اختتام فعاليات مهرجان “كناوة” بمراكش بعد يومين من التألق والعطاء والاستمرارية ضمانا لبقاء قيم الصحراء

اختتمت، مساء أمس السبت 24 شتنبر 2022، بساحة جامع الفنا بمراكش، فعاليات مهرجان “كناوة شو للعالمية” المنظم في دورته الخامسة، يومي 23 و24 سبتمبر الحالي، تحت شعار “خير خلف لخير سلف”.

وكان المهرجان قد افتتح فعالياته يوم الجمعة الماض حيث عرف حضور مجموعة من الفنانين الكناوين قادمين من مختلف المدن المغربية، ضمنها مدينة مراكش، إذ عرف حفل الافتتاح حضور المعلم “حسام الكناوي” و”المعلم عثمان حميتي” و”المعلم عزيز باقبو”، والذين قدموا مجموعة من الأغاني الكناوية التي ترمز لهذا الفن المغربي العريق.

 

ويعود تنظيم هذه التظاهرة لجمعية “حميتي للثقافة والابداع الفني” بشراكة مع جمعية “الاطلس الكبير”، ومجلس جهة “مراكش آسفي”، والمجلس الجماعي وشركة “العمران”.

 

وللإشارة فموسيقى كناوة (أو قناوة) هي مزيج من موسيقى ورقصات إفريقية وعربية، وهي مغربية الأصل وكانت بداياتها بمدينة “الصويرة”، كما أنها منتشرة في بعض مناطق شمال أفريقيا.

وتشير عبارة “الڨناوة” إلى مجموعة من الأحداث الموسيقية والعروض والممارسات الأخوية والطقوس العلاجية التي تمزج بين الدنيوي والمقدّس، فهي في المقام الأول موسيقى صوفية تمتزج عادة بكلمات ذات محتوى ديني تستحضر الأجداد والأرواح وقد مُورست هاته الثقافة في الأصل من قبل مجموعات وأفراد ينحدرون من العبودية وتجارة الرقيق التي يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر على الأقل، وتُعتبر اليوم جزءاً من ثقافة المغرب وهويّته متعددة الأوجه. 

 

وجاء تنظيم هذا المهرجان لإحياء هذا التراث المغربي وإحياء الفن باستدعاء رموز هذا الفن مثل “المعلم أحمد باقبو” و”عزيز باقبو”، والهدف هو التذكير بهم، وجعله في الذاكرة الحية لعشاق هذا الفن، وتعتمد موسيقى “الكناوة” على آلات بسيطة مثل “قريقيبات” و”كمبري” و”دربوكة” بواسطتهم يعطى موسيقى موحدة بين الفرقة الموسيقة.

جاء تنظيم هذا المهرجان بعدما كان ينظم في نسخته الأولى إلى النسخة الرابعة بين ساحة “القزدرية” و”دار الثقافة”، إلا أنه وقع الاختيار، هاته السنة، واخترت على ساحة جامع الفنا، نظرا لرمزية المكان وموقعه العالمي ضمن التراث الشفهي المعترف به من طرف منظمة “اليونسكو” والتي استقطبت جمهورا غفيرا قدم من جميع دول العالم.

 

وفي تصريح للمعلم الشاب العاشق لهذا الفن “عثمان حميتي” لجريدة “أصوات” التي واكبت الحدث منذ انطلاقته، حيث قال إن الفنان “الكناوي” يعاني في صمت، وجاء هذا المهرجان لإحياء الثقة فيب هذا الموروث بإعطائه فرصة للشباب الصاعد و”معلمية” هذا الفن، من أجل الحفاظ على التراث “الكناوي” وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين الشباب، ضمانا لاستمراريته كموروث متأصل ومتجذر في عمق التاريخ الإنساني.

 

وقد عرف حفل الاحتتام الرسمي للمهرجان تنظيم حفل كناوي رائع ضم عمالقة هذا الفن ضمنهم “المعلم نجيب اوبلقاس” و”حسن بوسو” و”مصطفى الصام”، الذين وقعوا على لوحات فنية رائعة لاقت تجاوبا أضفى على المهرجان وفقراته حيوية ممتدة من مراكش إلى عمق الصحراء.

التعليقات مغلقة.