بعض الأحكام غير الصحيحة عن لقاحات Covid-19..

اعداد مبارك أجروض

على مدار الأشهر الماضية ظل العالم يحبس أنفاسه انتظارا لبارقة أمل في نهاية النفق المظلم للخروج من أزمة Covid-19، وسط فترات من الحجر والقيود المشددة وما لذلك من تداعيات اقتصادية واجتماعية. وأخيرا بدأ الجميع يتنفس الصعداء مع ظهور لقاحات تعد بالأمل في عودة الحياة لطبيعتها. لكن هل حقا لهذه اللقاحات القدرة على إعادة الحياة بالفعل لتُطوى بذلك تلك الصفحة القاتمة من تاريخ البشرية ؟ لقد شهد العالم ومعه بلدنا المغرب، صراعات بين الفاعلين والمتدخلين وأحيانا حتى بين المواطنين، نقاشات أدت إلى تقسيم المواطنات والمواطنين بين مشكك في اللقاح وطاعن في العملية برمتها حتى أن هناك من ذب بعيدا في اتهام Covid-19 بالمؤامرة..

لم تكن العقبات العلمية هي الوحيدة التي اعترضت طريق إنتاج لقاحات مضادة لوباء Covid-19، فبعد تطويرها وطرحها في حملات تطعيم في عدد كبير من دول العالم، ظهرت مشكلة “الشكوك”. ومع توالي أخبار إجازة العديد من اللقاحات في الشرق والغرب أواخر عام 2020، بدا أن الأمر شكل ضوءً في آخر النفق، لكن بعد ذلك، بدأت موجة تشكيك في اللقاحات، التي يقول خبراء الصحة إن لا أساس لها من الصحة، بحسب سكاي نيوز نقلاً ظهرت مشكلة soupçons عن صحيفة “هافنغتون بوست. حيث سلطت الصحيفة الضوء على ما اعتبرته Les 7 désinformation بلا أسس بشأن اللقاحات المضادة لCovid-19، وأبرزت رد العلماء عليها:

* غلبة السرعة في إنتاج اللقاحات الشيء الذي يجعلها غير آمنة

بالفعل كان إنتاج اللقاحات بسرعة غير مسبوقة، لكن هذا لا يعني أن العلماء تجاوزوا الخطوات العلمية اللازمة. وتقول خبيرة الأمراض المعدية ليندا يانسي إن ما جرى ليس استعجالا، مشيرة إلى أن “مصنعي اللقاحات والحكومات أزالوا العديد من الإجراءات البيروقراطية التي كانت عادة ما تبطئ عملية تطوير وإنتاج اللقاح”.

ولفتت الانتباه إلى أن اللقاحات مرت بالخطوات اللازمة، أي التجارب السريرية 3 مرات، ونشر النتائج ثم بدء الإنتاج، والسلطات في الولايات المتحدة تراقب سلامة اللقاح بعد توزيعه سعيا وراء مزيد من الاطمئنان.

* اللقاح سيؤدي إلى الإصابة بالوباء

لا تحتوي لقاحات Pfizer Bionic وModerna على الفيروس المعطل، كما أن اللقاحات الأخرى التي تعتمد أسلوب الفيروس المعطل أثبتت قدرتها في مواجهة الفيروس، ولم يثبت أنها أدت إلى الإصابة به.

ومنبع هذا الاعتقاد الخاطئ هو أن الناس قد يشعرون بالتوعك بعد تلقي التطعيم، لذلك يظنون أنهم أصيبوا بالفيروس، وهو أمر شائع مع الذين تلقوا لقاحات ضد أمراض أخرى مثل الإنفلونزا. وقالت يانسي إنه من الطبيعي الشعور ببعض الأعراض بعد تلقي اللقاح مثل الألم في الذراع، وذلك بسبب الاستجابة المناعية للجسم.

* اللقاح يغير الـADN الخاص بالفرد

تستخدم بعض اللقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال  ARN messager(ARNm) ، وهي تقنية تدفع خلايا الجسم إلى إنتاج أجسام protéines collantes الموجود على سطح الفيروس، ما يؤدي إلى استجابة مناعية تحمي من العدوى. لكن هذه التقنية لا تتفاعل مع الحمض النووي لمتلقي اللقاح.

وترى كبيرة مسؤولي علم الأوبئة في مستشفى جامعة فلوريدا نيكول إيوفين، أن “هذا الأمر من بين الأشياء التي نسمعها يوميا، غير أن هناك عددا من الأسباب التي تمنع ذلك، فالحمض النووي محمي بغشاء يمنع أي شيء من الدخول إليه بسهولة”. وأضافت أن “اللقاح يذهب إلى الجزء الخارجي من خلايانا الذي يسمى cytoplasme، ولا يدخل إلى النواة (حيث توجد المادة الوراثية)”.

* اللقاح يسبب العقم

توصي الكلية الأميركية لأطباء التوليد وأمراض النساء بأن تحصل الحوامل أو المرضعات أو اللواتي يفكرن في الحمل على لقاح Covid-19، رغم عدم إجراء تجارب على وجه التحديد على هذه الفئة.

ويؤكد الخبراء أنه لا يوجد دليل على الإطلاق على أن التطعيم يسبب العقم، وترى يانسي أن الأمر “محض كذبة، غالبا ما ينشرها النشطاء المناهضون للتطعيم باللقاحات المختلفة”. وفي الواقع، قد يكون التطعيم ضد الوباء مهما للأمهات وأطفالهن، لكن المشكلة كانت في أن التجارب السريرية استبعدت الحوامل منها.

* المتعافون من Covid-19 عليهم أخذ اللقاح

تقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، إن أي شخص أصيب ب Covid-19وتعافى منه يفضل أن يتلقى اللقاح، لكن بعد أشهر. وتضيف أن الإصابة بالعدوى مجددا خلال 90 يوما بعد التعافي أمر مستبعد للغاية، لكن هذا لا يعني عدم الحاجة لتلقي اللقاح، إلا أنه يفضل التريث بضعة أشهر قبل اتخاذ هذه الخطوة.

ويرجع ذلك إلى أنه لا يزال هناك الكثير من الأسئلة حول المدة التي تستغرقها المناعة الطبيعية التي يكتسبها الجسم بعد الإصابة بالمرض، وكذلك مدى قوتها.

* التطعيم يعني أن الإصابة مستحيلة

يستغرق اللقاح وقتا حتى يصبح فعالا، فغالبية اللقاحات التي تمت إجازتها حتى الآن تؤخذ على جرعتين متباعدتين تصل المسافة بينهما إلى 21 يوما، وحتى بعد ذلك هناك حاجة لـ28 يوما حتى يُكون الجسم المناعة، وهذا يعني ضرورة أخذ جميع الاحتياطات خلال هذه الفترة.

* ردود الفعل الشديدة شائعة

 بالفعل هناك ردود فعل تحسسية لتلقي بعض اللقاحات، لكن هذه الأعراض نادرة ولم تتجاوز 21 حالة من بين 1.8 مليون جرعة تم توزيعها من لقاح Pfizer Bionic في الولايات المتحدة. وقالت يانسي: “في هذه المرحلة، سيكون حدوث رد فعل تحسسي شديد تجاه هذا اللقاح أقل من بنسبة 1 في المليون”.

 

التعليقات مغلقة.