أعراض وتشخيص مرض التصلب اللويحي sclérose en plaques

جريدة أصوات : إعداد مبارك أجروض

التصلب اللويحي sclérose en plaques هو مرض يؤدي في كثير من الأحيان إلى الإنهاك، إذ يقوم جهاز المناعة في الجسم بإتلاف الغشاء المحيط بالأعصاب الذي يقوم في الواقع بوظيفة حمايتها. هذا التلف أو التآكل للغشاء يؤثر سلبا على عملية الاتصال ما بين الدماغ وبقية أعضاء الجسم. وفي نهاية المطاف، قد تصاب الأعصاب نفسها بالضرر، وهو ضرر غير قابل للإصلاح.

ويعتبر التصلّب العصبي اللويحي، من أمراض المناعة الذاتية، ويصيب الجهاز العصبي المركزي، بحيث يهاجم الجهاز المناعي الخلايا الصحية في الجسم. وهذا المرض يؤثر على نوعية حياة المصاب، وقد يعطلّها.

لا يُوجد علاج لمرض التصلب العصبي اللويحي، لكن بعد تشخيص المرض، يمكن معالجة أعراضه، والتكيّف مع أنماط الحياة الجديدة.

* أسباب مرض التصلب اللويحي

ويبدأ المرض عندما يهاجم الجهاز المناعي للشخص أغطية الألياف العصبية في جميع أنحاء الجسم. وتُسمى هذه الأغماد العصبية الواقية “الميالين”، وهي تساعد على التواصل بين الأعصاب.

وعندما يختفي الميالين، فإنه يكشف الأعصاب، مما يتسبب ببطء التواصل بين الخلايا العصبية. وترتبط العلامات والأعراض بمدى الضرر الذي حصل. ويعتقد الباحثون أن المرض ناتج عن عوامل بيئية وجينية، لكن السبب الأساسي غير معروف.

* المعرضون للتصلب اللويحي

وهناك العديد من عوامل الخطر المرتبطة بالتصلب اللويحي، التي قد تعرض الناس لخطر متزايد، وفقاً للمكتبة الوطنية للطب.

ويحدث هذا بشكل أكثر شيوعاً عند النساء في بلاد القوقاز، واللواتي تتراوح أعمارهن بين 20 و40 عاماً. ورغم من الاشتباه بأن الجينات تؤدي دوراً في خطر الإصابة بالتصلب اللويحي، إلا أن نمط الوراثة غير معروف.

ومع ذلك، يمكن تقليل الخطر المحتمل من خلال تغيير بعض العادات، مثل الإقلاع عن التدخين، والحصول على مستويات كافية من فيتامين D. وتظهر الدراسات أن المدخنين لديهم خطر الإصابة بالتصلب اللويحي، أكثر من غير المدخنين بمقدار 1.5  مرة.

* أعراض التصلب اللويحي

نظراً لأن المرض يتسبب بالتهاب العصب البصري، وهي حالة تُعرف باسم التهاب العصب البصري، فمن المحتمل أن ينتج عنه ألم وفقدان البصر في العين المصابة. وقد يكون ذلك من أولى علامات مرض التصلب العصبي اللويحي، أو أنها قد تظهر لاحقاً.

وتشمل الأعراض الأخرى:

ـ ضعف الرؤية
ـ الخمول
ـ فقدان وظائف المثانة والأمعاء
ـ تصلّب العضلات
ـ خدر وضعف الأطراف
ـ الاكتئاب

وأعراض أخرى مثل ظهور ألم يشبه الصدمات الكهربائية عندما يتم تحريك الرقبة.

* تشخيص مرض التصلب اللويحي

غالباً، ما يُشخص هذا المرض عن طريق استبعاد الحالات الأخرى. ومن الأدوات الأساسية لتشخيص المرض التصوير بالرنين المغناطيسي MRI، حيث يبحث الأطباء عن بقع بيضاء مشرقة تشير إلى نشاط المرض في الدماغ والنخاع الشوكي، وقد ينظروا أيضاً إلى الأماكن الأخرى ذات الصلة، مثل العصب البصري. ويمكن أيضاً إجراء تحليل على عينة من سائل النخاع الشوكي، للبحث عن بروتينات غير طبيعية فيه.

* علاج التصلب اللويحي

خلال فترات التدهور الحاد في الأعراض، والتي تُعرف بالتفاقم أو الانتكاس، يمكن للمنشطات علاج الأعراض. وتساهم الأدوية التي تُعرف بالعلاجات المعدلة للأمراض، بخفض عدد الانتكاسات وشدتها.

وعادة، ما تُوصف مرخيات للعضل لعلاج التصلب المصاحب للتصلب اللويحي. وتتم مراقبة المرضى عن كثب بسبب الآثار الجانبية المحتملة للعلاج، مثل الأعراض الشبيهة بالأنفلونزا، وردود الفعل في موقع الحقن.

ويختلف تطور المرض ومتابعته الطبية من مريض لآخر. وقد يعاني بعض الأشخاص الذين يُصابون به من فترات طويلة من الهدوء أو عدم ظهور أعراض مرضية، وقد يكون لدى الآخرين العديد من الأعراض الشديدة للمرض، لدرجة أنهم يفقدون القدرة على المشي دون مساعدة.

في حين أن هذا المرض يمكن أن يغير الحياة، إلا أن العلاج الطبيعي وبعض الوسائل مثل العصي والآلات المساعدة على المشي يمكن أن تحسن من القدرة على أداء الأنشطة اليومية. هناك أيضاً اعتبارات خاصة لمنع التعب، بما في ذلك تجنب الحرارة والنشاط المفرط.

وفقاً للمعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية، التصلب اللويحي يمكن أن يكون قاتلاً، ومع ذلك، فإن معظم المرضى يتأثرون بشكل خفيف، وقد تحسن متوسط العمر المتوقع للإصابة في السنوات الأخيرة.

التعليقات مغلقة.