المغرب سيظل في صحرائه والصحراء في مغربها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها

لقد بذل المغرب جهودا جبارة وأبان عن حسن نيته منذ إقرار وقف إطلاق النار سنة 1991، كما تبنى مخطط الحكم الذاتي المعتبر جديا وذي مصداقية من لدن مجلس الأمن، وساند الحلول الدبلوماسية بدل الاستفزازات التي دأب على سلوكها أعداء الوحدة الترابية وحليفهم  الرئيسي الجزائر؛ لكن يبدو أن الظالمين تجاوزوا المدى، فليعلموا إذن أننا مجندون للدفاع والفدى

وإذا كنا كشعب آمن بمستقبل مغاربي منذ الاستعمار والمعاناة المشتركة، لا بأس أن نعرج على بعض المحطات التاريخية للذكرى . فالجزائر  هي من كانت وراء تأسيس جبهة البوليساريو سنة 1973، عبر الاتصال بمن باع ضميره رخيصا في سوق النخاسة وخيانة الوطن خصوصا إذا علمنا أن الجبهة لم تواكب الاحتلال الإسباني ولم تكن موجودة إطلاقا في إقليم الصحراء حتى توصف بحركة تحرر وطني وإنما نشأت في القطب الجزائري وبدعم مادي ومعنوي من الحكومة الجزائرية .

ولعل قرار محكمة العدل الدولية الصادر سنة 1975، والذي أعقبه خطاب المغفور له الحسن الثاني الذي أعطى الانطلاقة للمسيرة الخضراء من أجل استرجاع المغرب لأراضيه، أقر بوجود روابط تاريخية وقانونية تشهد بولاء القبائل الصحراوية لسلاطين المغرب، وإن الجبهة التي أسستها الجزائر فوق ترابها سنة 1973 من لدن مواطنين مغاربة لم تكن تعرف الوجود اثناء الاحتلال الإسباني بالمغرب هذا الاستعمار الذي احتل وادي الذهب سنة 1884 والساقية الحمراء سنة 1934، علما أن المغرب كان مستعمرا بطريقة منحت فرنسا وسط البلاد ومنحت إسبانيا جنوب البلاد والشمال وخضعت مدينة طنجة للحماية الدولية، لذلك إذا كان التاريخ يفرض نفسه بالرغم من الدور الريادي للجزائر وليبيا آنذاك في خلق البوليساريو ونحته وجعله تمثالا أمام المنتظم الدولي وكسب الدعم له.

لذلك ليعلموا أننا أصحاب حق ولسنا معتدون وأننا انتصرنا للحلول الدبلوماسية وظللنا مادين أيدينا لرأب الصدع وتحقيق الحلم المغاربي؛ لكن في الوقت نفسه نعلن عن استرخاصنا للغالي والنفيس من أجل الدفاع عن ثوابت الأمة الثابتة .

محمد عيدني