دور إدارة الغذاء والدواء الأميركية(Digital Therapeutics Allianc’)

انطلق تحالف العلاجات الرقمية (Digital Therapeutics Alliance) يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول 2017 من مدينة أرلينغتون بولاية فرجينيا الأميركية بوصفه رابطة تجارية غير ربحية تضم قادة الصناعة وأصحاب المصلحة.

ومن أهداف هذه الرابطة العمل على توعية الجمهور والمهنيين الصحيين وصانعي السياسات بأهمية العلاجات الرقمية، وكسب اعترافهم بها، ودعم البحث والتطوير في مجال العلاجات الرقمية لضمان تقديم حلول فعالة وآمنة للمرضى.

وتستهدف الرابطة أيضا تعزيز الشراكات والتعاون بين الأعضاء لتحسين جودة العلاجات الرقمية وتوفرها، وإنشاء وتطبيق معايير وإرشادات لضمان جودة وفعالية هذه العلاجات، وكذلك العمل على دمج العلاجات الرقمية بشكل فعال ضمن النظم الصحية السائدة في مختلف بلدان العالم.

دور إدارة الغذاء والدواء الأميركية

وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية في 2017 على استخدام أول تطبيق رقمي للهاتف الذكي على الإطلاق هو تطبيق “ريسيت” (reSET) باعتباره فعالاً في معالجة الإدمان والاضطرابات الناجمة عن استهلاك المخدرات والكحول والمنشطات. وحتى أواخر عام 2023 وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على أكثر من 40 علاجا رقميا منها:

  • لعبة الفيديو “إنديفور آر إكس” (EndeavorRx) التي طورتها شركة “أكيلي” (Akili) والتي بات بالإمكان اعتمادها كوصفة طبية لعلاج الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و12 عاما المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
  • تطبيق “بلوستار” الرقمي (BlueStar) الذي طورته شركة “ولدوك” (WellDoc) لإدارة مرض السكري من النوع الثاني، ويوفر ويساعد على الحفاظ على العادات الصحية.
  • تطبيق “كايا هيلث” (Kaia Health) الذي يقدم عدة طرق ملائمة لتخفيف آلام الظهر بتوفيره مجموعة تمارين للظهر والبطن والساقين وتقنيات للاسترخاء، كوسيلة لتخفيف الألم وتحسين جودة الحياة.
شعار تطبيق كايا هيلث
  • تطبيق “ناشيورال سايكلز” (Natural Cycles) الرقمي الذي يساعد على منع الحمل بحساب أيام الخصوبة بناء على قراءات درجة حراة الجسم والمعلومات المرتبطة بالدورة الشهرية.

قانون الرعاية الصحية الرقمية الألماني

وتعد ألمانيا في طليعة البلدان الأوروبية التي تبنت الرعاية الصحية الرقمية. ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2019، أقر البرلمان الألماني تشريع نظام الرعاية الصحية الرقمية، وصادق على استخدام التطبيقات الطبية الرقمية في العلاج.

ويحتفظ المعهد الفدرالي الألماني للأدوية والأجهزة الطبية بسجل خاص بالتطبيقات الصحية الرقمية التي تمت الموافقة عليها، حيث يستطيع الأطباء والمعالجون النفسيون إدراجها ضمن الوصفات الطبية، ويمكن لشركات التأمين تغطيتها، ومن الأمثلة على هذه التطبيقات:

  • كالميدا (Kalmeda)، وهو تطبيق رقمي يقدم المساعدة العلاجية للمستخدمين الذين يعانون من الطنين في آذانهم.
  • فيليبرا (Velibra)، وهو تطبيق رقمي لعلاج اضطرابات القلق، بما في ذلك اضطراب الهلع ورهاب الخلاء واضطراب القلق الاجتماعي، باستخدام طرق العلاج السلوكي المعرفي.
تطبيق فيليبرا لعلاج اضطرابات القلق بما في ذلك اضطراب الهلع (فيليبرا)
  • فيفيرا (Vivira) المصمم لعلاج آلام الظهر والركبة والورك، ويقدم برنامجا للعلاج الطبيعي للمساعدة في إدارة الألم وتخفيفه.
  • إم-سينس (M-sense)، وهو تطبيق رقمي يهدف إلى إدارة الصداع بما في ذلك الصداع النصفي من خلال خطط علاج ملائمة للمصاب.
تطبيق إم-سينس يهدف لإدارة الصداع بما في ذلك الصداع النصفي من خلال خطط علاج ملائمة للمصاب (إم-سينس)
  • سومنيو (Somnio)، وهو تطبيق للتدريب على النوم مصمم لمساعدة المستخدمين الذين يعانون من الأرق من خلال تقنيات لتحسين النوم ملائمة للفرد.
تطبيق سومينو للتدريب على النوم مصمم لمساعدة المستخدمين الذين يعانون من الأرق (سومينو)

تعريف العلاجات الرقمية

يشار إلى العلاجات الرقمية (Digital Therapeutics) اختصارا بالحروف الثلاثة “دي تي إكس” (DTx)، وهي علاجات قائمة على تطبيقات برمجية حاسوبية تم التحقق من صحتها سريريا، ولها موافقات من السلطات الصحية التنظيمية المحلية تماما مثل الأدوية.

ويتم الوصول إلى هذه التطبيقات الرقمية من خلال الهواتف الذكية أو الأجهزة الذكية الأخرى، ويتم وصفها من قبل أخصائي مرخص بمزاولة المهنة.

ويجب التنويه إلى أن العلاجات الرقمية تختلف جوهريا عن التطبيب عن بعد “تيليميديسن” (Telemedicine)، فاستخدامها لا يتطلب سوى إنزال التطبيق العلاجي من متجر “أبل ستور” (Apple Store) أو “غوغل بلاي” (Google Play) أو منصات أخرى مشابهة.

سوق العلاجات الرقمية

قدرت شركة “ماركت آند ماركت” (MarketsandMarkets) سوق العلاجات الرقمية العالمي من حيث الإيرادات بنحو 6.1 مليارات دولار عام 2023، وتوقعت أن يصل إلى 21.9 مليار دولار بحلول عام 2028.

وترجع الشركة هذا النمو المرتفع إلى توفر تطبيقات رقمية تساعد على الوقاية من الأمراض المزمنة والاضطرابات الطبية وإدارتها وعلاج بعضها، مما أدى إلى زيادة الاستثمارات في هذا المجال.

ويقسم سوق العلاجات الرقمية إلى أجهزة وبرامج وخدمات، حيث تحظى البرامج والخدمات بالحصة الكبرى.

وتضم العلاجات الرقمية تطبيقات ترتبط بأمراض السكري والسمنة والقلب والأوعية الدموية، والجهاز العصبي المركزي، والجهاز التنفسي، والإقلاع عن التدخين، واضطرابات الجهاز الهضمي، والاكتئاب والقلق إلخ.

وتشير الدراسات إلى أن هذه العلاجات أثبتت فعاليتها في دعم الرعاية الوقائية والتشخيص والعلاج والإدارة وتحسين الحالات الصحية المرتبطة بالأمراض المشار إليها.

مستقبل العلاجات الرقمية

ويبدو مستقبل تطبيقات الصحة الرقمية واعدا، إذ تصبح أكثر تكاملا مع إدارة الرعاية الصحية يوما بعد يوم. ويتوقع أن يؤدي التقدم في الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والطب الشخصي إلى تصميم تطبيقات أكثر تطورا، مفصلة لاحتياجات كل شخص على حدة.

ومع تزايد التركيز على الرعاية الصحية الوقائية، ستصبح التطبيقات، التي تراقب صحة الإنسان وتشجعه على اتخاذ خيارات صحية لنمط حياته، ذات أهمية متزايدة. ومع استمرار تحسن أمن البيانات والخصوصية، ستزداد ثقة المستخدم بها، وبالتالي سيتسارع اعتمادها.

 

التحديات التي تواجه البلدان العربية

على الرغم من أن بعض البلدان العربية كالإمارات والسعودية وقطر أظهرت اهتماما ملموسا بالتطبيقات الصحية الرقمية، فإن انتشار هذه التطبيقات لا يزال يواجه تحديات في معظم البلدان العربية، تتمثل في غياب التشريعات والقوانين الناظمة لها، وضعف الوعي والثقافة بأهميتها، وكذلك ضعف تكاملها مع الأنظمة الصحية القائمة وخصوصا نظم التأمين الصحي. كما أن ضعف البنية التحتية للإنترنت في البلدان العربية الفقيرة يعد عقبة أساسية أيضا.

وتجدر الإشارة إلى أهمية توفر قاعدة بيانات بالتطبيقات الصحية الرقمية التي تمت الموافقة عليها من قبل السلطات المعنية في كل بلد، مما يسمح بإدراجها ضمن الوصفات الطبية وتغطيتها من قبل شركات التأمين.

التعليقات مغلقة.