طارق بن زياد وفتح الاندلس وكلمة أخرى:

دولة بيروكي

لا يختلف أحد على أن التراث المغربي مليء بالأحداث والشخصيات والأماكن والعادات والتقاليد الذي تبرز حضارته في أي مجتمع.

لما كان طارق ابن زياد، الذي انتقل من البر الإفريقي إلى الأروبي، وقاد جيوش المسلمين في معارك الفتح المبين، في شبه الجزيرة الإيبيرية، وحتى الاندلس لتخليصها من جور حكامها الإسبان، وكانت أول منطقة نزل بها سميت باسمه ألا وهي منطقة “جبل طارق”.

فهذا الإنسان هو رمز للهوية المغربية خاصة، ورمزللمسلمين عموما، ولما كانت أيضا الأندلس التي هزم فيها الطوارق، رمزا للمكان الذي جمع بين عبق الماضي وأريج الحاضر، فإن التراث لا يتعدي المؤرخين، بل يستطيع كل إنسان أن يدافع عن هذا التراث الذي يعتبر رمزا مهما في حياة الأفراد.

 

نجد  كثيرا من المؤرخين قد نسب إلى طارق بن زياد قبيلة الأمازيغ، وهو من قبيلة نفرة، فالمؤرخ ابن عذاري المراكشي و الحِميري والمقري وأيضا ابن خلدون رجح أن يكون نسبه عربي أمازيغي، كما صار وكأنه جزء من سياق الحقيقة التاريخية المعتمدة، أن يتولى قائد عربي قيادة جيش كله من الأمازيغ، والعرب، ويذكر أنه كان له الفضل في إخضاع القبائل الأمازيغية في شمال أفريقيا، وفي فتح الأندلس، ومعركة وادي موسى، واستطاع تحقيق بداية جديدة للمسلمين في الأندلس.

المناسبة يعرض على القناة الأولى مسلسل يحكي سيرة هذه الشخصية المسلمة التي قامت بفتوحات كبرى من طنجة إلى طليلة، وصولا إلى فتح الأندلس وخلافه الشهير مع موسى بن نصير.

كشف المخرج الكويتي عن اختيار “فتح الأندلس” محمد العنزي إن :”أسباب عديدة دفعتني إلى إخراج هذا العمل أبرزها قيمة تاريخ الاندلس الزاهد والثري جدا من جوانب عديدة كالجمال البصري والدرامي والتاريخي والإنساني كونها حضارة ضخمة وكبيرة لما لها ارتباط بنا كعرب  ومسلمين”.

وقد رد المخرج الكويتي محمد العنزي في تغريدة له قائلا:”إن محاولة البعض لتحجيم قادة إسلاميين مثل طارق بن زياد باقاليم حددها لنا  اتفاق سايكس بيكو لن تفيد، إن طارق وغيره من قادتنا إرث لأمة المليار ونصف المليار مسلم ولا لدولة معينة وإقليم”.

 

في حين إحتج النائب المغربي المهدي الفاطمي على وزير الثقافة مهدي بنسعيد بمعرفة” الاجراءات التي تستخدمها الوزارة بغاية تخليد التراث المغرب من تزوير الحقائق التاريخية والمجد المغربي في مسلسل فتح الاندلس، وأكد أن المسلسل مليء بالمغالطات المعرفية ويحمل كثيرا من التزوير لكل ما تعلق عليه المصادر التاريخية الموثقة”.

 

ربما الوزير لا يستطيع الإجابة عن هكذا سؤال، ولكن لماذا لم ينتج مسلسل مغربي يضاهي ميزانية هذا العمل الذي قدرت تكلفته بثلاثة ملايبن دولار، فهو الاول من نوعه في العالم العربي والذي يشارك فيه مجموعة من نخب النجوم من المشرق مرورا بالخليج؟ هل كان بالإمكان أن تتبرع القنوات المغربية لإنتاج مسلسل يكشف الحقائق والمصادر والذي تحاول إخفائها من التراث المغربي وإقصاؤه؟.

وفي الأخير هو اعتراف صريح على أن التراث المغربي وخلفياته وإبعاده متشعبة في كل مكان، ولكن إذا كانت وزارة الشباب والثقافة قد علمت مسبقا بأن عرضه على القناة الأولى لن يكون مرحبا به في المغرب فالأجدر بك ايها النائب أن تسأل الوزير هل يريد لنا محو طارق بن زياد من تراثنا المغربي؟ فلكل دولة أن تحتفظ بما ورثته من التاريخ.

التعليقات مغلقة.