أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

مأساة مؤلمة نأمل أن لا تتكرر

عادل بنحمزة

فاجعة سيدي علال البحراوي تستوجب طرح الأسئلة الرئيسية وبعدها يمكن طرح الأسئلة الثانوية، الصغيرة لم تمت بكاميرا المصور (رغم أنني أدين بشدة نشر فيديو الموت بمنطق تحقيق البوز أو الأسوأ من ذلك من خلال التطبيع مع الموت بطريقة مأساوية)، لكنها ماتت لأنها واجهت الإهمال، إهمال أسرة تترك صغيرة لوحدها، والإهمال الأخطر والفضيع هو أداء الوقاية المدنية الذي يعتبر المسؤول الأول عن وفاة الصغيرة بتلك الطريقة البشعة، وعندما نتحدث عن الوقاية المدنية، فنحن نتحدث عن منظومة وليس عن أفراد، نتحدث عن وسائل وظروف العمل وليس عن الإرادة التي لا يشكك أحد في وجودها…

الكارثة الحقيقية هي أن قواعد البناء وتصاميم التهيئة لا تخضع في كثير من الحالات سوى للوبيات العقار، بينما التطور العمراني لا يوازيه أي تطور في الآليات والوسائل وفي تدريب العنصر البشري، واقعة سيدي علال البحراوي ذكرتني بمعركة خضتها بخصوص تصميم تهيئة مدينة الخميسات، إذ تضمن مشروع التصميم آنذاك الترخيص بالبناء العمودي إلى حدود 6 طوابق، هذا الأمر للوهلة الأولى يبدو غير مثير لأي إشكال، لكن عندما نعلم أن الوقاية المدنية بالمدينة لا تتوفر على تجهيزات كافية للتدخل على هذا العلو فيمكن توقع حجم الكوارث التي يمكن أن تحدث بين لحظة وأخرى، ونموذج كارثة سيدي علال البحراوي مأساة مؤلمة نأمل أن لا تتكرر.

التعليقات مغلقة.