هل أزف الوقت لنقول: كـــــــــــــــــــــــــــــــــــــفى ؟!!

عبد الإله بسكمار
للأسف الشديد وجدنا فراغا مهولا في الكتابة والتأريخ لهذه المدينة العريقة تازة السيئة الحظ وإقليمها المجاهد، فباستثناء كتابين ( ” أضواء على ابن يجبش التازي” لأبي بكر البوخصيبي و”علي بن بري التازي إمام القراء المغاربة ” للحاج امحمد الامراني) وثلاثة أطاريح جامعية ظلت في متناول قلة قليلة من الباحثين، فإن الجمود والفراغ كانا سيدي الموقف، رغم أن تازة ذُكرت في المصادر التاريخية والمراجع ذات العلاقة، وورد وصفها والتعرض لرجالاتها وعمرانها وأحداثها ( كُتبت أحيانا بتاء التأنيث المربوطة تازة وأحيانا كتبت تازا بالألف الممدودة وأحيانا ثالثة كتبت تازى بالالف المقصورة ) ذُكرت عند العديد من المؤرخين كابن خلدون وابن مرزوق وابن الخطيب وليون الإفريقي وغيرهم كثير، كما اهتم بها الفرنسيون بمختلف نزعاتهم السياسية والفكرية ومجالات اشتغالهم، وزاد في الطين بلة ثقافة ” السَْناطحْ “وسأكتب عنها بحول الله ومضمنها باختصار الافتراء والكذب وإلصاق أحداث ومواقف لا علاقة لها بتازة، بل ويخجل الإنسان من الإدلاء بها لأنها تفتقر إلى الوثائق والحجج والمستندات الضرورية لعملية التأريخ، كالقول مثلا بأن ابن بطوطة دُفن بتازة إيه والله ( علما بأن الثلاثين سنة الأخيرة من حياته غامضة تماما ولايُذكر سوى أنه تولى القضاء بتامسنا وحتى ضريحه بطنجة عليه ألف سؤال وسؤال ) ونذكر هنا خرافة مضحكة مبكية هي ” من مدينة تازة إلى قرية فاس” التي نُسبت زورا وبهتانا وكذبا إلى ابن الخطيب وهو منها براءهههههه، فضلا عن أنها من أسخف وأهزل وأحقر ما قيل وروج في حق المدينتين الحاضرتين ( وهما بالطبع لا تستأهلان هذه الوضاعة ) وهناك النزول المزعوم لابن بطوطة بتازة وحديثه عن رحلته في المصلين بالجامع الأعظم وأن درب الصيني منسوب إليه ( هاكياودي ؟؟؟ فوقاش وفاين ؟ فالكدية دعبوهههههه ولا فكردوسة ههههه ؟ والدرب المعني يوجد بالحي الشمالي لتازة العتيقة وهو منسوب على الأرجح لقطبين صوفيين تازيين كانا يسميان الصيني ولا يتميزالدرب بأي شيء يذكر ) وقصة أول مظاهرة وطنية ( عرفتها فاس لا تازة وهذا للتاريخ والموضوعية ) وتعاون الفقيه الزرهوني مع الفرنسيين، ولذا استشعرنا مسؤولية جسيمة لتصحيح هذا الوضع المزري والكارثة أن المتخصصين أنفسهم ( أساتذة المادة مثلا ) لم يجرؤوا على الاقتراب من موضوع تاريخ وأعلام تازة وذلك طيلة عقود من السنين، إما خوفا أو خجلا أو نتيجة لضعف معرفي ومنهجي فتركوا للطفيليات الساحة فارغة وهو أمر خطير نتج عنه الفراغ المذكور وتسلط من لا معرفة ولا منهجية له على تاريخ تازة تشويها وكذبا وافتراء ، ولكن الآن بدأت الصورة تتغير ولله الحمد وآن الأوان وحان الوقت أن نقول: كفى ….ياقوم، جاء الوقت لأبناء تازة ومثقفيها المزودين بالمناهج الحديثة والمعرفة التاريخية الموضوعية، أن يقولوا كلمتهم ويشطبوا نهائيا على هؤلاء الخفافيش والفقاعات التي كانت كارثية على تازة وتاريخها المتشعب المجيد، فإذا اجتهدنا وأصبنا فلنا أجران وإذا اجتهدنا وأخطأنا فحسبنا أجر الاجتهاد ( وخُلق الإنسان ضعيفا ) ولعل في ذلك استجابة نبيلة وموضوعية لنداء المؤرخ الراحل عميد الديبلوماسية المغربية عبد الهادي التازي حينما صرخ في التازيين والتازيات ” على أبنـــــــــــــــــــاء تـــــــــــــازة أن يكتـــــــــــــبوا تـــــــــــــــــاريخ مدينـــــــــــــــتهم ”

التعليقات مغلقة.