدف “الحزب الشعبي” من وراء ورقته هاته تحقيق أغلبية برلمانية لإسقاط موقف حكومة مدريد، أو ما وصفه الحزب في رسالته ب”استعادة السياسة الخارجية للدولة، حيث تعمل الحكومة بصوت واحد وتحتفظ بحوار دائم مع المجموعات البرلمانية في البرلمان، ولا سيما مع الحزب الذي يقود المعارضة ”مقدما في هذا الشأن توصية تطالب حكومة مدريد بالتراجع عن موقفها الداعم للمقترح المغربي المقدم كأرضية لحل قضية الصحراء المغربية.

ويهدف “الحزب الشعبي” من خلال ورقته هاته إلى الزيادة في تعميق الانشقاق داخل حكومة مدريد، واللعب على ورقة حزب “بوديموس” الذي يشكل جزءا من التحالف الحكومي والمعارض لموقف الحكومة، فيما يؤيد الاشتراكيون موقف “بيدرو سانتيش”.

أما الورقة الثانية المقدمة من طرف “الحزب الشعبي” فتقول بضرورة تعميم التأشيرة على جميع المغاربة الراغبين في زيارة مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، مع تسهيل الحصول عليها، والتماس لجعل المدينتين جزءا من فضاء شينغن الأوروبي، لكن دون أن يعني ذلك حق الحاصلين على التأشيرة بالتنقل إلى إسبانيا أو أوروبا بحرية بحرا أو جوا.

وللإشارة فقد كانت إسبانيا تعفي ساكنة إقليم تطوان المحاذي لسبتة، وإقليم الناظور المحاذي لمليلية من الإدلاء بالتأشيرة.

 

موقف “الحزب الشعبي” لم يكن مفاجأ فقد أتى مباشرة بعد قيام أمينه العام، نونييث فييخو، بزيارة لمدينة سبتة المحتلة، الثلاثاء الماضي، بالتزامن مع فتح الحدود بين المغرب وإسبانيا.

وسبق للحزب الشعبي أن قدم مقترحا مماثلا جرى التصويت عليه يوم 7 أبريل الماضي، يرفض قرار رئيس الحكومة دعم القترح المغربي للحل، والجديد هذه المرة هو مطالبة مدريد بالتراجع عن قرارها.

ويذهب الحزب الشعبي وزعيمه، نونيث فييخو، أبعد من ذلك حيث ربط بين تغيير موقف مدريد، ودعم “سانتيش” لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، وما أسماه “فييخو” بفرضية حصول المغرب بواسطة نظام “بيغاسوس” على معلومات من هاتف رئيس الحكومة الإسبانية.

وستكون جلسة الأربعاء مفصلية في استمرار التحالف الحكومي، خاصة وأن “الحزب الشعبي” يحظى بدعم الأحزاب القومية في “كتالونيا” و”الباسك”.

التعليقات مغلقة.