في مشهد يومي يتكرر، يجتمع رجال ونساء وأطفال وشباب المغرب في مختلف أنحاء البلاد، يتأملون السماء في انتظار الغيث الذي يحيي الأرض ويعيد الحياة إلى القرى والمدن. بأيدي مرفوعة وكلمات دعائية تتردد على الألسن، يتوجه هؤلاء المواطنون إلى الله، يدعون: “اللهم اغثنا، اللهم اسق عبادك وبهيمتك، واغسل الأرض برحمتك”.
تشهد المملكة المغربية هذا العام أوقاتًا صعبة نتيجة الجفاف الذي أثر على المحاصيل الزراعية وأدى إلى نقص المياه. في ظل هذه الظروف، تتزايد الآمال في رحمة السماء. يعبر هذا التضرع الجماعي عن حجم المعاناة التي يواجهها المزارعون والسكان على حد سواء ويعكس عمق الروابط الاجتماعية التي تجمعهم.
إن تأثير الجفاف لا يقتصر فقط على الزراعة، بل يمتد ليشمل الحياة اليومية للسكان، من حيث توفر المياه وما يؤثر عليه من أنشطة اقتصادية. ومع ذلك، فإن الإيمان بقدرة الله وكرمه يظل راسخًا في قلوب الناس الذين يرون في كل دعاء منفذًا للأمل وتجديدًا للأرواح.
يتطلع الجميع إلى تحسن الأوضاع. مدركين تمامًا أن الماء عنصر الحياة. ويعكس هذا الموقف الجماعي، ليس فقط الإيمان والشجاعة. وإنما أيضًا التكاتف والتعاون بين جميع فئات المجتمع. فالأمل يبقى حياً في القلوب، مع انتظار الغيث الذي سيعيد الحياة للبلاد.
في النهاية، يُظهر هذا التضرع اليومي قوة الإيمان والشعور بالمسؤولية الجماعية تجاه البيئة والحياة، ويعلمنا أن الأمل دائمًا موجود. حتى في أصعب الظروف .
التعليقات مغلقة.