نداء عاجل لمواجهة زحف العقارب القاتلة في المغرب
جريدة أصوات
مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، أطلقت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة نداء استغاثة عاجلاً لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، مطالبةً بإنتاج أمصال مضادة لسموم العقارب لوقف الخسائر البشرية المتكررة، خاصة في المناطق النائية.
25 نوعاً قاتلاً و90 وفاة سنوياً
كشف البلاغ الصادر عن الشبكة أن المغرب يُعد موطناً لـ 25 نوعاً من العقارب السامة من أصل 2000 نوع عالمي، أبرزها عائلتا “بوثيداي” والعقرب الأسود سميك الذيل، التي تنتشر في المناطق الصحراوية والغابات وحتى الأحياء الحضرية. ويحتوي سم هذه العقارب على مواد تُسبب ارتفاع ضغط الدم وفشلاً تنفسياً أو قلبياً، قد يؤدي إلى الوفاة، خاصة لدى الأطفال وكبار السن.
وتشير إحصائيات المركز الوطني لمحاربة التسمم إلى تسجيل 24 ألف لدغة عقرب سنوياً، تتسبب في 80 إلى 90 حالة وفاة، معظمها بين الفئات الهشة بسبب غياب الأمصال أو التأخر في الوصول للمستشفيات.
فراغ خطير
نددت الشبكة بـ توقف إنتاج الأمصال المضادة في معهد باستور بالدار البيضاء “لأسباب غير علمية”، رغم نجاح دول مثل مصر وتونس وتركيا في تصنيعها محلياً. وأوضحت أن تركيا تخطط لتصدير أمصالها إلى شمال إفريقيا، بينما توصي منظمة الصحة العالمية بإنشاء مصانع متخصصة، كالمشروع المزمع في الإمارات.
مطالب عاجلة لوزارة الصحة
وجهت الشبكة مطالب عاجلة للحكومة، منها:
توفير الأمصال في جميع المستشفيات والمراكز الصحية، خاصة في المناطق النائية.
إعادة تفعيل إنتاج الأمصال عبر إحياء وحدة معهد باستور وتأهيل فروعه.
تخصيص ميزانيات للبحث العلمي في مجال السموم، باستخدام تقنيات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي.
إعادة هيكلة المركز الوطني لمحاربة التسمم وإنشاء فروع جهوية لتعزيز المراقبة الوبائية.
حملات توعية مكثفة حول خطورة العقارب وإجراءات الإسعافات الأولية.
التأكيد على السيادة الصحية
أكدت الشبكة أن تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأمصال ليس خياراً طبياً فحسب، بل مسألة سيادة وطنية، داعية إلى استغلال التنوع البيئي المغربي (أكثر من 60 نوعاً من العقارب) لتطوير حلول محلية بدلاً من الاعتماد على الاستيراد.
خاتمة:
مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة، يُصبح النداء أكثر إلحاحاً لإنقاذ الأرواح، خاصة في ظل غياب أمصال فعالة وتزايد المخاوف من تحول العقارب إلى “وباء صامت” يفتك بالمواطنين، خصوصاً في القرى والمناطق المهمشة.
التعليقات مغلقة.