البام ورحلة ملئ ما بعد رمال مالي بين المنصوري المنقذة من الضلال وبنسعيد الطموح

محمد حميمداني

ببوزنيقة يستكمل حزب الأصالة والمعاصرة جلسات مؤتمره الوطني، اليوم السبت، بالحسم في مصير رأس هرم الحزب، الذي أثار مجموعة من الانتقادات وأسال الكثير من المداد، منذ تأسيسه، سواء حول شكل التأسيس، واعتباره من قبل سياسيين مغاربة حزبا مخزنيا بامتياز، لتتوالى سلاسل الهزات التي تربط الحزب بالفساد مع تفجر فضيحة “إسكوبار الصحراء” التي وجد الحزب نفسه وسطها وفي زوبعة رمالها القادمة من مالي والتي ضربت أركان الحزب بالدار البيضاء ووجدة لتشتعل حمى الصدمة فتطال الحزب كله وتخرج زعيمه “وهبي” من الساحة السياسية الوطنية فتسكت خرجاته الإعلامية التي هي جعجعة طحين لوعاء حزبي فارغ ومشتت وغارق حد الثمالة في رمال الفساد المتفجر والذي عرته رمال مالي.

 

 

الدقائق القادمة ستكشف عن الوجه البامي الجديد الذي سيقود السفينة الغارقة في وحل التشتت التنظيمي والأزمات السياسية التي فجرها “وهبي” في كل اتجاه وملفات الفساد والاتجار في المخدرات التي جر إليها الحزب عبر بعض رؤوس برلمانييه الضالعين في ملفات رمال مالي.

 

إعلان وهبي الاستقالة سنة الأجداد أم ضغط السياسة
فاطمة الزهراء المنصوري

 

فاطمة الزهراء المنصوري هل تشكل القاطرة التي تجر وتنقد ما تبقى من الأصالة والمعاصرة؟

 

 

مع انتهاء الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الخامس لحزب الأصالة والمعاصرة، بدا واضحا أن السفينة البامية تسير في اتجاه دعم المرأة البامية الحديدية فاطمة الزهراء المنصوري التي لعبت في الظل دور الموجه للحزب على الرغم من توالي رؤوس القيادات البامية، وضامنة إيقاع مسار الحزب في كل الزلات التي أوقع فيها “وهبي” الحزب وأكبرها، تصريحاته ضد أخنوش التي عاد ليتراجع عنها ويصبح جزءا من جيشه الحكومي، والتي لعبت فيها المنصوري دور “المنقذ من الضلال”

 

التوقعات السياسية وموقع المنصوري يعطيها الفوز بالنقاط ولكن ليس بالضربة القاضية أو العلامة الكاملة اعتبارا لما يعرفه الحزب من تصدع واهتراء تنظيمي داخلي وسلط المال المتحكمة في تفاصيله، على الرغم من تصريحات فاطمة الزهراء المنصوري التي أوحت بأنها خارج سياق سفينة قيادة حزب “الجرار”، والحديث عن القيادات الشابة التي رفعت الوزير بنسعيد إلى الواجهة.

 

الظروف التي يمر منها الحزب والتي توصف بالصعبة أو بداية النهاية تجعل من فاطمة الزهراء المنصوري من اقوى المرشحين لقيادة سفينة البام خلال الفترات المقبلة لاعتبارات عدة أهمها موقعها داخل الحزب وعلاقات مع كافة أطراف ومكونات المشهد السياسي المغربي، وهو ما زكاه الحضور الحزبي الذي شرف حفل الافتتاح لتوديع مرحلة “وهبي” وبدء مرحلة جديدة في علاقات الحزب، خاصة مع أطراف المعارضة السياسية الحالية، وهو ما عكسه حضور لشكر ممثلا للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ونبيل بنعبد الله، ممثلا للتقدم والاشتراكية، وحضور حزب العدالة والتنمية على الرغم من غياب بنكيران.

 

عناصر كلها تدفع إلى الواجهة باسم فاطمة الزهراء المنصوري كقيادية قادمة لحزب “الجرار” لإنقاذ ما يمكن أن إنقاذه من وجوذد الحزب، أم أن مصير “الجرار” سيكون كما هو حال “المصباح” الذي انطفأ نوره رغم عودة الأب الروحي للحزب، الشعبوي بنكيران.

 

إعلان وهبي الاستقالة سنة الأجداد أم ضغط السياسة
محمد المهدي بنسعيد

 

محمد المهدي بنسعيد ورحلة الألف ميل التي يمكن أن تنطلق من بوزنيقة

 

 

يعتبر محمد المهدي بنسعيد أحد الأسماء الواردة ضمن تركيبة البديل الاحتياطي لوهبي بعد فاطمة الزهراء المنصوري، لغة الحسابات تعطي الامتياز لهاته الاخيرة لقيادة “الجرار”، إلا أن بنسعيد، ذا الطموح السياسي الجارف، وضابط إيقاع توازن الشباب البامي، يبقى من بين الأسماء الواردة بالنقط، لكن مع فقر في مجال التدبير السياسي اعتبارا لتاريخه السياسي القريب والذي يمكن أن يشكل عائقا أمام اقتحامه بوابة المنصوري القوية المدعومة من رساميل الحزب والمباركة من قبل الأطراف الخارجية عن الحزب.

يبقى أن سياسة تشبيب القيادة الذي حمله المؤتمر الخامس للبام كشعار، ونقلته تصريحات وهبي وفاطمة الزهراء المنصوري قد يقلب الموازين في آخر الدقائق لفائدة تنازل المنصوري عن قوتها البامية لفائدة بنسعيد الطموح والمتقد شبابا قد لا يصلح ما أفسده ذهر وهبي ومسلسل العداوات التي فتحها كجبهات في مكل الاتجاهات.

بنسعيد نفسه بشر بنفسه قائدا حينما قال في تصريح إعلامي “أن المنتظر هو أن تكون القيادات شابة”، لكن خظوات الألف ميل تبدأ بكواليس و مفاجآت الهامشي في السياسة والذي يشكل أساس عمل الأحزاب المغربية، وهو ما يعيق تطورها ويقبر الديمقراطية التي تنادي بها هاته الأحزاب في علاقتها بالسلطة، والمغيبة داخليا وقاعديا.

إعلان وهبي الاستقالة سنة الأجداد أم ضغط السياسة
يونس السكوري

ففي سوق السياسة المغربي كل الاحتمالات واردة دون أن نستبعد اسم “يونس السكوري” القادم من الظل والذي قد يقلب التوازنات في علب البحث عن توافقات قد تقذف به إلى هرم القيادة البامي.

 

إعلان وهبي الاستقالة سنة الأجداد أم ضغط السياسة
وهبي

 

إعلان وهبي الاستقالة سنة الأجداد أم ضغط السياسة

 

 

يبقى أن استقالة وهبي بقدر ما لم تكن مفاجئة، إلا أن الفترة التي أتت فيها، والطريقة التي تم اعتمادها لتمريرها كنبأ تبقى غريبة، علما أن وهبي لم يقدم أي تبرير لعدم ترشحه لقيادة الجرار، هل لعلمه بأن الحسابات الرياضية الرقمية تضعه خارج هاته الحسابات؟، أو لوجود ضغوط من خارج الحزب تضعه خارج التغطية؟، علما أنها يمكن أن تكون بداية نهاية وهبي سياسي داخل البام، وحتى داخل الحكومة التي شكل داخلها التلميذ النجيب إعلاميا عبر الخرجات، ولكن الطفل المساكش الذي فتح الصراعات في كل الجهات وتدخل فيما لا يعنيه، في مواقف ستثير حتما انزعاج أطراف الحكومة، وأيضا أطرافا من خارجها.

 

عاجل/ وهبي يعلن رسميا عدم ترشحه لقيادة الجرار لولاية ثانية

“الجرار” يجتمع في بوزنيقة لاختيار خليفة ل”وهبي” المتنحي وسط فضائح تلاحق الحزب

 

مؤتمر البام: انتظار مغادرة وهبي المشهد وقيادات تقليدية عازفة عن الترشح

التعليقات مغلقة.