حدثتني العصفورة: جمعيات بسلا تبلع قفة رمضان والسلطات القضائية مطالبة بفتح تحقيق

بقلم محمد حميمداني

 

 

حدثثني العصفورة أن جمعيات بسلا كانت قد حصلت على دعم إماراتي. بغاية توزيعه على محتاجي المدينة. خلال شهر رمضان الأبرك. إلا أن إرادة هاته الجمعيات قررت عكس بعدها الإنساني ركنها في مخازن محروسة لحدود الساعة.

 

 

وتساءلت العصفورة عن دوافع هذا الاحتفاظ. وعدم توزيع تلك القفف الرمضانية على مستحقيها؟. وماذا تنوي فعله بتلك القفف. والوجهات التي ستحط الرحال على أرضها تلك الخيرات المحسوبة على المحتاجين. والتي من الممكن أن يستفيد منها المرابون بشكل مباشر. أو من خلال تصريفها عبر المتاجر. والاستفادة من سخونة ما أدرته. لخدمة مصالح جيوب مرضى بلعنة السطو على ملك مخصص لمصلحة اجتماعية إنسانية. وتوظيفه لخدمة منافع براغماتية مصلحية مباشرة؟. وساءلت العصفورة السلطات عن دورها الرقابي في باب إعمال القانون ضد كل من يسخر الدعم الاجتماعي الانساني لفائدته؟. ومسؤولية مكتب تلك الجمعيات المباشرة على هذا الوضع الذي اشتمت منه العصفورة رائحة فساد.

قفف رمضانية كان من المفترض أن توجه لمستحقيها من الفقراء والمحتاجين. لكن عملية التوزيع عطلت بإرادة آدمية. والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا لم تتم عملية التوزيع رغم انتهاء شهر رمضان؟. 

فبغض النظر عن الأسباب. فإن العصفورة غردت متسائلة عن عدم التوزيع وركنها في مخازن في انتظار ماذا؟. هل في انتظار “غودو” للكاتب الإيرلندي “صمويل بيكيت”. وانتظار البطلين “فلاديمير” و”إستراجون” المعدمين المشردين “غودو”.

كل هاته الأحداث تتم وسط أرض جرداء على قارعة طريق قُرب شجرة عارية إلا من بعض الوريقات. لمدة يومين كاملين ليخلصهما من حالة البؤس والفقر واليأس التي يعيشانها.

المشاهد تتقارب. إلا أن الفارق بينهما أن “فلاديمير” و”غستراجون” يعرفان أنهما بحاجة إلى “غودو”. وينتظرانه على الرغم من أنهما يعلمان أنهما لن يلتقيا به. لأنهما لا يعرفانه أصلا. إلا أنه في المشهد الجمعوي السلاوي، وفق العصفورة، فالصورة مقلوبة. إذ لا يعلم مشردو وفقراء سلا والوطن. أن مخزونا هاما من المساعدات الخيرية الإماراتية مركون في أحد الأقبية السميكة. ولكن ليس للتوزيع على مشردي الوطن. بل للتحويل لجيوب المرابين ومستغلي الآلام البشرية لتحقيق الإثراء عبرها.  

تقول العصفورة: إن كان مرابو الجمعيات لم يتقوا الله في فقراء هذا الوطن والضمير الإنساني والإسلامي. خلال هذا الشهر الفضيل؟. فمتى سيخافون الخالق. علما أن الأمر يتعلق بتوظيف تلك الآلام من أجل الحصول على دعم وهبات. ولكن في الجهة الواقعية يتم وضعها وإحكام إغلاقها بمثانة. في أقبية المتاجر والمخازن لتوظيفها لتحقيق التراكم المالي النفعي الضيق.

وقائع كانت قد وقفت عليها وزارة الداخلية. حيث أصدرت في هذا الشأن مذكرات للتعامل بصرامة مع مثل هاته الحالات والتوظيفات المشبوهة. المستغلة لمعاناة الفقراء من أجل الإثراء غير المشروع. في دوس على كل القيم المثلى التي ينبغي رعايتها والمحافظة عليها في مجتمعنا.

إن المطلوب أن يتم الضرب بقوة على يد هاته السلوكات. وإلا أصبحت تلك الجهات مشاركة في هاته الجريمة. بما أنها تتغدى من آلام الفقراء لتبني امتيازات على حساب تلك الآلام. وعلى الجهات القضائية المختصة إعطاء أوامرها للتحري في الوقائع. إعمالا للقانون وتنفيذا للتوجيهات الملكية السامية الصادرة في هذا الباب. تحقيقا لدولة الحق والقانون والمؤسسات.

تقول العصفورة إن “فلاديمير” و”إستراجون” يعلمان أنّ غودو لن يأتي. لأنّهما لا يعرفان أين ومتى سيلتقيان به. فهم لا يعرفانه أصلًا. وهي الشخصية التي ظلت مجهولة حتى آخر المسرحية.

فرغم هذا الغياب، غلا أنه يفتح الباب على الأمل الذي يسعى إليه الإنسان طوال حياته. أملا أن تتحقق أحلامه ومساعيه. فمن خلال هاته الأحداث راصدة مفهوم الهدف من الحياة عبر الصراع القائم بين شخصياتها. إلا أنه في الحالة السلاوية فإن هناك من يتاجر بتلك الآلام. ويحصل على الدعم نظيرها ليوزعه على فقراء سيدي موسى، القرية، مولاي اسماعيل، حي الرحمة، حي الانبعاث…..

وفي الحالة التي رصدتها العصفورة بسلا، فالوجهة تتحول لخدمة مصالح شخصية مباشرة. والألم يستمر مع الجوع والحرمان. فيما القفف تركن لتوزع على سماسرة وبطون مرابي آخر زمن. وتشدد العصفورة على ضرورة أن يتصدى القضاء بقوة لكل هاته الظواهر المعطلة للتنمية. تحقيقا للدولة الاجتماعية كما ارتضاها عاهل البلاد المفدى أعزه الله ونصره.

 

 

ولنا عودة للموضوع لاحقا عبر تحقيقات مفتوحة للكشف عما بطن من أسرار هاته المساعدات. والجمعيات ذات الصلة بالخروقات. والمسؤولين عنها. مساهمة منا في بناء وطن جميل بلا قنافذ.

التعليقات مغلقة.