أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

نوستالجيا: “بلبل” أيقونة الأوبرا في “أذربيجان”

أفغان غفارلي – صحافي أذربيجاني

 

 

 

 

 

اسمه الحقيقي “مرتضى محمدوف”، ولكنه اشتهر بين الناس باسم “بلبل”. وقد أطلق عليه لقب “بلبل” بسبب صوته اللطيف غير المعتاد. ويعد مغني الأوبرا المتميز “مرتضى محمدوف”، (العندليب). أحد أشهر الفنانين الذين ترعرعوا في منطقة “كاراباخ” ب”أذربيجان”. فقد ولد “بلبل” عام 1897 في مدينة “شوشا” التي تعتبر تاج “كاراباخ”.

 

 

 

 

 

 

أنتجت هذه المدينة الساحرة، الواقعة في قلب الجبال الشامخة. عباقرة لا يقدرون بثمن في الثقافة الموسيقية “الأذربيجانية”. وكان “بلبل” أيضاً من أصحاب الموهبة الفطرية. وفي “شوشا” أطلق أولئك الذين انبهروا بصوته الرائع، الذي يذكرنا بزقزقة الطيور الساحرة، على “مرتضى” الصغير لقب “بلبل”.

وقد ورث هذه الموهبة عن والده “مشادي رضا” الذي كان يتمتع بصوت جميل، منذ سن العاشرة. عزف “مرتضى” بمهارة العديد من الأغاني الشعبية والمقامات، وقرأ آيات قرآنية. بدأ نشاطه المسرحي عام 1916. حيث أصبح “بلبل” مشهوراً في جميع أنحاء منطقة “القوقاز” كمغني مثالي ومتعلم عندما كان صغيراً.

إن الاهتمام الهائل والميل للابتكار لم يسمح له أبدًا بالبقاء في إطار واحد. حيث يتضح من مسيرته الإبداعية الغنية أنه لم يكتف مطلقا بما حققه من إنجازات. إذ تصدى لجميع العقبات ولم يتراجع.

في نهاية عام 1920، اتسع نشاط “بلبل” كمغني أوبرا. وذلك عندما تمت دعوته لمسرح الأوبرا الحكومي الأذربيجاني في “باكو”. كان “بلبل” طالبًا في المعهد الموسيقي الحكومي الأذربيجاني، عندما كان عمره 23 عامًا. كان حلمه الأكبر هو الذهاب ل”إيطاليا”، مهد الأوبرا. وأخيرًا، تم إرسال “بلبل”، الذي تخرج من المعهد الموسيقي الحكومي الأذربيجاني عام 1927. إلى “ميلانو” الإيطالية. وذلك لمواصلة تعليمه لمدة 4 سنوات.

وقد درس في “ميلانو” مع مدرسين مؤثرين، ضمنهم “جوزيبي أنسيلمي”، “ديلي بونتي” و”رافائيلو جراني”. ومن هناك، استمع مباشرة لمغنيي الأوبرا الأقوياء على المسرح الكبير. كما شارك في دروسهم الرئيسية وبروفاتهم.

خلال دراسته الموسيقى في إيطاليا، اندهش الجميع من صوته. وعلى الرغم من تلقيه العديد من العروض من شركات التسجيل والحفلات المختلفة في أوروبا. إلا أنه فضل العودة لوطنه لتحقيق أحلامه الكبيرة.

بعد تخرجه من المعهد الموسيقي في “ميلانو” عام 1931. عاد “بلبل” ل”أذربيجان” حيث اشتغل مدرسا في المعهد الموسيقي الحكومي. كما قدم “بلبل”، الذي تلقى تعليمًا صوتيًا ممتازًا في أوروبا. حفلات موسيقية وأدى عروضا للأوبرا.

تحتل أوبرا “شاهسانام”، المكتوبة على أساس الملحمة الشعبية “الأذربيجانية”. مكانة خاصة في أعمال “بلبل”. وقد لعب “غريب” دور الشخصية الرئيسية في هذه الأوبرا.

لا يمكن إنكار دور ظاهرة “العندليب” في تطوير الأوبرا والأنواع الصوتية في الموسيقى الأذربيجانية، حيث ترك “بلبل” بصمة لا تمحى في تاريخ الثقافة الموسيقية في أذربيجان. وذلك من خلال أنشطته المتعددة الأوجه. إذ أصبح فيما بعد أستاذًا في المعهد الموسيقي الحكومي الأذربيجاني. وأنشأ مدرسة صوتية جديدة من خلال الجمع بين فن الأداء الوطني الأذربيجاني وأساليب الغناء الروسية والأوروبية. وكان لهذه المدرسة تأثيرا مهما على الفن الصوتي ليس فقط في أذربيجان. بل وصل حتى “اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية” السابق. وتعداى هذا المجال الجغرافي ليصل إلى بلدان الشرق الأدنى والأوسط.

كان “بلبل” باحثًا محترفًا في الفولكلور الموسيقي أيضا. وقد قامت خزانة موسيقى البحث العلمي التي أنشأها في المعهد الموسيقي بعمل استثنائي. وذلك عبر جمع الموسيقى الشعبية الأذربيجانية وتدوينها ونشرها والترويج لها.

حصل هذا الفنان العبقري على العديد من الجوائز. ضمنها وسام “هاريبالدي” الإيطالي. وقد توفي “بلبل” في “باكو” عام 1961 ودفن في “فخري خيابان”.

والآن، يتم التعرف على إرث هذه الموهبة العظيمة. وأيضا أسلوبه الفريد في الأداء. وذلك من خلال التسجيلات وأشرطة الأفلام النادرة. إضافة للأبحاث العلمية والذكريات. وقد تم وضع تمثال نصفي من البرونز للمغني في مدينة “شوشا” مسقط رأسه. 

ملاحظة: تم اعداد المقال من قبل “الاتحاد الاجتماعي”. الذي يحمل اسم “مساعدة أصحاب الملكية الفكرية”. وذلك بمساعدة “وكالة الدولة لدعم المنظمات غير الحكومية لجمهورية “اذربيجان””.

التعليقات مغلقة.