تركيا تدعم انضمام السويد للناتو فما هي دوافع هذا التغير المفاجئ في الموقف؟

أصوات: أخبار تركيا

أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، ينس ستولتنبرغ، أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وافق على انضمام السويد للحلف الأطلسي.

وأوضح المسؤول العسكري الأطلسي أن الرئيس التركي سيحيل طلب السويد إلى البرلمان التركي من أجل الموافقة النهائية عليه.

في الجهة المقابلة، عبر رئيس الوزراء السويد، أولف كريسترسون عن سعادته بهذا القرار حيث قال: “أنا سعيد جدا، إنه يوم رائع للسويد”.

يأتي القرار التركي بعد فترة طويلة من الشد والجذب والمناورة من أجل الحصول على مكاسب سياسية واقتصادية، علما أن الذريعة التي اعتمدتها أنقرة لتعطيل عملية الانضمام هي استضافة ستوكهولم المعارضة الكردية.

وكانت تركيا باعتبارها ضمن 31 المشكلة للحلف حق النقض لتعطيل انضمام السويد إلى التحالف العسكري لتحقيق أهدافها.

أردوغان من رفض عضوية السويد للناتو إلى قبولها

بعد التصريحات التي أدلى بها أردوغان والتي ضمنها شروط تركيا لقبول عضوية السويد، وأهمها موقف هاته الأخيرة من تواجد حزب العمال الكردستاني على أراضيها والغطاء السياسي الذي يتلقاه، تسارعت الأحداث وتراجع الرئيس التركي عن موقفه الرافض، وهناك عدة عوامل وراء تقلب الموقف التركي ضمنها إتمام صفقة مقاتلات “اف- 16” الأميركية، والحصار الجزئي الغربي وتحديداً لقطاع الصناعات العسكرية.

الإعلان جاء على لسان الأمين العام للحلف غداة القمة الثلاثية التي عقدت في العاصمة الليتوانية، فيلنيوس، لتتوالى بعدها التصريحات الأميركية والأوروبية المرحّبة بالموقف التركي مع وعود بتذليل العقبات أمام الشراكة التركية-الغربية في قطّاعات الاقتصاد والأمن بشكل خاص.

حركة دبلوماسية غربية مكثفة اتجاه أنقرة أنتجت تغير الموقف التركي

في هذا السياق شهد الفترة الأخيرة حركة دبلوماسية استثنائية غربية اتجاه أنقرة، حيث أجرى أردوغان اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قبيل رحلته للندن لحضور قمة الناتو في العاصمة الليتوانية.

ووفق مصادر إعلامية فقد أبلغ الرئيس التركي الرئيس الأمريكي خلال الاتصال “رضا أنقرة عن الخطوات التي اتّخذتها السويد أخيراً، لكنها لا تزال قاصرة عن تلبية تطلعات أنقرة وبأنها تأمل بالمزيد”، مضيفاً: “في المقابل كان رد بايدن بشرح الأهمية التي توليها واشنطن وحلفائها لموضوع انضمام السويد إلى الحلف، وبأن المسائل موضوع الخلاف يمكن حلّها من خلال اللقاء المباشر مع رئيس الوزراء السويدي، واعداً بان تبذل الولايات المتحدة وباقي الحلفاء جهوداً اضافية لدفع السويد لاتخاذ خطوات من شأنها طمأنة تركيا”.

وتتهم تركيا السويد بالتساهل مع المنظمات الكردية المعارضة لأنقرة، وعلى الرغم من “الإصلاحات” التي أدخلتها استوكهولم على قوانينها، ضمنها سن قانون جديد لمكافحة “الإرهاب”، إلا أن اتهام أنقرة ستوكهولم بالتقصير استمرت.

تجدر الإشارة إلى أن كلا من السويد وفنلندا كانتا قد تقدّمتا بطلبين للانضمام إلى الناتو عقب الحرب الروسية الأوكرانية في شباط (فبراير) 2022، لتنضم فنلندا إلى الحلف في نيسان (أبريل) الماضي، فيما علق انضمام السويد بالفيتو التركي.

أردوغان يربط انضمام السويد للأطلسي بانضمام تركيا لأوروبا

قبيل الإعلان عن هذا التغير المفاجئ في موقف أنقرة، كان الرئيس التركي قد ربط قبول عضوية السويد في الحلف بقبول عضوية بلاده بالاتحاد الأوروبي، وهو الموقف الذي لاقى تأييدا أمريكيا إلا أن المواقف الأوروبية لم تتغير في هذا المنحى.

ويتوقّع المسؤولون الأتراك أن تؤدّي موافقة أنقرة على انضمام السويد إلى الأطلسي إلى حدوث انفراجات في العديد من المواضيع، أهمها تسهيل حصول المواطنين الأتراك على التأشيرة الأوربية “شينغن”، إضافة إلى إحياء مجموعة إصلاح الاتحاد الأوروبي، التي تأمل أنقرة من ورائها الموافقة على طلب انضمامها للاتحاد الأوروبي.

أردوغان سيلتقي بايدن على هامش قمة الأطلسي

من المنتظر أن يجتمع الرئيس التركي مع نظيره الأميركي، مساء اليوم، على هامش أعمال قمة شمال الأطلسي التي وصفت ب”التاريخية”.

ومطروح في جدول أعمال اللقاء ملف انضمام السويد للحلف والثمن الاقتصادي لهذا الموقف إضافة إلى العديد من الملفات الخلافية الأخرى بين الجانبين، أهمها ملف مقاتلات “اف 16” الأميركية التي تصر تركيا على الحصول عليها.

التعليقات مغلقة.