ألو المسؤول : أينما وليت وجهك تستقبلك الحفر و ضعف الإنارة العمومية

شعار واقع حال التدبير الجماعي دوار العسكر بالمعمورة بجماعة العيايدة

الإعلامي المتخصص “م – ع”

 

استمرارا على العهد الذي قطعناه على أنفسنا في تتبع و عرض كل تفاصيل تدبير الشأن المحلي والوطني ، من خلال سلطتي التعرية و الكشف لتبقى الحقيقة راسخة، و ينقشع غبار الزبد الكاذب الذي يقولب العمل السياسي و التدبيري للشأن العام في الاسم فقط، ويجعل البراغماتية بما تحمله من مصالح مباشرة أو غير مباشرة جوهر وجوده، لنحط الرحال اليوم بجماعة العيايدة ، عمالة سلا ، حيث تستقبلك كثل من الحفر والتي ترحب بك عند مداخل بوابات مؤسسات هامة ، فضلا عن ظلام دامس نتيجة الإنارة العمومية المفقودة، والتي تجعلك في وضعية أعمى لا يصدق الواقع ، اعتبارا لكونك في حضرة العاصمة السياسية و الإدارية للمملكة الشريفة .

 

و الأمر هنا لا يتعلق بمنطقة نائية أو تعمى أعين السلطات عن إدراك تفاصيلها، بل أنها في قلب كثل من المصالح الهامة بدءا من مسجد محمد السادس بالمعمورة ، حيث تستقبلك بحفاوة الواقع الأليم و سخافة واقع أغمض عينيه عن متابعة قضايا الناس التي لم يعد لها وجود في قاموس مسؤولي جماعة العيايدة، و هي لعنة أصابت الطريق مدة تزيد عن الثلاثة أشهر ، تحطمت فيها سيارات الناس، و لا حديث من قبل السلطات للغة الحياة والرقابة و المسؤولية التي ركز عليها عاهل البلاد في العديد من خطبه السامية، بل والأدهى من ذلك أنها تصاحب بإنارة مفقودة تقودك بين ثنايا الظلام لترصد ظلمة التدبير الذي أغمض عينيه عن نيل الحقيقة و رضا الوطن و المواطن وملك البلاد ، بل أن هاته الطريق التي تعبر تراب الجماعة و التي تحادي القصر الملكي العامر بالمعمورة ، و التي يعبرها ساكنة دوار العسكر الذين افنوا عمرهم في خدمة الشعار الخالد الله الوطن الملك لم يجدوا من كرم رد الجميل من قبل المسؤولين سوى النسيان القاتل في طريق لم تخضع للترميم مدة عشر سنوات .

 

و الغريب في الامر ان هذا الإهمال يتم في منطقة جد حساسة و توجد بجوار القصر الملكي العامر و تضم عدة مراكز هامة، إذ تضم عدة ثكنات عسكرية، كما انها تؤدي الى المركب الرياضي العسكري بالمعمورة و دار السكة ومعهد مولاي رشيد لتكوين الأطر حيث يوجد اكبر مخيم كشفي في المغرب ، كل هذا لم يشفع لهاته المنطقة أن تنال شرف الحياة في ظل نوم بعض المسؤولين عن قضايا الناس ، ضدا على التوجيهات الرسمية و خريطة الطريق التي وضعها عاهل البلاد و ما فتئ يلح عليها في مجموعة من الخطب التي ألقها في مناسبات عدة .

 

فمن يا ترى يتحمل هاته المسؤولية التقصيرية في المراقبة و تتبع ما يحيط بموقع هام قرب عاصمة المملكة، أم أننا سنبحث دائما عن دمى لنلصق بها إخفاقاتنا .

 

فمن المسؤول عن هاته الحالة يا ترى ؟

فالمسؤولية في عمقها تعني المحافظة على الحقوق و الواجبات، و هي أساس البناء الدولتي و المؤسساتي، لأن لها ارتباط وثيق بالوعي ، و غيابه سيعكس بالضرورة تقصيرا كارثيا في تدبير المرفق أو المؤسسة ، ما دام من مكن من تدبير هذا الشأن لا يدرك ماهية المنصب الموكل إليه وموقعه بالنسبة لهذا الكيان أو تلك المؤسسة، بل أنه يشمل مسؤولية المجتمعات اتجاه أفرادها ، و الدول تجاه المجتمعات ، و أحكام و تفاصيل صيغت بموجب من فوضتهم الشعوب لتحمل هذه المسؤولية.

 

فحينما قال صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ، “انا لا افهم كيف يستطيع أي مسؤول أن يخرج من بيته، و يستقل سيارته، و يقف في الضوء الأحمر، و ينظر الى الناس دون خجل و لا حياء، و هو يعلم بأنهم يعرفون بانه ليس له ضمير”، فهو بهذا القول حمل فلسفة لا يعلم كنهها إلا الشرفاء من أبناء الوطن الذي استوعبوا مكنون وجودها كخريطة طريق لبناء الوطن و الانسان ، وهي المهمة التي لا يمكن أن تتحقق إلا بوجود أشخاص تغدوا من حليب أم نقي مشبع بذهنيات الانتماء للوطن بصدق، و الانكباب على كل تفاصيل معاناة الناس من موقع المسؤولية المرتبطة بالتفاصيل، لا البراغماتية المقيتة التي قد تنمي الجيوب لكنها لا تنمي وطنا و لا تبني إنسانا ومستقبلا .

 

إن الغرض من هذا المحور هو التميز في الارتباط بقضايا و هموم الناس و لإرسال الرسائل إلى من يمهم الأمر تفعيلا لربط المسؤولية بالمحاسبة و تعرية لكل أشكال الاخلال بهاته المسؤوليات لنساهم في بناء الغد المشرق لبلادنا التي يتربص بوحدتها أعداء كثر في الداخل كما في الخارج، و يبقى أعداء الداخل أخطر بكثير من أعداء الخارج على مستوى القدرة على التخريب و الهدم من بوابة إيمانهم الأعرج بالقولة المأثورة و كم من أشياء قضيناها بتركها.

التعليقات مغلقة.