أصغر عضو في لجنة الموت يصل الى مقعد الرئاسة 

صبرينة مسعودان

بعد انتخابات على نطاق واسع، وإن لم تكن دقيقة، وخلال التشكيك بمصداقية الانتخابات واعتبارها مزورة، تم إعلان يوم أمس فوز المُحافظ المُتَشدد ابراهيم رئيسي بالرئاسة الايرانية، حيث أظهرت النتائج فوز رئيسي بنسبة 62% من إجمالي الاصوات بما يعادل 17.8 مليون صوت من إجمالي 28 مليون ناخب شاركوا في الانتخابات.

كانت الرِهانات واضحة منذ بداية الانتخابات حسب النتائج الاولية، فالمرشحون السبعة الذين سُمح لهم بالترشح، جميعهم موالون لمبدأ واحد، يشترك فيه كل مرشح سابق وهو الالتزام ببقاء النظام. فالاختلافات الوحيدة هي في الكيفية التي يتم فيها ضمان استمرارية النظام، إما من خلال انفتاح أكبر على الغرب أو من خلال التمسك بنظام ثوري يرغب بعدد متزايد من الإيرانيين في القضاء عليه..

يُعتبر ابراهيم رئيسي أصغر عضو في لجنة الموت ( لجنة مكونة من 16 عضواً يمثلون مختلف سلطات الحكومة أشرفت على عمليات الاعدام ل 30 الف معتقل معارض سياسي سنة 1988 سُميت بالمذبحة السوداء). على الرغم من الإنكار، فقد تم توثيقها من قبل هيئات مراقبة حقوق الإنسان مثل منظمة العفو الدولية، حتى أن رئيسي أشاد بعمليات القتل. ومن المرجح أن تؤدي رئاسته إلى تكتيكات أكثر قمعية من قبل الدولة ومساءلة أقل لأولئك الذين يسيئون استخدام السلطة.

فور الاعلان عن النتائج شَنت وسائل الاعلام الغربية اتهامات لاذعة ضد النظام الايراني والانتخابات المزورة الجارية هناك. كما هاجم السيناتور هاجرتي النظام الايراني قائلا: “سيقوم النظام الإيراني قريباً بتنصيب رئيس متشدد في انتخابات مزورة. لقد تمت الموافقة المسبقة على المرشحين الثلاثة من قبل المرشد الأعلى خامنني “. كما وصف الاعلام العبري رئيسي بالجزار الذي يُكمل عملية سيطرة معسكر المحافظين القريب من خامنئي، واستيلاء الحرس الثوري على مؤسسات الحكومة المركزية. في اشارة منهم على أن خائمني سيظل هو المسيطر واليد العليا لا يران و رئيسي هو مجرد ذراع يمنى لخائمني ينفذ الأوامر..

وفي تعليق لصحيفة ديلي تلغراف على فوز رئيسي قائلة أن رئيسي كان من المفترض أن يكون في السجن لا في السلطة، لِما قام به من عمليات قمعية في إشارة منهم للمذبحة السوداء! لكن الهلع الاكبر كان في الوسط الاسرائيلي، وهذا طبيعي جدا كون الرئيس القادم لايران رئيسي سيُكمل عملية تعزيز القدرات العسكرية الايرانية وبالتالي عرقلة الكيان الصهيوني وتصاعد الازمة الايرانية الإسرائيلية. من جانب آخر صَرح رئيس الوزراء نفتالي بينيت أن إيران واصفا إياها ب “نظام الرحلات الزمنية الوحشية” يريدون أسلحة نووية، وتابع قائلا يجب ألا يَسمح العالم لنظام جَلاد وحشي بإجراء أسلحة الدمار الشامل..

في نهاية المطاف، يُجزم القول أن ما بعد الانتخابات هو ما سيُحدد موقف إيران في العالم خاصة في منطقة الشرق الاوسط، لكن أولا يجب مراقبة ما سيخوضه رئيسي في فترة الرئاسة الأولى كونه سيُواجه العديد من المشاكل و المطبات الاقتصادية، بسبب تداعيات العقوبات الامريكية و الفصل في العودة الى الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة الامريكية الذي انسحب منه الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب. 

 

 

التعليقات مغلقة.