الدورة الشهرية الرجولية

إعداد د. مبارك أجروض

نعلم جميعًا بأمر دورة الطمث والدورة الشهرية بالنسبة للمرأة، لكن هل تساءلنا الدورة الشهرية عند الرجل ؟ في الواقع نجد تأثير التغيرات الهرمونية على نشاطات الرجل اليومية، وأعراض متلازمة الرجل العصبي التي تشبه أعراض ما قبل انقطاع الطمث عند السيدات التي ترتفع في الصباح وتهبط في المساء كما أنها تختلف من يوم لآخر، ولكن ليس لها نمط دوري منتظم كما هو موجود عند النساء وتنخفض أيضا مع تقدم العمر. وهذه التقلبات الهرمونية قد تسبب أعراضا تحاكي أعراض متلازمة ما قبل الطمث (PMS)، بما في ذلك الاكتئاب، والتعب، وتقلب المزاج.

* الرجال والدورة الشهرية

هل تلك التقلبات الهرمونية التي ذكرناها عند الرجال منتظمة بما يكفي لتسميتها بالدورة الشهرية الذكورية ؟ نجد الطبيب النفساني جيد دايموند Jed Diamond، الذي صاغ مصطلح “متلازمة الذكور المزعجة” (Irritable Male Syndrome IMS) في كتابه الذي يحمل الاسم نفسه، لوصف هذه التقلبات الهرمونية والأعراض التي تسببها، على أساس أنها ظاهرة بيولوجية حقيقية لوحظت لدى الكباش، وهو يعتقد أن الرجال يعانون من دورات هرمونية نتيجة تقلبات الهرمون الذكوري تسبب أعراضا مزعجة تشبه أعراض متلازمة ما قبل الطمث أو ما يعرف عند النساء بـ”الدورة الشهرية”، وهذا هو السبب في وصف هذه الدورات بأنها “الدورة الذكورية”، غير أنها ليست منتظمة أو تتكرر بشكل شهري كما هي عند النساء، عندما تتغير الهرمونات الأنثوية صعوداً وهبوطاً بشكل دوري شهرياً لتنظيم عملية الإباضة وإعداد الرحم لاستقبال البويضة المخصبة. وهذه التغيرات سماها دايموند بـ”متلازمة الذكور المزعجة”، والتي ما زال العلماء يختلفون في ما بينهم على حقيقتها.

* سبب متلازمة الذكور المزعجة Syndrome masculin ennuyeux

متلازمة الذكور المزعجة IMS هي نتيجة لتأرجح الهرمونات، خاصة هرمون التستوستيرون، فالتستوستيرون يلعب دورًا مهمًا في السواء البدني والعقلي لدى الرجال، ويعمل جسم الإنسان على تنظيم مستوياته، ولكن هناك عوامل متعددة يمكن أن تتسبب في تغير مستويات التستوستيرون، وهو ما قد يؤدي إلى أعراض غير عادية. وتشمل العوامل التي تغير مستويات التستوستيرون ما يلي:
ـ العمر.. حيث تبدأ مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال بالانخفاض في سن 30.
ـ الضغط العصبي.
ـ التغيرات في النظام الغذائي أو الوزن.
ـ المرض، وقلة النوم، واضطرابات الأكل.

إن هذه العوامل بمفردها يمكن أن تؤثر على صحة الرجل النفسية، ما يعني أن التغيرات المزاجية تحدث بسبب انخفاض مستويات التستوستيرون، وأيضاً بسبب العوامل التي ساهمت في حدوث الانخفاض.

* أعراض متلازمة الذكور المزعجة  SME

أعراض “متلازمة الذكور المزعجة” تشبه بعض الأعراض التي تعاني منها النساء خلال الفترة التي تسبق الحيض أو أثناءه، ولكنها لا تتبع نظاما دوريا كما تكون عند النساء، فلا تحدث الأعراض بشكل منتظم، وقد لا يكون لها نمط معين. وقد تتضمن أعراض المتلازمة الإعياء، الارتباك أو الضبابية العقلية، الكآبة، الغضب، الاحترام المتدني للذات، انخفاض الرغبة الجنسية، القلق وفرط الحساسية.

* التعامل مع التغيرات في مستويات هرمون التستوستيرون

يعتمد التصرف السليم على فهم الأعراض؛ فبعض هذه الأعراض قد تكون نتيجة لنقص مؤقت في مستويات التستوستيرون وبالتالي تتحسن مع تحسن مستوياته بشكل طبيعي، فإذا كانت الأعراض مؤقتة، ولا تؤثر في جودة حياتك فأنت لا تحتاج لعلاج المستويات المنخفضة من الهرمون والمستمرة التي ينخفض الهرمون انخفاضاً كبيراً ومستمراً، ما يؤدي لاستمرار الأعراض بصورة تؤثر على حياتك، وهو ما يستوجب استشارة طبيبك؛ فهذه حالة قابلة للتشخيص والعلاج.

وتحدث أيضا الأعراض المستمرة نفسها عند الرجال في منتصف العمر بسبب الانخفاض الطبيعي لمستويات الهرمون مع التقدم في العمر، ويطلق على هذه الحالة اسم “andropause”، أو انقطاع الطمث عند الذكور، وتظهر الأعراض في هذه الحالة في صورة الشعور بالتعب، وانخفاض الرغبة الجنسية، فإذا كانت الأعراض مستمرة ومعيقة لحياتك فلا تتردد في استشارة الطبيب.

* تغييرات نمط الحياة لعلاج متلازمة الذكور المزعجة

يهدف “العلاج” إلى إدارة الأعراض، والتكيف مع العواطف وتقلب المزاج، وإيجاد طرق لتخفيف الضغط، ويمكنك تجربة التمارين الرياضية، تناول الطعام الصحي، إيجاد طرق لتخفيف التوتر وتجنب الكحول والتدخين؛ هذه التغيرات في نمط الحياة تساعد في علاج مجموعة متنوعة من الأعراض الجسدية والنفسية المصاحبة لمتلازمة الذكور المزعجة.

يمكن أيضاً أن يقترح طبيبك عليك بدائل التستوستيرون إذا كانت مستويات الهرمون منخفضة جداً، وهذا الهرمون – كأي دواء مصنع – يمكن أن يؤدي لمخاطر وأعراض جانبية، وبالتالي لا ينصح بتناوله إلا بعد التأكد من انخفاض مستويات الهرمون، واستبعاد المشاكل الأخرى المحتملة، وعلى أن يتم تناول الدواء تحت الرعاية الطبية.

* ماذا تفعل الزوجة إذا شكت بأن زوجها يعاني من انخفاض التستوستيرون ؟

إذا كنت تعتقدين أن شريكك يعاني من علامات تغيرات هرمونية حادة في الهرمون الذكوري التستوستيرون، فإن إحدى أفضل الطرق لمساعدته هي الحديث سويا، حيث يمكنك مساعدته في إيجاد خدمة احترافية، وإيجاد طرق لإدارة الأعراض، بغض النظر عن السبب الكامن وراءها.

* التغييرات المزاجية المستمرة ليست أمرا طبيعيا

تمر علينا أيام سيئة تسبب لنا مزاجا سيئا، ولكن الأعراض النفسية أو الجسدية المستمرة هي شيء مختلف تمامًا، وهي إشارة محتملة إلى أنه يجب عليك مراجعة طبيبك، لذا من المهم مراجعة المختصين فيما إذا كانت أعراضك تزعجك واستشارة معالج جنسي إذا كنت في حاجة إلى المساعدة في إنعاش حياتك الجنسية كما عليك القيام بزيارة أخصائي نفسي إذا كنت تعاني من الاكتئاب أو القلق وبالمثل، إذا كنت تنزف من أعضائك التناسلية، فعليك التماس العناية الطبية؛ فهذا ليس شكلاً من أشكال حيض الرجال، ولكنه علامة على وجود عدوى أو حالة أخرى.

التعليقات مغلقة.