الجهاز التناسلي للمرأة والتقدم في العمر

إعداد المرحوم د. مبارك أجروض

نسمع كثيراً أن المرأة تبلغ قمة إحساسها الجنسي في نهاية عمر الـ 30، لكن ابتداءً من عمر الـ 35 يكون الإحساس الجنسي لديها أروع وأحسن بـ 35 مرّة؛ وهذا صحيح، لكنه مشروط بنمط الحياة ومتطلباتها. فضغوط الحياة من عمل وأطفال والتزامات قد تقلل أيضاً من الرغبة الجنسية لدى النساء في المرحلة الثلاثينية من العمر، علماً بأن جفاف العضو التناسلي لدى المرأة لا يحدث فقط أثناء مرحلة “ménopause” بل إنه قد يحدث أيضاً في وقت أبكر بسبب تناول حبوب منع الحمل مثلاً، وهو ما قد يؤثر على الرغبة الجنسية.

 

وعن تأثير العمر على المرأة نجد أن أي امرأة تتقدم في العمر، تبدأ في ملاحظة بعض التغييرات الجذرية في جسدها، من تجاعيد الجلد وانقطاع الطمث وتغير حجم الثدي، كل هذا معتاد للنساء، وتعرفه منذ الصغر، ولكن المهبل vagin مع تقدم العمر قد يتعرض لبعض الأمور السيئة غير المعتادة، وهذا لا يتضمن الالتهابات والجفاف، فتلك الأمور اعتيادية،وفيما يلي بعض الأشياء الخطيرة التي قد تحدث لـvaginالمرأة مع بداية سن الـ40.

 

* مكونات الجهاز التناسلي للمرأة

ـ الأعضاء التناسلية الداخلية Organes génitaux internes:

تتمثّل الأعضاء التناسلية الداخلية في جسم المرأة بالأعضاء التناسلية الموجودة داخل الحوض، وتتكون من المهبل وهو مكان استقرار الحيوانات المنوية ومنه تتم الولادة الطبيعية، والرحم الذي يُمثل منطقة نموّ وتطوّر الحيوان المنوي إلى جنين، وTrompes de Fallopeحيث تتم عملية تخصيب الحيوانات المنوية للبويضات فيهما، والمبايض المسؤولة عن إنتاج وإطلاق البويضات.

ـ المهبل Le vagin:

 

يعدّ المهبل الأنبوب العضلي المرن الذي يقع أسفل الرحم وخلف المثانة البولية، ويصل طوله إلى ما يُقارب 10 سنتيمترات، ويمثّل مدخل الجهاز التناسلي الأنثوي؛ حيث إنّه يربط عنق الرحم مع الجزء الخارجي من جسم المرأة، وفي الحقيقة يستقبل المهبل الحيوانات المنوية أثناء الجماع، ومن ثم يحملها إلى قناة فالوب والرحم، كما أنّ للمهبل دورًا مهمًا خلال عملية الولادة؛ حيث يمثّل قناة الولادة التي تتمدّد للسماح بخروج الجنين إلى الخارج.

 

ـ الرحمl’utérus :

يمثّل الرحم العضو العضلي الذي يشبه شكل حبة الكمثرى المقلوبة، والذي يتّصل من بعيد بالمهبل بينما يتّصل من الجانب بقناتي فالوب، ويتميّز الرحم بالبطانة السميكة والجدران العضلية القويّة؛ حيث يحتوى الرحم على بعض العضلات التي تُعدّ الأقوى في جسم الأنثى، وفي الواقع تكمن أهمية عضلات الرحم القادرة على التمدّد والتقلّص في استيعاب الحجم المطلوب لنموّ الجنين خلال فترة الحمل، بالإضافة إلى أهميّتها في المساعدة على دفع الجنين للخارج أثناء الولادة، وفي الحقيقة يبلغ طول رحم المرأة في الوضع العادي دون وجود حمل 7.5 سنتيمترات، بينما يبلغ عرضه 5 سنتيمترات.

 

* تماماً مثل الوجه.. يشيخ المهبل مع التقدم في السن

هذه إحدى حقائق الحياة، قد يتغيَّر شكل جهاز المرأة التناسليّ مع التقدُّم في العمر؛ فمع انخفاض مستويات oestrogène، يمكن أن يصبح lèvres sont moins pleines، وcoussinets graisseux rétrécissent فيهما، كما يمكن أن يؤدي نقص collagène إلى مزيدٍ من الارتخاء.

 

 

إضافة إلى أنه يمكن أن يصبح لون جلد الفرج داكناً أو فاتحاً، ويمكن أن ينكمش clitoris. وهذا الأمر طبيعي في كلتا الحالتين؛ هل يبدو هذا مخيفاً ؟ لا على العكس، إذ يوضح الخبراء أنّ هذه التغيُّرات، التي ترتبط غالباً بتراجع معدل إفراز oestrogène، لا تؤثر في مدى المتعة التي يمكن أن تجلبها للمرأة أعضاؤها الأنثوية.

 

* إمكانية سقوط الرحم في المهبل Chute de l’utérus dans le vagin

من الحالات المرتبطة بتقدم العمر لدى النساء. نجد حالة سقوط الرحم أو المثانة أو المستقيم في المهبل، ويوضح الخبراء أن المرأة التي تعاني من سقوط معتدل في الرحم داخل المهبل يمكنها أن تقوم بممارسة تمارين Kegel، فقد تساعدها على حل الأمر. 

 

 

ولكن إذا كان الأمر متطورًا وسقوط الرحم قد وصل إلى مرحلة حرجة؛ في هذه الحالة يجب اللجوء إلى Suppositoires vaginaux التي تدعم وجود كل شيء في مكانه في هذا الجزء من جسد المرأة؛ وإن لم تحبذ المرأة التي تعاني من سقوط الرحم فكرة Suppositoires vaginaux،فيظل هناك حل بديل وهو التدخل الجراحي وقد يضطر الطبيب الجراح في هذه الحالة أن يقوم بـHystérectomie.

 

* سيبدو شكل الرحم أكبر سنًّا مثل باقي الجسد

مع تقدم العمر؛ يفقد الجلد قدرته على المرونة وتصبح التجاعيد أكثر وضوحًا، وشيء مماثل لهذا الأمر بالضبط يحدث للمهبل، وهذا بسبب نقص oestrogène في جسم المرأة، وهذا لأن مهمة هذا الهرمون في الأساس هي مساعدة الجلد في أن يصبح مرنًا وسميكًا، ولهذا السبب يفقد المهبل مرونته مع تقدم العمر، تلك الحالة اسمها الطبي هو «Atrophie vaginale».

 

 

وهذا الضمور يجعل جدار المهبل رقيقًا للغاية، وقد يعرضه إلى Infections et déshydratation، وفي هذه الحالة لا تكون تمارين Kegel مفيدة، ولكن يمكن للإثارة الجنسية أن تساعد على حل تلك الحالة ويمكن الاستعانة أيضًا بالمرطبات المهبلية تحت إشراف طبيب، وهناك أطباء أيضًا ينصحون بعلاجات تزيد من نسبة oestrogène سواء بعلاجات موضعية أو عن طريق الفم.

 

* يمكن للمهبل أن ينكمش Contraction vaginale

بسبب النقص المستمر في oestrogène في جسد المرأة مع تقدم العمر، يبدأ حجم الرحم في التغير إلى الأصغر، وأكد على تلك المعلومة الخبراء، ويترتب على هذا النقص تغيرات يمر بها المهبل مثل أن يصبح مدخل المهبل ضيقًا وهزيلًا مع تقدم عمر المرأة، وهذا الضيق في مدخل المهبل قد يتسبب في Irritation, sécheresse et inflammation de la paroi vaginale، وهي حالة تسمى “Vaginite atrophique“.

 

 

إهمال تلك الحالة قد يكون له الكثير من الأضرار مثل النزيف والشعور بالألم أثناء ممارسة الجنس، وعلى الرغم من ذلك فإن ممارسة الجنس قد تساعد على انخفاض معدل الانكماش في الرحم ومدخل المهبل، ويجب اللجوء في هذه الحالة إلى العلاجات التي تزيد مستوى oestrogène لدى المرأة ولكن تحت إشراف طبيب.

 

* فقدان السيطرة على المثانةPerte de contrôle de la vessie 

حينما تتقدم المرأة في العمر؛ يبدأ الجهاز العضلي والأربطة الداعمة في منطقة الحوض في الترهل، إذ تسترخي العضلات ولا تكون بنفس القوة التي كانت بها المرأة في عمر أصغر، وقد يسبب هذا تحرك مكان مجرى البول بالنسبة للمثانة مما يؤدي إلي تسريب البول، والذي يعتبر تبولًا لاإراديًّا لدى كبار السن من السيدات في بعض الحالات التي تطورت لدرجة تعرض المرأة للتبول اللاإرادي كلما عطست أو سعلت، يجب أن يكون هناك تدخل جراحي، بينما إذا كانت الحالة لا تزال في بدايتها ولم تتطور بعد، يمكن لتمارين Kegel وtechnologie de rétroaction biologique أن تعالجها، وتنصح الطبيبة باستخدام تحميلات مهبلية لهذا الغرض تحت إشراف طبيب.

 

* التهاب المسالك البولية  Infection urinaire

احتمالية إصابة المرأة بالتهاب في المسالك البولية تزيد مع تقدمها في العمر، نظرًا لأن الأنسجة التناسلية في جسدها تصبح أكثر حساسية، وإذا تم إهمال تلك الالتهابات قد يؤدي هذا إلى التهاب الكلى وتأثير كل هذا لا يكون على الجسد فقط، بل يغير من سلوك المرأة فتجدها مصابة بالارتباك طوال الوقت، وعصير التوت من أكثر العلاجات الطبيعية التي تساعد في التخلص من Infection urinaire، بينما استخدام oestrogène قد يكون وسيلة علاجية ناجحة وسريعة لهذا المرض تحت إشراف طبيب بالطبع.

 

* بإمكان المرأة الحفاظ على مرونة المهبل

يقول الخبراء بأنه على الرغم من حقيقة أنَّ المهبل يبقى أكثر صحة عندما يُستخدم جنسياً بقدرٍ من الانتظام، لكن ممارسة الجنس ليست السبيل الوحيد للحفاظ على صحة الأنسجة المهبلية الحسَّاسة.

 

 

الأمر هنا أشبه كما لو أنَّ مهبل المرأة لديه ذاكرة، فإذا حافظت المرأة على تذكيره بأنَّ له غرضاً آخر يتجاوز غرض الإنجاب، من المحتمل أنَّ يرتقي إلى المستوى المطلوب.

وعلى سبيل المثال، إذا تعرَّض مهبل المرأة للإهمال لفترة طويلة (بدون ممارسة العلاقة الزوجية وبدون تمارين كيجل، إلخ…)، قد تصبح جدرانه هشة، ومن الطبيعي عندما تصل المرأة إلى سن اليأس (ménopause)، قد يتهدَّل المهبل ويضمر بعض الشيء، ومع ذلك، لا يكمُن الحل الوحيد في ممارسة الجنس، إذ تستطيع الطبيبة أن تقترح على المرأة تمارين مُحدّدة ووسائل تساعد في الحفاظ على مرونة المهبل وشكله في أفضل حال.

التعليقات مغلقة.