بصمة تازية ضمن أفراح طنجة الرياضية ورحلتها الكروية الاحترافية

الاعلامي عزيز ريباكً .. الرباط

“جيء به كمدرب بديل فتحول الى منقذ “، هكذا علقت إحدى الجرائد الورقية على أداء المدرب”هلال الطير”مع فريق اتحاد طنجة. 

 

و”الطير” هذا لمن لا يعرفه، هو ابن تازة حيث ولد ونشأ وتابع دراسته إلى أن التحق بالمركز التربوي الجهوي بالمدينة نفسها، بعد حصوله على شهادة الباكالوريا، وكان واحدا ممن تعلموا أبجديات كرة القدم بالفئات العمرية للجمعية الرياضية التازية. 

تعيينه كأستاذ لمادة التربية البدنية والرياضة بإحدى الإعداديات بالمجال القروي بإقليم الحسيمة، حال دون ممارسته كلاعب بالفئات الكبرى، الأمر الذي حز في نفسه كثيرا وجعله يفكر في طرق باب التكوين في مجال التدريب. 

وهكذا التحق  بإحدى المدارس المتخصصة في المجال ببلجيكا عام  2000، فحصل على عدة دبلومات وشواهد ببلجيكا والمغرب آخرها دبلوم  UEFAA ودبلوم CAF A.

مشواره حافل بالتجارب والألقاب، خاصة مع الرجاء البيضاوي حيث كان مساعدا للتونسي “فوزي البنزرتي” عند إحراز الفريق مركز الوصافة في كأس العالم للأندية موسم 2012/2013. 

سبق لـ “الطير” أن اشتغل بعدة فرق وطنية سواء كمدير تقني أو كمدرب أو كمساعد للمدرب (ش أطلس خنيفرة، إت تمارة، م وجدة، ن بركان، م الفاسي)، لكن ارتباطه بالرجاء البيضاوي كان كبيرا حيث شغل عدة مهام بهذا النادي الكبير. 

على أن أكبر إنجاز لهلال الطير، يبقى إنقاذ سفينة اتحاد طنجة من الغرق وتحقيق (ريمونتادا) تاريخية، بعد ما كان الفريق الطنجي مرشحا فوق العادة لمغادرة البطولة الاحترافية في قسمها الأول. 

فقد استثمر ابن مدينتنا خبرته العلمية وتجاربه الميدانية، اعتمادا على عناصر مجربة استقدمت اساسا من الرجاء البيضاوي كمحسن متولي ومحمد سبول وزهير الواصلي والحارس مرباح غاية، ما مكن ممثل مدينة البوغاز من مواصلة الرحلة على مثن قطار البطولة الاحترافية. 

هذا الإنجاز الذي كان يبدو مستحيلا في مراحل حاسمة من عمر البطولة الوطنية، قوبل بترحاب كبير من طرف الجماهير الطنجية التي عبرت من خلال احتفالاتها عن جميل عرفانها لمجهودات ابن مدينة تازة، فضلا عن مؤهلاته في مجالي التدريب والاعداد البدني، يشهد لهذا الإطار أيضا بكفاءته فيما يتعلق بتقنيات “قيادة المجموعة” و”الاعداد النفسي”، بدليل أنه عبر في الآونة الأخيرة عن استعداده لإعادة الثقة وتأهيل بعض اللاعبين الذين قرر فريق الرجاء التخلي عنهم لتراجع مستواهم، كما هو الحال بالنسبة لعبد الاله مدكور. 

هذه إذن نبذة عن”هلال الطير” الذي يبقى كغيره من الطيور التي أثرت التحليق بعيدا، كل صوب وجهته بسبب انعدام شروط وظروف الممارسة السليمة رياضيا كما ثقافيا وفنيا بالموطن الأصلي…

لك الله يا مدينة تازة، أما ابناؤك فقد هجروا قسرا بعد أن استعبدتك مداخيل الاسمنت على حساب كل ما هو جميل ينبض بالحياة.

التعليقات مغلقة.