تتجدد الذكرى من أجل انبثاقة الحلم المأمول..

عبد الحفيظ الحلو

من أجل امرأة تعيد نسج قصتنا بعيدا عن تفاهات العالم الممسوخ..إمرأة تعيد العالم المجنون لحضنها الروحي الماتع،وتربي نزقه الطاغي بحنو لا يعرف الإنقضاء،كما عهدتها الأرض روحا محبة تمشي بين الخلائق كنسمة تبلسم أوجاعنا فيعتدل الكون على مرافئ السلام..

من أجل امرأة بأهداف أنطولوجية مفارقة للنسق الفاسد الذي يخترق الكوكب بفحش،وهي القمينة بأن تجعل هذا الوجود يستوي على قدر أكثر نبلا مما هو سائد..من أجل امرأة بوعي حارق وعقل مشتبك تدك معاقل القبح وتعيد ترتيب خراب العالم..من أجل امرأة تعيش أنوثتها بوعي إنساني حاد في حل من تنميطات الرأسمالية التشييئية وبراميترات فلسفة الإستهلاك وقوالب الموضة الممعنة في نحر الهوية الإنسانية الصلبة..

من أجل امرأة تعتق روحها والعالم من محنة الجسد كمرتهن بائس يشرف على سوقه وبيعه سدنة الرأسمال البشع..من أجل امرأة تستعيد تواؤمها الفطري مع الكون والوجود..

من أجل امرأة ساعية بحق لافتكاك ذاتها من سطوة العقل الشقاقي/الصدامي المستعار الذي يمركز المعركة في تدمير الشريك..

من أجل امرأة واعية تفكك بدهاء ناعم العقد النفسية المصطنعة،المؤسسة للإشتباك مع الرجل كرهان إبليسي يضمره أشرار الكوكب كي تدوم محرقة التنازع الجنساني..

من أجل امرأة تسعى بصدق لخرق ميثاق العبوديات الجديدة الطافحة بأوهام الموضة المسكرة واستيهامات الجسد ذي الغنج والأنوثة الأبدية كأحقر وأحط ما شغلت به المرأة في زمن التيه البشري..من أجل هذه المرأة نقول..لك كل الحياة وأنت الحياة وطوبى لمن ظللته نسمات روحك الجميلة..والكون يستعيد ألقه حين تكونين امرأة وكفى.