الجزائر: الجمعة 1 من الاحتجاجات بعد إلغاء الرئاسيات

تستعد الحركة الاحتجاجية في الجزائر ليوم الجمعة 16 على التوالي، للخروج في تظاهرة جديدة هي الأولى منذ إلغاء الانتخابات الرئاسية، لكن السلطة جددت تأكيدها على ارادة تنظيم انتخابات على المدى القصير.

الشرطة الجزائرية انتشترت منذ صباح يوم الجمعة بكثافة وسط العاصمة الجزائر حيث بدأ المئات من المتجين التجمع وسط العاصمة ، مرددين شعارات تطالب برحيل الرئيس بالنيابة، عبد القادر بنصالح والجنرال احمد قايد صلاح الذي صار الذراع الايمن للرجل القوي في البلاد منذ تنحي بوتفليقة عن السلطة يوم 2 ابريل 2019.

فبعد رحيل رئيس الوزراء أحمد أويحيى الذي لا يحظى بشعبية، والتخلي عن ولاية خامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة واستقالة الأخير بعد 20 عامًا من الحكم، حقق المتظاهرون مرة أخرى أحد مطالبهم بإعلان المجلس الدستوري في 2 حزيران/يونيو “استحالة” إجراء الاقتراع لعدم وجود مرشحين جادين.

لكن هل يعد إلغاء الانتخابات انتصار للحركة الاحتجاجية؟ “نعم ولا”، تجيب داليا غانم يزبك الباحثة في مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت، وكالة فرنس برس. “نعم، بمعنى أن (الانتخابات) لن تجرى، هذا ما يريده الشارع، (…) لأنه من الناحية اللوجستية، من المستحيل تنظيمها”.

ولايزال بن صالح متمسكا بنتظيم انتخابات “في أقرب وقت ممكن” لاختيار خليفة لبوتفليقة، كما جاء في خطابه الخميس في حين يرفض المحتجون مبدأ الانتخاب دون رحيل كل رموز النظام السابق، وبينهم بن صالح وقايد صالح.

استيقظوا

من الصعب معرفة الخطوة التالية التي ستقوم بها السلطة التي يبدو أنها تسير دون تحديد الطريق منذ بداية المظاهرات.

وقالت داليا غانم يزبك “أعتقد أن السلطات ترتجل (…) لا توجد حلول على المدى الطويل وعلى عكس ما اعتقد الحكام (الجزائريون) في البداية، لم تتراجع حركة”الاحتجاجات.

كما أن الطريقة التي يعتزم بها الجيش حل الأزمة إذا استمرت التعبئة، تثير الآن الكثير من الأسئلة. وإذا كان بن صالح تحدث الخميس للمرة الثالثة منذ توليه منصبه في 9 نيسان/أبريل ، فقد تحدث الفريق قايد صالح اثنى عشرة مرة خلال نفس الفترة. لذلك فمن الواضح ان الجيش هو الذي يقود البلد.

وقالت داليا غانم يزبك إن “الخيارات” المتاحة الآن للسلطة “محدودة”، مشيرة إلى أن “الحلول العقابية تهد دائمًا خيارًا في أوقات الأزمات السياسية وخاصة عندما لا ترغب الجهات الفاعلة بما في ذلك الجيش في التخلي عن السلطة”. وأضافت “لننظر إلى ما حدث في السودان”.

ولا يغيب عن أذهان الجزائريين القمع الدموي الذي حدث في الأيام الأخيرة في السودان حيث دفعت حركة الاحتجاج المماثلة المضادة للنظام الرئيس عمر البشير إلى الرحيل لتجد نفسها في مواجهة الجيش.

ونشر احد المدونين على تويتر صورة لقمع الجيش للمتظاهرين في السودان. وكتب “لأولئك (…) الذين يدعون للتفاوض مع الجيش” في الجزائر “استيقظوا (…) لا يمكن التفاوض مع الجيش أبدا”، وكان ذلك ردّا على دعوة قايد صالح إلى “الحوار” وإلى تقديم “تنازلات متبادلة”.









التعليقات مغلقة.